بيروت 16 مايو 2022 (وال) -أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية اللبنانية، خسارة حلفاء حزب الله القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلا، عددا من المقاعد في أول استحقاق يعقب سلسلة من الأزمات المستمرة منذ عامين، حسبما أعلنت وزارة الداخلية.
بينما لا يزال فرز الأصوات جاريا في غالبية الدوائر، ولم يتمكن التيار الوطني الحر بزعامة الرئيس ميشال عون من الاحتفاظ بأكثرية نيابية مسيحية، بعد خسارته عددا من المقاعد لصالح خصمه حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع.
كما أعلنت وزارة الداخلية عصر الإثنين النتائج النهائيةلعدد (49) مقعدا موزعين على سبع دوائر انتخابية، على أن تصدر النتائج المتبقية تباعا، وتعكس النتائج الأولية فوز مرشحين معارضين ومستقلين بعدد من مقاعد البرلمان المقبل الذي تنتظره تحديات عدة، وسيضم على الأرجح كتلا متنافسة، لا تحظى أي منها منفردة بأكثرية مطلقة، بعدما كان حزب الله وحلفاؤه يحظون بأكثرية في المجلس المنتهية ولايته.
-الداخلية اللبنانية لبنان تمكن من إجراء انتخابات نيابية على نحو جيد
وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي، “أكد أن نسب الاقتراع في الانتخابات البرلمانية ليست قليلة، وهي تقريبا مشابهة لانتخابات عام 2018، وأضاف أن لبنان تمكن من إجراء انتخابات نيابية على نحو جيد على الرغم من حملات التشكيك التي رافقت العملية الانتخابية وتلتها.
و أوضح أن الحديث عن صناديق اقتراع مفقودة في بعض الدوائر الانتخابية غير صحيح، لافتا الى ان وزارة الداخلية لم تتدخل في عملية الفرز لكن وفرت التأمين لها”.
-تيار المستقبل وتأثيراته على النتائج الأولية
وأظهرت نتائج الماكينات الانتخابية التابعة للوائح المتنافسة احتفاظ حزب الله وحليفته حركة أمل، بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، بكامل المقاعد المخصصة للطائفة الشيعية (27) مقعدا.
ولم يتمكن حليفه المسيحي التيار الوطني الحر بزعامة رئيس الجمهورية ميشال عون من الاحتفاظ بأكثرية نيابية مسيحية، بعد خسارته عددا من المقاعد لصالح خصمه حزب القوات اللبنانية، كما فشل نواب سابقون مقربون من حزب الله في الاحتفاظ بمقاعدهم على غرار نائب الحزب القومي السوري الاجتماعي أسعد حردان عن المقعد الأرثوذكسي في إحدى دوائر الجنوب والذي يشغله منذ 1992، والنائب الدرزي طلال أرسلان في دائرة عاليه في محافظة جبل لبنان، وفق نتائج أولية.
في المقابل، ضمن حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، فوزه بأكثر من عشرين مقعدا، وفق نتائج أولية لماكينته الانتخابية. وكانت القوات فازت وحدها بـعدد (15) مقعدا في انتخابات 2018، مقابل (21) للتيار الوطني الحر مع حلفائه.
وبلغت نسبة الإقبال على الانتخابات أمس الأحد (41%)، أقل بنسة (8%) مقارنة بانتخابات عام 2018، ويرجع ذلك إلى قرار رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، بانسحاب حزبه “تيار المستقبل” السني الذي يتزعمه من الانتخابات‘ احتجاجا على ما أسماه بـ “النفوذ الإيراني المتزايد” في لبنان، وكان تيار المستقبل قد حصل على (20) مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته، كما قد تؤثر نحو (150) ألف بطاقة اقتراع للمغتربين اللبنانيين، في النتائج النهائية للانتخابات.
-اللبنانين انحازوا للتغيير والتطلع لبداية جديدة
وقال مسؤول الإعلام الخارجي في الحزب مارك سعد “تظهر النتائج أن اللبنانيين اختاروا كسر الحلقة التي أرساها حزب الله والتيار الوطني الحر، وتغيير الطريقة التي تدار بها الأمور”، مضيفا: “يمكننا القول إن اللبنانيين عاقبوا الأحزاب الحاكمة وانحازوا لنا، للتعبير عن رغبتهم في بداية جديدة في الحكم”.
ومن شأن توسع كتلة القوات أن يخلط الأوراق عشية استحقاقات عدة، أولها انتخاب رئيس للبرلمان الجديد ثم تكليف رئيس للحكومة وصولا إلى الانتخابات الرئاسية بعد أشهر، بالنظر إلى خصومتها الشديدة مع حزب الله وحلفائه، ولا يزال فرز الأصوات مستمرا الإثنين في غالبية الدوائر.
يذكر أن هذه الانتخابات تمت وسط انهيار اقتصادي بات معه أكثر من (80%) من السكان تحت خط الفقر، وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من (90%) من قيمتها أمام الدولار، ولامس معدل البطالة نحو (30%) وهي الأولى بعد انهيار اقتصادي صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850، وبعد احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة، وانفجار مروع في 4 أغسطس 2020 في مرفأ بيروت، الذي أودى بأكثر من مئتي شخص ودمر أحياء من العاصمة.(وال بيروت) س خ.