الكويت 28 مايو 2022 (وال) _ صدرت حديثًا عن منشورات المتوسط في إيطاليا رواية جديدة للكاتب تيسير خلف حملت عنوان “ملك اللصوص”، متبعًا بالعنوان الثاني “لفائف إيونوس السوري”.
وهي، وفقًا للناشر، رواية تنبني على قصَّة حقيقية لحياة كاهن سوري يغادر سورية ليقود أوَّل ثورة للعبيد في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، ويُؤسِّس على أرض جزيرة صِقِلِّيَة سنة 136 قبل الميلاد مملكة مُستقلَّة ظلَّت روما تحاربها لأربع سنوات. ومن هذه القصة، يتَّخذ تيسير خلف منطلقًا لبناء عالم روائي مُدهِش، يمزج الواقعة التاريخية بالخيال الروائي.
وهذه الرواية هي الكتاب الأول الذي يتناول إيونوس المجهول تقريبًا في العالم العربي، والمعروف جدًا في الغرب بكونه نموذجًا محتفى به كرمز لمقاومة العبودية.
تنطلق الرواية من فكرة أن النص الذي سوف نقرأه هو دفاع إيونوس عن نفسه، وعن تجربته القصيرة في الحكم، بعد سنوات طويلة من عودته المفترضة إلى مسقط رأسه في مدينة آفاميا السورية. فالرواية بمجملها هي جواب إيونوس على سؤال يطرحه عليه ابن مدينته، الفيلسوف والفلكي والشاعر الشهير، بوسيدونيوس الأفامي، حين كان شابًا يطالع ما يشيعه كتّاب عصره الرومان، حول تلك الثورة وقائدها إيونوس، من أخبار غير صحيحة، وخصوصًا قصة قسوته، وموته الكاريكاتوري في سجن مورغانتينا.
تتكون الرواية من ثلاثة أقسام، الأول يبدأ من طفولة إيونوس الأولى في أفاميا، ثم إرساله طفلًا منذورًا للآلهة في مدينة السوريين المقدسة (منبج) التي تسمى هيرابوليس، والقسم الثاني مرحلة الأسر والعبودية، والقسم الثالث الثورة وإقامة المملكة السورية المقدسة على أرض صقلية.
ومما جاء في كلمة الناشر: “وإذا ما كان الأمر قد انتهى بـ “إيونوس السوري” حاملًا لِلَقَب ملك اللصوص، في محاولة للحَطِّ من شأنه، والتقليل من قيمة مُنجَزِهِ من قبَل المؤرِّخين الرومان، الذين لم يُشنِّعوا عليه وحسب، بل منعوا صوته من الظهور في مَتْن المُدوَّنة التاريخية. فإن الرواية تغوص عميقًا في ذاتِ إيونوس وشخصيَّته الفريدة والمعقَّدة، وحضوره الطاغي الذي جعل القادة المَيدانيِّيْن لعبيد صِقِلِّيَة يُقِرُّون بزعامته، ويعترفون به مَلِكًا عليهم، ويخضعون لأوامره، رَغْم خلفيَّته الكهنوتية، وطبيعته المسالمة. هنا، سنكون أمام سيرة جماعة بشرية ملأى بالحُبِّ والعنفوان والجنون، بالفساد والاستبداد، بالمكائد والمناورات.. التي يصنعها مَنفيُّون نفيًا جماعيًّا، لا يجدون طريقًا أفضل للعودة سوى إعادة تشييد المكان الأوَّل من الصفر”.
جاءت الرواية في 224 صفحة من القطع الوسط.
تيسير خلف: روائي وباحث فلسطيني سوري، مواليد 1967، صدر له عدد من الأعمال الأدبية والبحثية. صدرت له مجموعة قصصية بعنوان “قطط أخرى” (1993)، ليُتبعها برواية “دفاتر الكتف المائلة” (1996)، لتتوالى كتاباته التي تجاوزت الخمسين كتابًا بين الأدب والدراسات التاريخية والرحلة والتحقيق، أهمُّها “موسوعة رحلات العرب والمسلمين إلى فلسطين”، التي صدرت في ثمانية مجلدات (2009). من رواياته الأخيرة: “موفيولا” (2013)، و”مذبحة الفلاسفة” (2016) (وصلت إلى القائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية ـ بوكر)، و”عصافير داروين” (2018).
صدر له عن منشورات المتوسط: “وقائع مسرح أبي خليل القباني في دمشق 1873 ـ 1883″، وكتاب “سيرة الأجواق المسرحية العربية في القرن التاسع عشر”.(وال _ الكويت) ح م