بنغازي 13 أغسطس 2022 (وال) -كشفت الإحصائية الصادرة مؤخرا عن قسم المعلومات والإحصاء الطبي، بمستشفى طب وجراحة الأطفال بنغازي، أن عدد وفيات الأطفال المصابين بالأورام بلغ (9) حالات منتصف العام الحالي، كما بلغ عدد المترددين على قسم الأورام عدد (614) مريض.
وكالة الأنباء الليبية ألتقت مع مدير مكتب المعلومات والإحصاء الطبي بالمستشفى، وسابقا المكلف بلجنة العلاج إلى الخارج أحمد يوسف فرج الله قائلا :”يعتبر هذا القسم من الأقسام الحساسة بالمستشفى، ويستقبل غربا من مدينة سرت ،وجنوبا من مدينة الكفرة، وشرقا من مساعد وحتى الجغبوب، فالحالات جميعها تتردد على مستشفى الأطفال بنغازي.
وأوضح فرج الله، أن الحالات التي لازالت متواجدة للمتابعة بالمستشفى سواء حالات التي تستلزم الدخول إلى المستشفى لتلقيهم علاج الكيماوي، أو للمتابعة من قبل أطباء داخل القسم.
وعن عدد دخول الحالات المسجلة، والتي تتابع بقسم أمراض الدم بين (220 و225) حالة، ومن المؤسف إن في الآونة الأخيرة والوضع الذي تمر به البلاد، عجزت المستشفى عن توفير الأدوية، ونشعر بالخجل عندما تقول لأولياء أمور الأطفال المرضى، بضرورة شراء الجرعات من الخارج أي من الصيدليات.
ويتابع فرج الله: أن الأطفال الذين تم إيفادهم إلى الخارج، حدثت لهم مشاكل كثيرة، وبعضهم انتقل إلى رحمة الله، وأخر دفعة أرسلت للعلاج كانت إلى الأردن عن طريق القيادة العامة للقوات المسلحة، بحيث وفرت طائرة ووفرت أيضاً الأكل والشرب وإقامتهم بتلك الفترة، في عام 2020، وقت جائحة كورونا والحجر الصحي، حيث كانت الظروف غير ملائمة، ولكن توفر لهم العلاج الذي كان على نفقة الدولة، وبعد ذلك توقف العلاج في الخارج، رغم متابعتنا، لكن دون أي نتيجة، ويصف أن الوضع للأطفال كارثي ومأساوي جدا، لأن هناك العديد من الأطفال يحتاجون لزارعة نخاع، وعددهم (56) طفل، سواء من الأورام أو المناعة حيث تم تنسيق بيننا وبين جهاز أخر جديد في مدينة طرابلس بداية سنة 2022 وهو ( جهاز تعبئة وتطوير الخدمات العلاجية)، وبذلك تكونت قناة علاجية واحدة، بحيث نرسل تقارير الأطفال الذين يحتاجون إلى زراعة نخاع.
ويضيف تم تشكيل موقع إلكتروني مع وزير الصحة السابق علي الزناتي، ودخلنا على الموقع لتعبئة بيانات الأطفال وكنا بانتظار الموافقة، لكن تلقينا الرد بعدم توفر المخصص المالي، ولا نستطيع استقبال أي طفل، وبدأت المماطلة التي ليست من صالح الأطفالk مؤخرا قيل بأنه سيتم إرسال بعض الأطفال المرضى إلى تركيا و إيطاليا، وبالتالي أصبح هذا الموضوع موضوع دولة.
ويتابع: فيما سبق كان مستشفى الأطفال مستقل بنفسه وكنا متعاونين مع مركز الحسين للسرطان بالأردن، وكان يتم إرسال الأطفال إلى المركز، سواء أورام أو غيرها.
وفي وقت سابق، حذرت رئيس قسم أمراض الدم والأورام بمستشفى الأطفال بنغازي، دكتورة نورا الترهوني، من تداعيات إهمال وعدم مراعاة الظروف الصعبة لمعاناة الأطفال المصابين بالأورام، عدا عن الارتفاع الملحوظ بالإصابة خلال السنوات الأخيرة.
وناشدت الترهوني، لجنة الصحة في مجلس النواب الليبي، إلى الوقوف وقفة جادة لحلحلة الصعوبات التي يوجهها الأطفال المرضى، والقسم المعني بتقديم الخدمات الصحية لهم، وذلك وفقا للتقرير الذي أعدته بالخصوص.
وذكر التقرير الذي تحصلت الوكالة على نسخة منه جاء فيه أن قسم أمراض الدم والأورام بمستشفى الأطفال بنغازي، يقدم خدمات كمركز أورام متخصص، ويعتمد بنسبة (70%) على التبرعات والعمل الخيري، وسنويا يتم تشخيص ما يعادل (100) حالة أورام أطفال جديدة على مدار (5) سنوات الماضية كمتوسط، أما الحالات التي تتلقى العلاج في قسم أمراض الدم والأورام تصل إلى (200) طفل من الجنسين بأعمار تتراوح ما بين (6) أشهر، و(16) عاما.
والقسم يغطي مساحة جغرافية شاسعة من الدولة الليبية، تمتد من امساعد شرقا وحتى سرت غربا وسبها جنوبا.
أما معدلات الشفاء في المعدلات المتوسطة للأسباب التالية: السعة السريرية للقسم لا تتجاوز عدد (18) سرير وغير مطابق للمعايير القياسية لمراكز الأورام، من حيث الإنشاء واحتياجه الشديد للصيانة، وكونه موجود في الطابق الثالث لأحد مباني المستشفى وفوق قسم العزل مباشرة، أيضا عدم توفر معمل متخصص لتحضير الكيماوي، والاعتماد على الطرق البدائية في التحضير، مع عدم وجود قسم عناية خاص بحالات الأورام، كما يعاني القسم من نقص الطاقم الطبي العامل من حيث أعداد الأطباء والتمريض والصيادلة واحتياجهم للتدريب والتطوير، بالإضافة إلى نقص التحاليل الدقيقة في التشخيص والمتابعة، مما يضطر الأهل لإجرائها بالمعامل الخاصة أو السفر للخارج (ويؤدي الضعف في التشخيص أو التأخر في التشخيص)، أيضا نقص العلاج بجميع أنواعه، من حيث الجراحة المتخصصة وأدوية الكيماوي والعلاج الإشعاعي وزراعة النخاع، وعدم وجود آلية ثابتة وواضحة فيما يخص حالات العلاج في الخارج، وإحداث توأمة مع مراكز الأورام في الخارج.
وأورد تقرير رئيس قسم أمراض الدم والأورام، جملة من الحقائق الرئيسية من بينها أنه يصاب بالأورام على المستوى الدولي في كل عام نحو (400000) طفل ومراهق، تتراوح أعمارهم ما بين (0 سنة و19 سنة)، وأكثر أنواع الأورام شيوعا بين الأطفال سرطان الدم أو “اللوكيميا”، وورم الدماغ والأورام اللمفاوية، والأورام الصلبة، مثل أورام الأرومة العصبية وأورام ويلمز، معدلات الشفاء في البلدان المرتفعة الدخل التي تتاح فيها عموما خدمات شاملة، يُشفى أكثر من ( 80%) من الأطفال المصابين بالأورام، وفي البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل، يشفى أقل من ( 30%) من هؤلاء الأطفال، كما يمكن علاج معظم أنواع أورام الأطفال بالأدوية الكيماوية وغيرها من أنواع العلاج، بما في ذلك الجراحة والعلاج الإشعاعي.
وتعزى الوفيات الناجمة عن أنواع أورام الأطفال التي يمكن تجنبها في البلدان المنخفضة الدخل، والبلدان المتوسطة الدخل، إلى ضعف التشخيص أو التشخيص الخاطئ أو التأخر في التشخيص، وإلى عقبات تحول دون إتاحة الرعاية، وإلى التخلي عن العلاج، وإلى الوفاة بسبب سمية المرض والانتكاسة، وفي البلدان المنخفضة الدخل (29%) فقط، من أدوية الأورام متاحة عموما لسكان هذه البلدان، بينما في البلدان المرتفعة الدخل يتوفر (96%) من هذه الأدوية.
واختمت رئيس القسم، دكتورة نورا الترهوني التقرير بتوصيات هامة ذكرت بأن في البلدان مرتفعة الدخل، لم يعد المرض بمثابة حكم بالإعدام على الأطفال والمراهقين، وبالتالي يجب العمل بجدية لتقليل المعوقات التي لا تزال قائمة فيما يتعلق برعاية الأطفال المصابين بالأورام، بحث يتحصل كل طفل مصاب على أفضل فرصة في الحياة من خلال تقديم الرعاية الطبية الشاملة، وإنشاء مركز متخصص لأمراض الدم والأورام في مدينة بنغازي، وأيضا إنشاء منظومة لجمع البيانات عن حالات الأطفال المصابين من أجل تطوير وتحسين نوعية الرعاية الطبية المقدمة لهم.(وال بنغازي). ف م – أ س/ س خ.
اعداد: فاتح مناع / أماني الفايدي.