بنغازي 03 سبتمبر 2022 ( وال) – تزايدت في الأوانة الأخيرة الأنباء المتناقلة عن ارتفاع حالات الوفيات المفاجئة بين الأطباء الليبيين وخاصة أطباء التخدير – هؤلاء الجنود المجهولين داخل غرف العمليات والمسؤولين عن حياة المريض ، مند ولوجه لغرفة العمليات ، وحتى خروجه منها ، ونجاح العملية الجراحية ، وانقاد حياته .
هذه الزيادة في أعداد وفيات الأطباء الليبيين تسببت في حالة من القلق والرعب ليس فقط في الأوساط الطبية والصحية فحسب بل وصلت إلى العامة والشارع ، وتحولت إلى شبه قضية راي عام ، وأصبحت مادة خصبة لترويج الشائعات والتأويلات وأحيانا للأكاذيب ، والإحصائيات المزيفة ، خاصة مع غياب الجهات الرسمية وفي مقدمتها المؤسسات الطبية في توضيح الحقائق وهل هناك من أسباب معينة وراء الوفيات ، أم أن الأمر طبيعي وليس هناك ما يقال؟ .
وكالة الأنباء الليبية وفي إطار مهمتها الأساسية التفاعلية مع الشارع ، وتسليط الضوء على قضايا الناس ، وسعيها لإظهار الحقيقة قامت بالتواصل مع الأطراف المعنية، واستعراض حالات قيل إنها قضت لحظاتها الأخيرة داخل غرف العمليات في عمل انساني نبيل وهو إنقاد حياة أناس يعانون من المرض والألم .
وأفاد نائب نقيب أطباء ليبيا الدكتور ” طارق شحيمة ” أنه منذ بدايات هذه القضية وهي زيادة أعداد الوفيات في صفوف الأطباء والعناصر الطبية والفنية المساعد تم تشكيل لجنتين متخصصتين للبحث ومعرفة أسبابها .
وكشف الدكتور ” شحيمة ” لوكالة الأنباء الليبية عن آخر مستجدات عمل لجنتي التحقيق في قضية الموت المفاجئ للأطباء التي شهدتها الأوساط الصحية مؤخرا ؛ قائلا ( لقد وجدنا تطابق في التقارير المقدمة من قبل اللجنتين من حيث النتائج والأسباب المؤدية إلى الوفاة ، وهي، تجاوز فترات عمل المعنيين لعدد الساعات الموصي بها دوليا وهي ( 35 ) ساعة أسبوعيا ، وهو ما عرضهم للإجهاد الحاد ، خاصة أن بعضهم تجاوزت ساعات عمله الـ (42 ) وصولا إلى ( 72 ) ساعة أسبوعيا ، علاوة على تناولهم لبعض الادوية المسكنة التي تتيح لهم الاستمرار لوقت أطول في عملهم و تغافلهم عن المخاطر ، مبينا أنه من خلال التقارير تم التأكد على عدم وجود علاقة بين أسباب الوفاة و تطعيمات كورونا.
وأوضح الدكتور ” شحيمة ” في تصريحه لـ (وال) أن من بينهم حالات الوفاة المسجلة اختصاصات طبية مختلفة ،وتمريض العناية الفائقة و فنيو تخدير .
وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنتي تحقيق بشأن هذا الموضع الأولى بقرار من وزارة الصحة وضمت أساتذة في تخصصات التخدير وعلوم السموم و الطب الشرعي وعضوية من النقابة ، أما اللجنة الثانية فشكلت بقرار من المركز الوطني لمكافحة الامراض ، مبينا أن الدراسة والتحقيقات شملت كل المدن الليبية ، وكانت النتائج التي توصلت اليها اللجنتان متطابقة ، لافتا إلى أنه اثناء عمل هذه اللجان انتزع الموت احد أعضائها من أطباء التخدير لسبب ذاته ) .
وفي غياب الاحصائيات الرسمية أو أية توضيحات من السلطات الطبية المختصة لموجة الموت المفاجئ لهؤلاء الأطباء الشباب تحولت هذه القضية لبيئة خصبة لشائعات والتي وصل مروجيها إلى الاستعانة بصور لأطباء من دول أخرى تحت أسماء وصفها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالوهمية ، بينما أشار اخرون بأصابع الاتهام للقاحات المتعلقة بكوفيد 19 ، فأصدرت وزارة الصحة قرارها ( 25149\2022) بتشكيل لجان لتقصي و التحقيق في أسباب وفاة أطباء التخدير.
الجدير بالذكر أن معظم الأطباء المتوفين لم يدخلوا عقدهم الرابع بعد ، وكان بعضهم يعاني من امراض مزمنة مثل الربو الحاد ارتفاع ضغط الدم ، السكري ، اضطرابات في كهرباء القلب.
و بحسب تقارير الطب الشرعي فان أسباب الوفاة اقتصرت على توقف في الجهاز التنفسي ،وانخفاض في الدورة الدموية ، واستسقاء بالرئتين ، وتوقف عضلة القلب – سكته قلبية .
يشار إلى أن الصين ومصر كانتا قد سجلتا قبل ثلاثة أعوام ارتفاع حالات وفاة أطباء التخدير نتيجة الاجهاد الحاد لمضاعفة ساعات العمل.
والسؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول عن نقص بعض العناصر الطبية و الطبية المساعدة ، مما يضطر البعض إلى تناول بعض العقاقير للاستمرار في عملهم، حتى نخسر عناصر طبية وطنية لا زال الوطن بحاجة لهم ولخدماتهم ؟
تقرير: هدى الشيخي