طرابلس 13 سبتمبر 2022 (وال) _ شهدت الساحة الليبية خلال الآونة الأخيرة، حِراكًا ملحوظًا للفن التشكيلي، وذلك عبر إقامة المعارض ولقاءات العمل التفاعلية التي تلقفها جمهور بدا أنه متعطش وأكثر استيعابًا لهذا اللون من الفنون، بخلاف الانطباع النمطي الرائج الذي حصر اللوحة التشكيلية ضمن آفاق نخبوية محدودة، فأبرز بالتالي مدى أهمية الفن التشكيلي وحرص الفنان التشكيلي الليبي على إبداعه، بإظهار جدية صادقة لانتمائه لفنه، و امتلاكه لأدواته الفنية وبأنه لا يقل منزلة عن أي فنان عربي أو عالمي آخر، ما يُمكّنه من المنافسة وتصدّر الصفوف الأولى.
وكالة الأنباء الليبية _ حاورت الفنانة التشكيلية ” أنفال سعيد الجواش”، مواليد منطقة ” جواش” بالجبل الغربي عام 2005م، والتي درست في الثانوية العامة و مارست الرسم كهواية منذ طفولتها، حيث حققت لوحتها الأخيرة في الأيام الماضية، رواجاً واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
عالم الفن التشكيلي
فعن رحلتها في مجال الفن التشكيلي وعالم الرسومات والألوان، وعن الزوايا من تجاربها في هذا الفن، قالت الجواشي: بدايتي في هذا الفن كانت عادية مثل أي شخص يهوى هواية معينة.
وتابعت: ما يمكن أن يكون قد ميز رحلتي فقط حُب رسم التفاصيل وتنمية الشغف والموهبة بداخلي، وذلك عبر التطفل أكثر عن المجال من خلال قنوات اليوتيوب أو المنصات والمشاركة مع المهتمين بالمجال لتوسيع رقعة المهارة، مضيفة إنها بدأت في ممارسة هوايتها المفضلة في المعارض المدرسية منذ طفولتها.
المشاركات المحلية
وحول أبرز المشاركات خلال مسيرتها في فن الرسم و عدد لوحاتها الفنية، أكدت الجواشي أن من أبرز المشاركات كانت في معارض محلية، أُقيمت في مُدن مختلفة داخل ليبيا ، مِنها معرضاً في العاصمة طرابلس داخل قصر السرايا، و في المدينة القديمة، ومنها في الخمس وباطن الجبل الغربي، وأن الرسومات التي رسمتها لا تعد ولكن تقريبا قد تصل إلى 300 أو 400 ورقة.
المشاركات الدولية
وأوضحت الفنانة التشكيلية لمراسل (وال): “المشاركات الدولية كانت فقط في معارض الفنون الشكيلية على المستوى المغاربي والعربي، و إلى الوقت الحالي لم أخوض تجربة المشاركة في أي معرض دولي، لأني لازلت في البدايات، وأطمح أن أشارك بلوحاتي في معارض دولية ومحلية أكثر، وأن أمثل ليبيا وأن أجعلها أيقونة عالمية في الفن والرسم البورتريه”
جدل حول اللوحة الأخيرة
و ذكرت أنفال الجواش عن اللوحة التي حققت رواجاً في مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت الكثير من الهواة والمهتمين ومحبي الفنون التشكيلية: رأيت في أحد مواقع “البنترست” أثناء التصفح لوحة بها تعبير جميل، ونقلتها بمنظورها وقمت بكتابة أسمي عليها كإثبات للنقل، وليس إثبات للفكرة أو نسبها لنفسي.
وأكملت الجواشي: لم أكتب إني صاحبة الفكرة، وربما كان مجرد سهو ولكن ما اتذكره جيداً، إني لم أقل بالأساس أن فكرة اللوحة لي أو من وحي خيالي.
الإلهام الفني
وتابعت الفنانة أنفال الجواشي: أنا كأي فنان هاوي رسم بورتريه استمد إلهامي الفني من تفاصيل بعض الصور ونسخها، أو تغيير بعض التفاصيل فيها بلمستي الخاصة، وعلى سبيل المثال لوحتي الأخيرة، تعمدت أن أغير بعض الملامح، كتغيير حجم الأنف قليلا، وذلك ترميزاً للمرأة الإفريقية أو الليبية بمنظور أقرب وأوضح.
الرسم فن ورسالة
وحول رسائل أنفال في لوحاتها الفنية، أشارت إلى أن الرسم هو فن ووسيلة تعبير، مثله كمثل أي فن من الفنون الأخرى، وما تمكنت منه من خلال هذا الفن هو التعبير عن كل ما يجول في نفسها في الوقت الذي لا يمكن التعبير بالكلمات، حيث تعبر تفاصيل لوحاتها وتعابير وجوه الأشخاص فيها عن ما قد يعجز اللسان عن النطق به ” على حسب قولها”.
الجدير بالذكر أن لوحات الفنانة ” أنفال الجواشي” حققت رواجاً واسعاً رغم إنها لم تشارك في معارض دولية، إضافة إلى صغر سنها مقارنة بهواة الفن التشكيلي ونجومه في ليبيا، وإنها تتطلع من خلال اهتماماتها إلى تمثيل البلاد في معارض الفن التشكيلي.(وال _ طرابلس)
حوار: عبد السلام المشيطي