كركورة 16 مايو 2022 (وال) –تشتهر منطقة كركورة-90 كم جنوب غرب مدينة بنغازي- بإنتاج ملح الطعام الطبيعي، نتيجة لوجود (سبخة كركورة).
وصنفت السبخة كثالث أكبر سبخة من حيث المساحة، حيث تصل مساحتها إلى ما يقارب (500) هكتار، وتحيط بالمنطقة من ثلاث جهات، وتعتبر أحد مصادر الدخل الرئيسي للكثير من أهالي المنطقة، أما تسميتها كما ذكر أهالي المنطقة “أن كركورة اسم أعجمي ويرجع إلى العصور الوسطى، وهو اسم إغريقي والترجمة العربية لهذا الاسم (البئر الذي لا قاع له) مما يؤكد أن هذه العيون استعملت منذ العصور القديمة.
-بدائية الإنتاج
ورغم التطور التكنولوجي الهائل والطفرة الصناعية الضخمة التي يشهدها العالم، مازال إنتاج ملح كركورة الطبيعي يتم بطريقة بدائية جدا، ولم يتطور العمل، ولم توظف إلى الان التكنولوجيا
في عملية الإنتاج والتصنع، إلا مشروعا واحدا قامت الشركة الليبية للتعدين بإنشائه وهو مصنع لغسل وطحن وتعبئة ملح الطعام، مع تعزيزه بمادة (اليود) ومن ثم توزيعه وتسويقه للبيع بالجملة، لكنه توقف عن العمل لأسباب غير معلومة.
-عملية استخراج الملح
عند هطول الأمطار في فصل الشتاء تمتلئ السبخة بمياه الأمطار، ويرتفع منسوب المياه حتى يغمر كافة المساحة السبخية، وتستمر الأمطار في الهطول في هذه البحيرات الكبيرة حتى أواخر الربيع، معلنة عن بدء موسم تبخر المياه، ومع الارتفاع التدريجي لدرجة الحرارة تبدا عملية التبخر والتي ينتج فيها ملح الطعام الطبيعي، حيث تبدأ عملية الجمع في مطلع شهر مايو، ويقوم الأهالي بجرف هذه الطبقات الناتجة عن تبخر الماء المالح بالآلات الثقيلة (الكاشيك)، ويتم تجميعها على شكل هرمي، ومن ثم سحبها خارج مستنقعات المياه.
قديما كانت تتم بأدوات زراعية بسيطة حيث يتم جمع كميات أقل من ما يتم جمعها، في الوقت الحالي وفي حال عدم هطول الأمطار وحدوث الجفاف يقوم الأهالي بوضع (محركات ماء زراعية) في العيون، وتقوم هذه المضخات بضخ الماء على المسطحات، ثم تتبخر هذه المياه ويتم جرفها وسحبها إلى الأرض اليابسة.
-استخدامات ملح كركورة
يجتاح ملح كركورة الأسواق المحلية أولا لكونه منتج طبيعي، وثانيا لأن عملية الحصول عليه ونقله لا تكلف، عكس الأملاح التي يتم استيرادها، ويستعمل بالدرجة الأولى في الطعام، وفي صناعة الجلود حيث تستخدمه المدابغ بكميات كبيرة، كما يدخل في صناعة مواد التنظيف كالصابون ونحوه إضافة إلى استخدامه من بعض الشركات النفطية في أعمال الحفر، كما تقوم بشرائه المخابز ومصانع الحلويات الشرقية والغربية والموالح.
-عمليات التصدير
بالنسبة للتصدير قام أحد رجال الأعمال في عام 2007 ق بشراء أطنان من ملح الطعام الطبيعي، من أجل تصديره إلى أوروبا، وتم سحب كافة الكمية الموجودة في منطقة كركورة في ذلك الموسم، وتم تصدير كمية كبيرة من الملح، عن طريق البحر ولكن وبشكل مفاجئ توقفت عمليات التصدير، والتي تكون على الأرجح ارتفاع تكلفة شحنه عبر البواخر التجارية، وأسعار البيع غير مناسبة.(وال كركورة) ع م / س خ.