موسكو 03 سبتمبر 2022 (وال) -أعلن الثلاثاء الماضي، 30 أغسطس 2022، بالمستشفى المركزي العيادي” التابع للرئاسة الروسية”، عن وفاة رئيس الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف عن عمر (91) عاما، حسبما أعلنت وسائل إعلام روسية، بعد صراع طويل مع مرض خطير.
-ميخائيل سيرغي غورباتشوف
ولد في 2 مارس 1931، ي قرية بريفولنوي، ستافروبول كراي، التي أصبحت جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية، إحدى الجمهوريات المكونة للاتحاد السوفيتي.
كانت عائلته من ناحية الأم من أصل عرقي أوكراني هاجروا من تشرنيغوف، أطلق عليه والديه اسم فيكتور، ولكن بإصرار من والدته التي كانت مسيحية أرثوذكسية متدنية كان له معمودية سرية، حيث عمده جده ليصبح اسمه ميخائيل.
عمل في شبابه يعمل على آلة حصاد في مزرعة جماعية قبل أن ينضم للحزب الشيوعي، الذي كان يحكم الاتحاد السوفيتي كدولة حزب واحد تبعا للمذهب الماركسي-اللنيني.
نهى دراسته الثانوية برتبة شرف، وحصل على الميدالية الفضية عند تخرجه من مدرسته الثانوية، والتحق بجامعة موسكو ودرس القانون وتخرج من الجامعة في عام 1950، حصل على درجة الماجستير بالمراسلة من معهد ستافروبول للزراعة في عام 1967.
-الحياة السياسية
نشأ على تعاليم يوسف ستالين، وانتقل إلى ستافروبول، وعمل في تنظيم كومسومول الشبابي وأصبح من مدافعا متحمسا عن الاصلاحات المناهضة لستالين التي دعا لها القائد السوفيتي نيكيتا خروشوف، عين سكرتير أول للحزب في لجنة ستافروبول المحلية عام 1970، المنصب الذي شهد أثناؤه إنشاء قنال ستافروبول العظيمة.
انتقل عام 1974، إلى موسكو وأصبح سكرتير أول مجلس السوفييت الأعلى، وعام 1979 أصبح مرشح لعضوية المكتب السياسي للحزب، في غضون ثلاث سنوات من وفاة الزعيم الروسي ليونيد بريجنيف بعد فترتي حكم يوري أندروبوف وكونستانتين تشرنينكو الوجيزة، انتخبه المكتب السياسي أمينا عاما للحزب، رئيسا فعليا للحكومة، عام 1985.
كان محافظا وملتزما على الدولة السوفيتية وهويتها الاشتراكية، فقد اعتقد أنه كان من الضروري إجراء إصلاح كبير، خاصة بعد عام كارثة تشرنوبل 1986.
انسحب من الحرب الأفغانية السوفيتية، وعقد قمم مع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان للحد من الأسلحة النووية ولإنهاء الحرب الباردة.
داخليا، سمحت سياسته التي عرفت بالغلاسنوست “الانفتاح” بتعزيز حرية التعبير والصحافة، بينما سعت سياسة البيريسترويكا إلى “لا مركزية” اتخاذ القرارات الاقتصادية من أجل تحسين الكفاءة.
أدت إجراءات الديمقراطية وتشكيل مجلس نواب الشعب المنتخب إلى تقويض دولة الحزب الواحد، كما رفض غورباتشوف التدخل العسكري عندما تخلت دول الكتلة الشرقية عن الحكم الماركسي اللينيني في 1989-1990.
هددت المشاعر القومية بتفكك الاتحاد السوفيتي، مما دفع المتشددين من الماركسيين واللينيين، إلى شن انقلاب غير ناجح في أغسطس 1991 ضد غورباتشوف.
-تفكك الاتحاد السوفييتي
في أعقاب ذلك الانقلاب في 25 ديسمبر 1991، وعندما طغت الاحتجاجات على (15) جمهورية من الاتحاد السوفييتي.
قام الرئيس الأخير للاتحاد السوفيتي والحاكم الثامن له منذ إنشائه، ميخائيل غورباتشوف بإعلان استقالته في خطاب وجهه إلى الشعب السوفيتي عبر التلفزيون الرسمي للاتحاد السوفيتي، أشار في الخطاب إلى أن مكتب رئيس اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية قد تم إلغائه.
وأعلن تسليم كافة سلطاته الدستورية بما فيها السلطة على الأسلحة النووية الروسية، إلى الرئيس الروسي بوريس يلتسن.
انحل الاتحاد السوفيتي واستقال غورباتشوف في ديسمبر 1991.
بعد الاستقالة افتتح مؤسسة غورباتشوف، وأصبح من أبرز منتقدي الرئيسين الروسيين بوريس يلتسن وفلاديمير بوتن، وقاد حملة من أحل الحركة الديمقراطية-الاشتراكية في روسيا.
وبعد فترة رئاسته، أسس الحزب الاجتماعي الديمقراطي في روسيا، واستقال منه في عام 2004، وبعد ثلاث سنوات، شكل حزبا جديدا يدعى اتحاد الديمقراطيين الاجتماعيين.
في عام 2008، قام مركز الدستور الوطني الأمريكي، وعلى يد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش (الأب)، بمنح ميخائيل غورباتشوف “وسام الحرية” لدوره في إنهاء الحرب الباردة، وكانت مراسم الفعالية ضمن الاحتفال بالذكرى (20) لسقوط “جدار برلين”.
-جائزة نوبل للسلام
يعتبر غورباتشوف من أبرز الشخصيات الجدلية في النصف الثاني من القرن 20، تحصل غورباتشوف على عدد من الجوائز، منها جائزة نوبل للسلام، في 14 أكتوبر عام 1990، من أجل دوره في إنهاء الحرب الباردة، والحد من انتهاكات حقوق الإنسان في الاتحاد السوفيتي، والتسامح مع سقوط الإدارات الماركسية اللينينية في شرق ووسط أوروبا.
-نهاية زعيم
وقفت جموع من الروس قرب الكرملين لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان ميخائيل غورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، وعبروا عن احترامهم له، والذي وارى الثرى اليوم السبت 03 سبتمبر 2022، في جنازة محدودة غاب عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان بوتين قد قام وبوضع زهور على نعش جورباتشوف في إحدى مستشفيات موسكو، حيث يرقد جثمانه، وقال الكرملين إن الجدول الزمني المشغول للرئيس بوتين يمنعه من حضور الجنازة.
ودفن جورباتشوف بجوار زوجته رايسا، بعد احتفال وداع في اتحاد النقابات، المبنى الذي يعود إلى القرن الثامن عشر والموجود بالقرب من الكرملين، والذى كان مقر إقامة الجنازات الرسمية منذ العهد السوفيتى.
وهو مكان رمزي في العاصمة الروسية سجيت فيه جثامين عدد زمن القادة الشيوعيين مثل جوزيف ستالين عام 1953.(وال موسكو) س خ.