بنغازي 02 أكتوبر 2022 (وال) _ ناشد موظفو وطلاب معهد “علي الشعالية للموسيقى والمسرح” في مدينة بنغازي، المسؤولين بالالتفاف إلى متطلباتهم بشأن توفير مقر مناسب للمعهد واستئناف عمله، وذلك بعد أن استمر إغلاق مقر المعهد لسنوات، لتعرضه في عام 2011 للسطو والاستيلاء على مقتنياته وجميع أصوله، وتأخر مرتبات الموظفين.
و أوضح مدير معهد “علي الشعالية للموسيقى والمسرح” (عيد سعيد) _ لوكالة الانباء الليبية _ أنهم يناشدون كل المهتمين والمثقفين والمسؤولين للوقوف إلى جانب هذا الصرح الفنيّ القيّم، ودعمه معنوياً ومادياً لتوفير مقر يليق بمعهد “علي الشعالية للموسيقى والمسرح”، فالمعهد يعتبر الوحيد بمدينة بنغازي والمنطقة الشرقية بالكامل، الذي يهتم بهذا التخصص الفني من الناحية العلمية، حيث أن بعد تعرضه في عام 2011، للسطو والاستيلاء على مقتنياته وجميع أصوله، توقفت الدراسة بالمعهد.
وأكمل سعيد: “المعهد يواجه الكثير من العراقيل، بداية من توقف الدراسة بالمعهد و من عدم تفهم دور المعهد الحيوي والهام في تهذيب النفوس وصقل المواهب وإعداد الكوادر الفنية”.
وتابع: “المعهد يعتمد في عمله اعتمادا كبيراً على المادة لصرف مكافئات المدرسين وتوفير الآلات الموسيقية وتوفير المناهج والوسائل التعلمية من أجهزة حاسوب والداتا شو، وغيرها، مناشداً كل المسؤولين في الدولة والمهتمين بالشأن الأكاديمي والعلمي والفني، للوقوف إلى جانب المعهد وتقديم الدعم اللازم حتى يتمكن هذا الصرح من أداء رسالته العليمة النبيلة على أكمل وجه”.
وأشار مدير معهد “علي الشعالية” إلى أن المعهد يعمل على خطة مستقبلية لفتح فرع بمدينة البيضاء، حيث تم الاتصال والتنسيق المبدئي بالخصوص مع الأشخاص المسؤولين.
و بالنسبة لشروط انتساب المعهد ذكر المدير: “شروط الانتساب إلى المعهد لا تختلف عن بقية المعاهد الأخرى، أهمها أن يكون المتقدم متحصل على الشهادة الإعدادية بالإضافة على خضوعه لمقابلة شخصية يشرف عليها مختصون في هذا المجال للوقوف على موهبة المتقدم ومدى قابليتيه لتعلم الموسيقى”.
وأكمل: “لاحظنا مؤخرا الإقبال كبير على تعلم الموسيقى من الجنسين، ولو أن البعض يفضل الانخراط في دورات تدريبية قصيرة بدل من الدراسة النظامية التي تمتد لأربع سنوات دراسية”.
وأضاف سعيد: “أن بعد ما عانته البلاد من ويلات الحروب والدمار فإن هذا الوقت هو الأنسب على الإطلاق لمعالجة ما أفسدته الحرب،فالاهتمام بالفن عامل رئيسي في كل وقت لتهذيب النفس وتنمية الإحساس بين أفراد هذا الجيل”.
وأختتم، “أثمن على دور رئيس الهيئة العامة للخيالة والمسرح والفنون لدعمه اللا محدود و وقوفه شخصياً على حلحلة الصعاب والعقبات التي تواجه المعهد، وعلى دور الهيئة العامة للخيالة، على خطواتها في توفير مقر مناسب للمعهد”.
من جانبه، يعبر أحد طلبة معهد “علي الشعالية” مهند الصادق، عن استيائه وزملاءه بسبب تأخر استئناف الدارسة بالمعهد، خاصة أن المعهد كان يغطي كل المناطق الشرقية من طبرق لمساعد، قائلا: “عودة الدراسة بالمعهد أمر هام جدا يخص مستقبلنا ومستقبل كل هؤلاء الطلبة من كل هذه المناطق، فمجالات المعهد متنوعة وعديدة تغطي الكثير من التخصصات كالتصميم والمسرح وتخصصات أخرى”.
وأكمل: “نتمنى أن لا تستمر عرقلة عودة المعهد بسبب بعض المشاكل الإدارية، وأن يلتفتوا لمصلحة الطالب أولا، بالإضافة إلى تغيير تبعية المعهد من وزراة الثقافة لوزارة التربية والتعليم، التي أمتنعت من إمداد المعهد بكافة متطلباته، وعدم تخصيص أي قيمة مادية له”.
الجدير بالذكر أن المعهد تأسس بداية سبعينات القرن الماضي على يد الراحل عبدالغني الجحاوى لتعليم الموسيقى تحت مسمى (العربي، الفارابي)، وفي سنة 1972 صدر قرار مجلس الوزراء القاضي بإنشاء المعهد الوطني للموسيقى والتمثيل، حيث تم ضم المعهد المذكور إلى وزارة الإعلام، وأصبح بذلك تابعا للمعهد الوطني للموسيقى والتمثيل المسمى الآن (جمال الدين الميلادي)، وأصبح عبد الغني الجحاوي أول مدير للمعهد.
وقامت وزارة الإعلام في ذلك الوقت بتسميته التسمية الحالية “معهد علي الشعالية للموسيقى والمسرح” تكريماً للفنان الراحل علي الشعالية، وهو من الرواد في مجالات المسرح والموسيقى والغناء. (وال _ بنغازي) ف و