الشارقة 13 سبتمبر 2022 (وال)- خصصت مجلة “الجديد” الثقافية الشهرية التي تصدر من لندن، في عددها رقم (92) الصادر أخيرًا عن شهر سبتمبر الحالي، ملفًا خاصًا عن الأديب السوري خيري الذهبي الذي رحل عن عالمنا في تموز/ يوليو الماضي.
وقد استعارت المجلة التي يترأس تحريرها الشاعر السوري نوري الجراح، عنوان رواية خيري الذهبي الأخيرة (الجنة المفقودة) لتجعل منها عنوانًا لملفها العام عن السرد العربي كما جاء على الغلاف: (الجنة المفقودة: مغامرة السارد العربي قاصًا وروائيًا)، أما في الملف الخاص بأدب الذهبي فقد استعارت عنوان شهادة الروائي فواز حداد التي كتبها عن خيري الذهبي للمجلة، ليكون عنوان الملف كله: (طائر الجنة المفقودة).
صدّرت المجلة الملف بحوار استعادي مع خيري الذهبي أجراه الناقد الفلسطيني أنطوان شلحت عام 1993 ونشر في صحيفة (الاتحاد) التي تصدر من حيفا، وحمل عنوان: (القص ديوان العرب)، وبفصل من كتاب خيري الذهبي (محاضرات في البحث عن الرواية) الصادر عام 2016 بعنوان: (دون كيخوتة نبي النهايات وشاهد البدايات) وبفصل من الكتاب الذي صدر بعد رحيله بعنوان (عود ثقاب قرب حقل جاف).
وضم الملف المواد التالية: (رفيق الطيور الذي لازمته من بيته الشامي إلى قبره الفرنسي) للكاتب إبراهيم الجبين؛ (دمشق خيري الذهبي: الروائي الشارد الباحث عن التحولات) للناقد محمد منصور؛ (الترحال وراء الرواية) لعلاء الرشيدي؛ (خيري الذهبي مفكرًا) لمحمد جميل خضر؛ (قراءة في “من دمشق إلى حيفا: 300 يوم في إسرائيل”) لممدوح فراج النابي؛ كما استعادت المجلة في هذا السياق دراسة الروائي الأردني الراحل غالب هلسا التي نشرها في مجلة (العربي) الكويتية عام 1989 إثر صدور رواية الذهبي الهامة (حسيبة) حيث وصفت الرواية بأنها “حدث روائي عربي”.
إلى جانب هذه المقالات حفل الملف الخاص بالعديد من الشهادات من أصدقاء خيري الذهبي من كبار الكتاب والنقاد مثل فواز حداد وخلدون الشمعة وأحمد برقاوي وأحمد سعيد نجم.
أما شهادة الكاتب فارس الذهبي، نجل الأديب الراحل، فقد بدت نصًا حافلًا بالذكريات المشتركة والالتفاتات النقدية اللماحة، والتجليات الذاتية الحميمة، وقد حملت عنوان (علم الجمال الذهبي) وفيه رأى الكاتب أن علم الجمال كما ترجمه خيري الذهبي في رؤيته الحياتية وفي أعماله الإبداعية: “يستند على فكرة الزمن وعلاقته بالمخلوقات، فعمر الجمال قصير، والجمال عمومًا هش ويحتاج إلى النصرة في مواجهة القباحة.. فكيف لنا إطالة عمر الجمال في بلاد لا تحمي الجمال ولا الإنسان.. لذلك فلقد عزل نفسه لسنوات طوال في معتزله الريفي بحثًا عنه، ومتابعًا له مثل مدمن عاشق يحتاج كي يعيش إلى جرعات يومية، يجدها في أزهار الكرز تارة، أو في حبات العنب تارة أخرى، ومرات في تربية الطيور ومنها تربية الحمام بأنواعه والطاووس والدجاج الياباني وديك الحبش.. أذكر مرة أنه بنى غرفة صغيرة ليكون الحمام الأبيض فيها، وصنع لها كل مستلزماتها من مأكل ومسند ومشرب، وحصن البرج الصغير بشبك كثيف، ولكنه بعد شهر تقريبًا ذهب إلى هناك ليجد أن جرذًا من هذا العالم قد دخل إليها ليلًا ومزق عشرين زوجًا من الحمام ليس ليأكل فقط، بل لرغبة فيه بالقتل.. كما قال.. وفي تلك المرة رأيته دامعًا لأول مرة في حياتي.. وهو يرفع الريش الملطخ بالأحمر بعيدًا مع ما تبقى من حلمه”. (وال) ح م/ ر ت