بنغازي 17 أكتوبر 2022 (وال) – معرض بنغازي الدولي الأول للكتاب يفتح أبوابه للقراء طيلة 10 أيام، بمشاركة العديد من دور النشر المحلية والعربية، بالإضافة إلى دولة جنوب السودان، تحت شعار (بنغازي الثقافة .. مستقبل وطن )، ويحتوي على ملايين الكتب بعناوين مختلفة وأصناف متنوعة من المعارف، وكلها إصدارات جديدة بناء على الشروط التي وضعتها اللجنة المنظمة لقبول دور النشر.
ويقام على هامش المعرض نشاطات متنوعة من ندوات وأمسيات وتوقيع إصدارات كتب جديدة لكتاب ليبيين، وهناك تفاعل كبير من أهالي مدينة بنغازي، بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة.
هذا و توافد المواطنون والمثقفون على حد سواء لزيارة معرض الكتاب، فكان لوكالة الأنباء الليبية العديد من اللقاءات مع المثقفين الذين زاروا المعرض وتجولو به، فالتقت الأديب الصديق بودوارة ضيف من ضيوف المعرض ومشارك في ندوة ثقافية حول ا(لمجلات والمواقع الثقافية الليبية – واقع وطموحات) وأثناء جولته بالمعرض، حيث قال “شيء رائع جدا إقامة المعرض في هذا التوقيت للتأكيد بأن بنغازي آمنة وبها من يهتم بالثقافة والكتاب، فالقراءة مرت بفترة صعبة وتحتاج إلى نصرة، ودائما ما أقول إن بلاد فيها هذا العدد من محلات بيع التبغ ولا يوجد بها مكتبة واحدة عامة والخاصة قليلة جدً لهذا يعتبر هذا المعرض عودة الروح للقراءة”.
وأضاف بودوارة: “شح الكتاب في ليبيا يستقطب دور النشر وهذا مربوط باتفاقيات وآلية من أجل الاستفادة من هذه الكتب وعدم عودتها لمصدرها وتكون نواة لمكتبة عامة في بنغازي، فمخازن الكتب لديها إصدارات جداً قديمة وأغلب الكتب خسرناها، إذاً فوجود هذا الكم من الكتب فرصة حقيقية من أجل إنشاء مكتبة عامة شاملة”.
وحول الكتب التي تستهويه ذكر: “الكتب الأدبية تستهويني بحكم تخصصي ولدي أثر من إصدار معروض في جناح دار جابر للنشر والتوزيع، منها رواية (الكائنات) وكتاب قصص قصيرة بعنوان ( أقل من دقيقة )، ولا يقتصر دعم مثل هذه المعارض على جهة معينة فأي جهة عامة تستطيع تقديم الدعم ولا تبخل به، لأن المواطن هو المستفيد، والمنتصر في نهاية المطاف هي الثقافة”.
وفي السياق، التقى مراسل (وال) خبير الآثار الليبي الأستاذ فتحي الساحلي، حيث قال معبراً عن مشاعره “أنا سعيد جداً بمشاهدة إخواننا المصريين والإماراتيين والسعوديين، والفسيفساء التي رأيناها داخل المعرض تجعلنا نشعر أن الحياة بدأت تعود لبنغازي من جديد والحمد لله على الأمان”.
وتابع: “العناوين الموجودة في المعرض من أروع ما يكون ولأن تخصصي الآثار فكتب الأثرية والتاريخية من أروع ما يمكن وعلى كل الحضارات من تأليف أساتذة كبار، وجودة طباعة الكتب رائعة ولكن هناك شئ واحد بالنسبة للأسعار فهي مرتفعة في بعض دور النشر فقد أردت شراء موسوعة عن التاريخ الإسلامي وجدت سعرها 1000 دينار ليبي؟ هل هناك مواطن يأتي ومعه حقيبة فيها هذا المبلغ لشراء كتب !! ومع هذا أنا سعيد جدا بمشاهدة إخواننا العرب في بنغازي ولدي كتاب جاهز للنشر، لهذا أنا أبحث عن دار نشر لطباعته ولكم التحية والشكر”.
السيد عصام الصابري شاعر ومصور وفنان من بنغازي وأحد المشاركين في الأمسية الشعرية ضمن فاعليات معرض الكتاب، أوضح (لوال) أثناء جولته في أروقة معرض الكتاب: “أن وجود معرض دولي للكتاب نقلة لنَّا زمن عليها فأثناء وجودي في مصر اشتغلت مع دور نشر كثيرة واعتبر المعرض بادرة مهمة يتبعها معارض أكبر لإعطاء فرصة للمثقف الليبي للاطلاع، واتمنى على من يقيم الكتب عدم الحكم عليها من العنوان بل من فحوى الكتاب، فدور النشر تريد سقف عالي من الحريات لطباعة الكتب و نحن محتاجين لحرية أدبية، لأن الكاتب ليس لديه سقف فخياله واسع وتقييده يحد من إبداعه”.
واسترسل المدير التنفيذي لمؤسسة برنيق للصحافة والإعلام وأحد المنظمين للمعرض الصحفي خالد عبد الله المجبري: “فكرة إقامة المعرض انطلقت من صحيفة برنيق وبدأنا في تنفيذ الفكرة منذ عامين في المعرض الصناعي بنغازي، ثم معرض درنة للكتاب واليوم نشهد استكمال الفكرة بإقامة معرض دولي لأول مرة في بنغازي، وهو معرض كبير واعد على غرار معارض دولية مناظره له في الوطن العربي، ففيه العديد من الإصدارات الحديثة وكل ما يطلبه القارئ يجده داخل أروقة معرض بنغازي للكتاب من كتب سياسية و دينية وكتب الطبخ وغيرها”.
وأشار إلى أنه لم يستبعد أي كتاب وحتى العناوين التي تثير الجدل موجودة داخل المعرض ولم تصادر، وهذه سابقة للمعرض، مبيناً أن العناوين التي يرغب في اقتنائها هي الكتب الدينية والسياسية بصفة خاصة، وتستهويه قضية الربط بين الدين والسياسة فهو ليس من اأصار فصل الدين عن الدولة، بالإضافة إلى إعجابه بالروايات والقصص وكتب الشعر الفصيح”.
عضو هيئة التدريس بجامعة بنغازي الكاتب صلاح السنوسي شارك في الحديث لمراسل وكالة الأنباء الليبية عن المعرض الدولي قائلاً “وجود معرض كتاب دولي بالنسبة لي كقارئ يعتبر فرصة بأن أجد الكتب بالقرب مني ولا أضطر أن أذهب لدول عربية أخرى وأتحمل تكاليف السفر، وهذا يعني بأن هناك إعادة لتوجيه الإشعاع الثقافي على الخارطة الليبية بشكل يعطي الفرصة لكل مواطن أن يجد ما يبحث عنه، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير لمدينة بنغازي، ونأمل أن تحصل على حقها من الاهتمام ولا سيما في الجانب الثقافي، ولا أدري إذا كانت كتبي موجودة في المعرض أم لا، فكلها طبعت خارج ليبيا بدولة مصر ولبنان أو تونس والمغرب”.
و بين وكيل الهيئة العامة لشؤون الثقافة والمجتمع المدني سابقاً الأستاذ علي الصالحين العبيدي: “أن المعرض يعتبر بادرة طيبة بدعوة هذا العدد من دور النشر سواء كانت ليبيا أو عربية أو أجنبية، متمنياً التوفيق للجنة المشرفة على المعرض).
واختتم، “مدينة بنغازي تفتقر لمثل هذه المعارض وفي ظل غياب الحكومة والوزارة المعنية قامت القيادة العامة للجيش الليبي بدعم المعرض الدولي الأول للكتاب، ونحن نفتخر بإقامة المعرض في بنغازي الحبيبة، وبالنسبة للكتب المعروضة تغطي كافة مناحي المعرفة، وأنا أفضل اقتناء الكتب التاريخية التي لها علاقة بالتاريخ الليبي تحديداً، لهذا بمجرد حضوري للمعرض قمت بزيارة الأجنحة الليبية بالمعرض قبل أي جناح أخر”. (وال – بنغازي)
حوار: هدى العبدلي