بنغازي 16 أكتوبر 2022 (وال) -شهدت اليوم بقاعة أحمد رفيق المهدوي، بمعرض بنغازي الدولي للكتاب، ندوة حول (المجلات والمواقع الثقافية الليبية –واقع وطموحات) والتي جاءت بإدارة الأستاذ جابر نور سلطان، والكاتب محمد المسلاتي، والصحفي والأديب دكتور الصديق بودوارة.
-الصحافة في ليبيا توثيق ومرجعية
تناول خلال الندوة عدد من المحاور بداية مع الكاتب محمد المسلاتي الذي قال” الصحافة مجال كبير جدا، ولا تقف فقط عن التوثيق للأحداث، بل تشكل الذاكرة والمرجعية الأساسية لأي مجتمع في كل المجالات الاجتماعية والثقافية وغيرها.
وعن بدايات تاريخ الصحافة ذكر أنها بدأت في ليبيا عام 1810، وتناولت وقتها مجالات الحياة في ليبيا.
وفي عام 1936 نشرت أول قصة للكاتب وهبي البوري، وهذا يدلل أن الصحافة لها دور كبير في التوثيق.
-الحقيقة ملتقى ثقافي
عن تجربته الشخصية وبدايته يذكر المسلاتي، بأنها كانت من خلال صحيفة (الرقيب)، التي كانت تدافع عن حقوق المواطن، كما نشر لي في صحيفة (الحقيقة) التي من خلال عملي فيها شعرت أننا نعمل كفريق واحد، وأعتبرها ملتقى ثقافي حيث كن من أهم كتابها خليفة الفاخري، والصادق النيهوم.
ويضيف مجلة الثقافة العربية التي صدرت عام 1973، كانت مدرسة لتدريب العديد من الصحفيين والصحفيات، ومنها خرج جيلا له ارتباط بالكلمة والأدب.
وكان يكتب بها كتاب من دول عربة عدة، لكنا توقفت عن الصدور عام 2011، بعد أن تجاوزت أكثر من (400) عدد.
وبالتالي الصحافة لها تأثير مهم، وخاصة الورقية التي كانت سائدة، وكانت نافذة للثقافة والأدب، وبالتالي دورها مهم جدا.
– لابد من توثيق كل ما ينشر ورقيا
أما عن المواقع الإلكترونية الثقافية، فيرى بأنها حلت محل الصحف الورقية والمجلات، وبالتالي التفاعل معها يكون أكبر، نظرا لصعوبة النشر الورقي، وأصبح الانتشار الإلكتروني أكبر خلال الوسط الثقافي.
ويختتم المسلاتي مازال هناك حنينا للنشر الورقي، ولا يمكن الاستغناء عنه لأن النشر الإلكتروني مهدد بالاختراق والقرصنة، ومشددا على ضرورة توثيق كل ما ينشر إلكترونيا ورقيا”.
-تاريخ المجلة عالميا ومحليا
أما المحور الثاني فقد تناوله الأديب الصديق بودوارة، من خلال تاريخ بعض المجلات الأوروبية والتي مازالت تصدر حتى الأن، كمجلة (سبراي) الفرنسية، التي صدرت عام 1932، ومجلة ألمانية صدرت عام 1974، كما ذكر تصاعد أعداد المجلات في إسبانيا بشكل كبير.
ومن زاوية أخرى يرى أن العالم العربي قد تضاءلت به أعداد المجلات، وتوقف بعضها، كمجلة دبي الثقافية التي صدرت عام 2004، وتوقفت عام 2016، وأيضا الإمارات الثقافية التي صدرت عام 2016، وتوقفت عام 2020.
وعلى الصعيد المحلي يذكر توقف مجلات ( لا، الثقافة العربية، الفصول الأربعة) وغيرها.
وعن ازهار الصحافة يذكر ان الفترة ما بين ( 1908-1911) شهدت تطورا كبيرا، حيث صدرت (11) مطبوعة، وظهرت (5) مطابع، لكن سرعان ما توقفت بسب دخول الاستعمار الإيطالي للبلاد.
-الظهور الأول للصحف الليبية
أما تاريخ الصحافة خلال الحقبة العثماني، فيذكر أنها لم تكن موجودة خلال حقبة العهد القرمانلي الأول، بينما ظهرت أول صحيفة خلال العهد القرمانلي الثاني، والتي عرفت باسم (المنقب الأفريقي) عام 1827.
وهي أول صحيفة مطبوعة في شمال أفريقيا، طبعت بالحبر المخطوط.
وفي عام 1921 ظهرت أول مجلة ليبية سياسية، تحت اسم مجلة (الإصلاح)، ولعدد واحد ، وبرئاسة تحرير عبدالله الميلادي.
كما ظهرت مجلات أخرى منها ( التكوين، طرابلس الغرب، نادي السيارات، الرياضة والرياضيين) وغيرها، وحاليا تزال مجلة (الليبي) تصدر للعام الرابع على التوالي، ولم تتوقف.
-الاستعمار الإيطالي سبب في تأخر النشاط الثقافي
يضيف بودوارة: الاستعمار الإيطالي، كان له دور كبير في تراجع الحركة الصحفية، حيث أوقف بمرسوم رقم (513) اصدار كل الصحف العربية، ولمدة (8) أعوام.
-لماذا لا تعيش لنا محلات؟
تساءل قائلا: لماذا لا تعيش لنا مجلات، ولا يقتنع المسؤولين والحكومات أن الشعب المثقف هو القادر على التفاهم مع بعض، وبناء مجتمعه، ويرى أن الثقافة هي الخلاص من كل المشكلات التي يعيشها المجتمع، منوها أن مدينة بها (1000) مقهى، و(1000) محل للتبغ، ولا يوجد بها مكتبة واحدة هي أشبه للمقبرة”.
-واقع المجلة الليبية ومستقبلها
وحول واقع المجلة الليبية بين الورقي والمواقع الإلكترونية، وأسباب تناقص واختفاء البعض منها يقول” الواقع لأي مجلة أو مطبوعة لا يمكن أن ينفصل عن واقع البلاد، وبالتالي أي مشكلات داخل المجتمع ستؤثر عليه.
ومشكلة المجلات نعاني منها سابقا، فعمر المطبوعات قصير جدا، لا يتجاوز أحيانا (4 أو 5) سنوات، وللك أسباب عديدة منها أن المطبوعة تكون في درجة ثانية من الاهتمامات، بالإضافة إلى الدعم، الذي قد يعطى لشيء أخر ولا يهتم بالجانب الثقافي.
وعن آلية الجذب للقارئ، يقول من خلال هدف المجلة أولا، وأيضا المهنية، التي تتطلبها المجلة أي السياسة التحريرية الخاصة بها، وعن مستقبل المجلة في وجود منصات متعددة للأخبار والمعلومات، يقول: هذا خلق فرص انتشار أكبر، هناك مقالات تأتي من الهند أو أي مكان بالعالم، وبالتالي فالبراح الإلكتروني أكبر للنشر”.(وال بنغازي) س خ.