دمشق 18 يونيو 2022 (وال) _ صدرت حديثاً عن دار فواصل للنشر والتوزيع (اللاذقيّة – سورية)، نوفيلّا “عصر الرصاص” للكاتب والصحافي الفرنسيّ هنري فالك، وبترجمة الشاعر والمترجم اللبنانيّ بهاء إيعالي.
في هذه الرواية القصيرة، والتي جاءت في 94 صفحة من القطع الوسط، يجرّب فالك، كما يقول الناشر، أن يجري إسقاطًا متخيّلًا للوباء، أيّ وباءٍ كان، وسيرته في هذا العالم. وبدون حبكةٍ واضحةٍ يشتغل صاحب رواية “الابن المُرتجَل” على رسم وجه البشريّة إبّان تفشّي وباء الجذام الشمسي (وهو وباءٌ متخيّلٌ يحاكي به كافة الأوبئة التي انتشرت في العالم حتى تاريخ صدور الرواية)، إذ يبرز إرهاصاته وتأثيراته على البشريّة اجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وسياسيًّا وعلميًّا.
وجاء في كلمة الغلاف: “هل يمكن للوباء، أيّ وباء، أن تطال تأثيراته ما هو أبعد من حياة الإنسان كإنسان، لتصل إلى الحياة الاجتماعيّة والاقتصاديّة واليوميّة للعالم ككل؟ ما الذي يجعل جائحةً مرضيّة تتفوّق على الإنسان لدرجةٍ تستطيع معها حكم العالم بدلًا منه؟
“لعلّ الحياة الممتعة والهانئة لبارمسيف، حاكم الغابون، كان لها أن تصاب بتعكّرٍ مفاجئٍ مع بروز ذاك المرض الغريب، وذلك حينما لاحظ الحيوانات والنباتات تفقد جلودها، ليليها بعد ذلك فقدان البشر لشعر رؤوسهم وذقونهم، مرضٌ اتخذ صفة الوباء بعد أن بدأ انتشاره في بلدان أفريقيا الاستوائيّة وما لبث أن امتدّ نحو أوروبا وأميركا، لتغدو الحاجة ملحّة للبحث عن أصل هذا الوباء وسبل الوقاية اللازمة منه وعلاجه.
“في رواية “عصر الرصاص” يناقش هنري فالك، بنبرةٍ ساخرةٍ وأسلوبٍ أشبه بالكوميديا السوداء، كيف يمكن لوباءٍ طارئٍ أن يحكم قبضته على العالم وكافّة مفاصله، وفي خطّ مواز يعرض كيفيّة سيطرة رجال الأعمال والمال على العالم خلال الجائحة عبر دخولهم سوق أساليب الوقاية والعلاج من الوباء. وبما أننا نعيش زمن جائحة كوفيد 19 التي اجتاحت عالم اليوم، يمكن القول إن هذه الرواية كانت بمثابة نبوءةٍ طرحها فالك حول العالم المحكوم بالجائحة، وكيف يمكن أن يكون شكله خلال تسيّدها عليه”.
هنري فالك (1881 – 1937): كاتبٌ ومسرحيّ وسيناريست وشاعرٌ غنائيّ فرنسي، وقد ترك خلفه العديد من الأعمال في هذه المجالات والتي نذكر من بينها على سبيل المثال:
في السيناريو: كاتب حوار فيلم “الحفلة” (Le Bal) من إخراج فيلهلم ثيل عام 1931؛ كاتب سيناريو فيلم “الابن المرتجل” (Le Fils improvise) الذي اقتبسه من روايته التي تحمل نفس الاسم، ومن إخراج رُونيه غيسّار؛ وأيضًا كاتب حوار فيلم “الفالس الملكي” (Valse Royale) من إخراج جان غريميّون عام 1935.
في المسرح: مسرحيّة “غريغوار” – 1912؛ ومسرحيّة “سان أنطوان” – 1936.
في الرواية: عصر الرصاص – 1919؛ الابن المُرتجل – 1928؛ السلّم القصير – 1931.
بهاء إيعالي: شاعرٌ ومترجمٌ وصحافيّ لبنانيّ ولد في بلدة ببنين شمالي لبنان عام 1995، وكتب في عدة منابر صحافيّة ثقافيّة أبرزها ضفّة ثالثة، مجلّة الفيصل، مجلّة الجديد. صدرت له ثلاث مجموعاتٍ شعريّة، وفي الترجمة له ثمانية أعمالٍ من أهمّها: رواية “الهاجس” لإيمانويل بوف؛ “شتاء في مايوركا” لجورج صاند؛ رواية “الأرض التي تموت” لرُونيه بازان.(وال _ دمشق) ح.م