بنغازي 13 أغسطس 2022 (وال) -شهد المعرض العائم، بمدينة بنغازي، والذي نظم على السفينة (لوغوس هوب) منذ الاثنين الماضي، وتستمر فاعليته لمدة (9) أيام، ترحيب وإقبال كبير على زيارته من قبل أهالي المدينة، من جميع شرائح المجتمع من رجال وشباب وأطفال ونساء، حيث أصطف الزوار في طوابير طويلة منتظرين دورهم للدخول إلى سفينة الكتب، التي فتحت أبوابها أمام الزوار من الساعة (9) صباحا إلى (10) مساءا، وتأتي هذه الزيارة بعد رفض مدن المنطقة الغربية دخولها لأسباب غير معلنة، وقد أعطى التوافد الكبير على السفينة، مؤشرا بأن توجيه الرأي العام في بنغازي، لا يمكن التحكم فيه أو السيطرة عليه، مهما كانت تبعية هذه الجهات وصفاتها الاعتبارية.
وكالة الأنباء الليبية قامت بزيارة السفينة، وأخذ آراء الزوار حول دخول السفينة والكتب المعروضة في مكتبتها.
-فرصة للأجيال الجديدة
بداية ألتقينا مع الشاعرة رحاب شنيب التي صرحت قائلة: معرض الكتاب العائم يعتبر تجربة جديدة، فآخر زيارة للسفينة كانت في عام 2010، وهناك جيل كامل لم يعش هذه التجربة خاصة الأطفال، وأغلب الكتب الموجودة هي للأطفال وجزء كبير باللغة الإنجليزية، وقد أحضرت أولادي معي للزيارة، فدخولهم لها والتجول داخل المكتبة يجعلهم يدركون أن المكتبة شيء مهم، وهناك عناوين متنوعة مثل أطلس العالم، وكتب عن الفيزياء، وموسوعة (غينيس) للأرقام القياسية، وعناوين أخرى ومثيرة عن عالم الحيوانات، وأيضا كتب عن الأشغال اليدوية مثل (الكوروشيه).
وتضيف لاحظت حضور كبير من قبل العائلات لزيارة السفينة، وأيضا كانت فرصة للقاء أصدقاء لم نرهم من فترة طويلة، وقد حضروا بعائلاتهم لمعرض الكتاب العائم، وكان يوم رائع، وأسعدتني الفرحة في وجوه الأطفال، فالموضوع كما تصفه شنيب؛ ليس مكتبة فقط بل الجولة داخل السفينة بحد ذاتها، بها جانب ترفيهي للأطفال والعائلات، كما ترى أن بنغازي مدينة ساحلية ولا يوجد لدينا أماكن ترفيهية حية على البحر، ولابد أن نبدع في أفكار جديدة، وتكون أغلب نشاطاتنا الثقافية بقرب البحر، وعن مشاركتها قالت: كان لي على هامش معرض الكتاب مشاركة في أمسية شعرية من تنظيم وزارة الثقافة والفنون، شاركت فيها أيضا الشاعرة عائشة بزامة، والشاعرة عفاف عبد المحسن، والشاعر علي المنصوري، والشاعر عصام الفرجاني، والشاعر هشام بن صريتي.
-بنغازي أمن وأمان
من ضمن رواد السفينة سلوى سالم بورقيعة مؤرخة معمارية التي قالت: وجود الأطفال والنساء، بل وعائلات كاملة، أثبت إن بنغازي لها فكرها وعقلها الشخصي، ورسو السفينة على رصيف ميناء بنغازي البحري، يشعرنا بمدى الأمن والأمان في مدينتنا، وهذا الشعور يزيد يوما بعد يوم واعتزازنا بما حققناه في حربنا ضد الإرهاب، وأيضا تفاعل الناس مع طاقم السفينة والبهجة في التعامل، أوصل صورة عن مدى رفق ولطف أهل بنغازي، وكونها أم الغريب وليس داره.
أيضا عميد سالمة عبد السلام الدرسي قالت: دخلت السفينة سابقا في علم 2010، ودخولها الأن يعني إن بنغازي بأمن وأمان، وبنغازي ليست متاحة بسهولة، بل هناك ضبط في دخول أي جهة كانت للمدينة، والسفينة لوغوس هوب لم تدخل إلا بعد حصولها على الموافقة الرسمية، وقبل أن تفتح أبوابها كانت هناك لجنة مشكلة للاطلاع على عناوين الكتب التي تحتويها المكتبة، مؤكدة أن لا شيء يحدث بشكل غير منظم ومخطط في بنغازي.
حنان الشهيبي ناشطة اجتماعية، تعبر عن سعادتها بدخول السفينة لمدينة بنغازي، وترى بأنها إشارة للاستقرار الأمني للمدينة، واليوم يمر على دخول السفينة أربعة أيام، وكل يوم نجد حضور كبير من الجمهور، والكتب المعروضة متنوعة وتعليمية، وهناك عدد من المدارس الخاصة قامت بأخذ كتب تعليم اللغة الإنجليزية باعتبارها أرخص سعرا، كما وصفت استقبال طاقم السفينة بأنه كان رائعا، والتنظيم على مستوى عالي، متمنية دوام الأمن والسلام.
– تنوع الكتب يشبع طموح طلاب الجامعات
عضو هيئة التدريس بقسم علم الاجتماع بجامعة بنغازي دكتورة زينب زهري كانت من ضمن الزائرين وقالت: دائما هناك تعطش للنشاطات الثقافية، ونحن اليوم داخل معرض للكتاب، وسعيدة برؤية الحشد الكبير الذي حضر لدخول السفينة والاطلاع على الكتب التي تحتويها، وترى أن الكتاب غذاء العقل، وتشكر كل من ساعد على دخول سفينة الكتب، وترى أن الكتب الموجودة معظمها للأطفال، بالإضافة للقواميس، وهناك قلة في الكتب التي تفيد التخصصات الأكاديمية، واتمنى في المرة القادمة أن تكون الكتب أكثر تنوع، وتشبع طموح طلاب الجامعات.
-أمسيات شعرية على متن السفينة
الإعلامية وفاء بوجواري عبرت عن انطباعها حول معرض الكتاب العائم قائلة: دخول السفينة لمدينة بنغازي يعتبر حدث مهم في حد ذاته، واقبال الزوار عليها كبير جدا، وبعض الزوار جاءوا من باب معرفة ورؤية السفينة من الداخل، وبعضهم جاء لاقتناء الكتب، وهناك تنوع في عناوين الكتب، مشيرة أن كتب الأطفال أخذت مساحة كبيرة من المعرض، مضيفة بما أن وزارة الثقافة شريك في تنظيم الحدث، فقد كانت هناك أمسية شعرية على هامش المعرض.
الشاعرة والإعلامية عفاف عبد المحسن تقول: نحن الأن نجلس في براح سفينة (لوغوس هوب)، وأنا سعيدة جدا بتلقي خبر وصولها لميناء بنغازي، ونحن شعب متفتح ومطلع، ومسيجون بالفطرة دينيا وأخلاقيا، ونحن أمة خير والحمد لله، وتضيف المرة الماضية في زيارة السفينة لبنغازي استفاد منها طلبة الطب بشراء كتب كثيرة في مجال تخصصهم الطبي، وهذه المرة نرى ازدحام الناس وإقبالهم على زيارة السفينة، وحضور كل الفاعليات الثقافية التي تقام على متنها، كما التقيت بعدد كبير من إعلامي ومثقفي مدينة بنغازي، ولي مشاركة في أمسية شعرية، مع عدد من شعراء مدينة بنغازي.
وزار السفينة أيضا مع عائلته المصور طارق الهوني، وحدثنا قائلا: عشية يوم الجمعة، وعند زيارتي إلى السفينة (لوجوس هوب)، بصبحة أسرتي، تفاجأت بالزحمة الشديدة، حتى كدت أن ألغي الزيارة، ولم أكن اتوقع حب الشعب للقراءة والثقافة، موجها التحية لمدينة بنغازي.
-رسالة لتبادل المعرفة وإبراز الثقافات المختلفة
الصحفي أحمد العقيلي كان من بين الزوار وقال : سفينة تحمل ثقافات شعوب العالم، السفينة التي يتم تحميل هموم وأعباء أهالي مدينة بنغازي طوال الأيام الماضية على سطحها، تعلموا من بداخلها وجميع من فيها أننا لسنا إرهابين وإن ديننا دين تسامح، يبتسم وينبض بالخير، لقد تميزت بنغازي كالعادة بحسن الضيافة وكرم الأخلاق، وتميزت وزارة الثقافة بطرح العديد من الثقافات بشكل مباشر لعامة الشعب دون استغلال للمال العام.
خلال الأيام الماضية لم أشهد فيها أي مظهر من مظاهر الكفر، أو دعوة للإلحاد والخروج عن الملة، بل كانت رسالة مبطنة عن تبادل المعرفة وإبراز مختلف الثقافات لبعض الشعوب الأفريقية والآسيوية والأوربية من أفراد طاقم السفينة، وعرض أجمل الكتب الحسابية والترفيهية للأطفال، ومعظمها كانت باللغة العربية، ويضيف الجميل أن الزوار كانوا يقومون بعباداتهم في أوقاتها على متن هذه السفينة، دون أي احتياطات أمنية، ولو كان لدينا فصحاء يتحدثون بلباقة ومعرفة بشتى اللغات لكانت فرصة لدعوتهم للإسلام.(وال بنغازي) ه ع / س خ.
متابعة هدى العبدلي.