القاهرة 28 مايو 2022 (وال) _ صدر حديثًا عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر كتاب “في المفاهيم المعياريّة الكثيفة.. العلمانية، الإسلام “السياسي”، تجديد الخطاب الديني” للكاتب حسام الدين درويش.
كتب الدكتور ساري حنفي في مقدمة الكتاب:
“يؤمن الدكتور حسام الدين درويش أن هنالك دينامياتٍ داخليةً ومحليةً جعلت من الثورات العربية لحظات “معرفية” هامة، حيث انتقل الجدل من صالونات فكرية ضيقة إلى جدل مجتمعي حول قضايا في غاية الأهمية، مثل العلمانية، الإسلاموية، الإسلام السياسي، تجديد الخطاب الديني.. إلخ. في محاولة لفهم الشروخ بين نُخبٍ تتخاصم، وفي أحسن الأحوال تتجاهل الواحدة الأخرى، ولا تتحدَّث معها. إنه أيضًا عمل للخروج من رؤًى ثقافوية، فهو على حق بتبيانه لمحدودية الأطروحة القائلة بأن “إصلاح أو تجديد الخطاب الديني هو الطريق أو الشرط الممكن و/أو الضروري لتحقيق الإصلاح السياسي الساعي إلى الديمقراطية”. فحسب درويش “الإصلاح السياسي والاقتصادي هو شرطٌ للإصلاح أو التجديد الديني، لا العكس. وفي “أحسن الأحوال”، يمكن تخيُّل أو تصوُّر إمكانية الإصلاحات المتوازية والمتكاملة، في المجالات الثلاثة المذكورة”.
“أهمية الكتاب تكمن في إطاره النظري الذي ينطلق من التداخل والتشابك بين البعدين الوصفي والمعياري في المفاهيم المعيارية الكثيفة؛ وكل المفاهيم التي تناولها الكتاب هي كذلك (…) يتبنى حسام الدين درويش ضرورة تفكيك التقابل التناحري بين مفهومي الدولة العلمانية/العلمانوية والدولة الدينية/الإسلاموية، وبحث مدى إمكانية أن يحصل هذا التفكيك والتجاوز، بوساطة مفهوم “الدولة المدنية”. ويشدّد درويش على أن الثنائيات التي تتأسس عليها مفاهيمه التحليلية ليست مثنوياتٍ يُقصي كلُّ طرفٍ منها الطرفَ الآخر، ولذا ينتصر لمصطلح “الدولة المدنية” باعتباره تركيبًا من مفهومي “الدولة العلمانية” و”الدولة الدينية”، ومغايرًا ومتجاوزًا لكليهما، في الوقت نفسه.
“الكتاب غنيٌّ جدًّا في تفكيك وأَفْهَمة مفاهيم كثيرة تدور حول العلمانية، والإسلام السياسي، وتجديد الخطاب الديني، ويقوم خاصة بعمل جنيولوجيٍّ مهمٍّ حول كيفية دخول التفكير في العلمانية إلى العالم العربي وتشكل الموقف العلمانوي (…)، وسأترك القارئ للاستمتاع بقراءة هذا الكتاب، والذي يشكّل، في رأيي، اختراقًا معرفيًّا وإبستمولوجيًّا مهمًّا، في الفلسفة السياسية، وعلم الاجتماع الديني”.(وال _ القاهرة) ح م