الرباط 23 يوليو 2022 (وال) _ صدر حديثًا للناقد وأستاذ التعليم العالي في جامعة الحسن الثاني، الحسين السيمور، عن دار النشر والتوزيع “Lexington Books” في الولايات المتحدة كتاب جديد باللغة الإنكليزية بعنوان “بناء الهامش والمتخيل السردي في نصوص محمد زفزاف: المجتمع ما بعد الكولونيالي في أسراره وحميميته”.
يطرح الكتاب سؤال التفاعل القائم بين الأدب والثقافة والخطاب من خلال تحليل بعض روايات الكاتب المغربي، محمد زفزاف، التي صدرت في أوائل السبعينيات وأواخر الثمانينيات من القرن الماضي، راسمًا مسار المتخيل السردي والجمالي لتجربة زفزاف الاستثنائية في الكتابة، والتي تميزت في المشهد الأدبي والثقافي في المغرب، وفي الوطن العربي، لفترة طويلة.
وأبرز الناقد، وفقًا للناشر، ارتباط زفزاف من خلال نصوصه بجوانب من التناقضات الاجتماعية، وانشغاله بالتحول الثقافي والسياسي في المغرب؛ وأكد بالموازاة قدرة زفزاف على التجديد في الثيمات والأنماط الجمالية، وترجم في أعماله أزمة المثقف داخل مجتمع يرزح تحت وطأة الفقر وعدم الاستقرار والصراع والتفكك. ويعد هذا العمل محاولة لمقاربة متكاملة المعارف لروايات محمد زفزاف التي لم تجد طريقها إلى الترجمة، أو لم يتم الاشتغال عليها سابقًا في الأوساط الأكاديمية الغربية، وهي: “محاولة عيش”، و”أرصفة وجدران”، و”المرأة والوردة”، و”بيضة الديك”، و”الأفعى والبحر”، و”الثعلب الذي يظهر ويختفي”، و”قبور في الماء”. وبتوظيفه للخطاب ما بعد الكولونيالي، كمنهج واستعارة للقراءة، حاول الكتاب بلورة تصور حول التجليات الثقافية والخطابية التي تُؤثث المتن الروائي عند زفزاف.
ومن الآراء النقدية التي كتبها نقاد حول هذا الكتاب والواردة على غلافه الأخير:
“يضيف الحسين السيمور عمقًا وتوسعًا فكريًا حول الرواية المغربية في دراسته لأعمال محمد زفزاف. في كثير من الأحيان، يتم التغاضي في الأبحاث المنجزة باللغة الإنكليزية عن دراسة الأعمال المكتوبة باللغة العربية في المغرب. وتوضح هذه الدراسة حيوية الكتابة باللغة العربية، وخاصة التفاعل المعقد بين علم الجماليات والسياسة في الكتابة الروائية. تتتبع فصول هذا الكتاب المسار الروائي لزفزاف، وتقدم استكشافًا شاملًا لتاريخ وديناميكية الأدب المغربي لا سيما في السبعينيات والثمانينيات” (ميشال هرتمان، جامعة ميغيل، كندا).
“يقدم الأستاذ السيمور لقراء اللغة الإنكليزية دراسة مفصلة ودقيقة عن حياة محمد زفزاف وأعماله التخيلية، وهو أحد المشاركين الأساسيين في المراحل الأولى من تطوير تقليد الرواية العربية المغربية الحديثة. ومع ذلك، حتى في هذا السياق الإقليمي المحدود، يلاحظ المؤلف أن مساهمة زفزاف قد تم التغاضي عنها إلى حد ما حتى الآن، ومن هنا أهمية هذه الدراسة” (روجر ألان، جامعة بنسلفانيا، الولايات المتحدة). (وال _ الرباط) ح م