بنغازي 02 نوفمبر 2022 (وال)- شهدت قاعة اجتماعات بفندق برنيتشي بمدينة بنغازي مساء اليوم الأربعاء، أعمال المؤتمر الختامي لمشروع حوارات السلام الدائم، بإشراف وتنظيم مؤسسة السلام الدائم تحت عنوان “الذاكرة التاريخية للدولة الليبية ودورها في بناء السلام والتماسك الاجتماعي”.
وفي افتتاحية المؤتمر رحب مدير إدارة البرامج الحسن بكار، بكافة الحضور للمؤتمر، وألقى كلمة حول المؤتمر الختامي عن رؤية الشباب و عن رمزيات الوطن واستخدامها في تعزيز سُبل السلام وتحقيق الترابط الاجتماعي وبذل كل الجهود للوصول بالمجتمع نحو سلام حقيقي دائم.
وقال مراسل وكالة الأنباء الليبية إن الباحث عبد الرحمن العبيدي قدّم ورقة عمل حول رقصة “الكاسكا” التاريخية والتي من الممكن توظف كرمز للسلام، وهي رقصة ليبية والتي تصنف كأحد أقدم فلكلور شعبي وحتى أصبحت هذه الرقصة نموذج للعرض المسرحي وتدور مشاهدها على خشبة المسارح الليبية.
وأضاف العبيدي أن الرقصة تدور حول نزاع حدث على بئر مياه ونشب على إثر هذا النزاع خلافًا شديدًا كاد أن يجرّ القبائل التي عاشت في ليبيا منذ عصور قديمة إلى الاقتتال حتى تدخل حكماء تلك الحقبة، وتمكنوا من حل هذا الخلاف، وعقب المصالحة التي حدثت قام المتصالحين بتقديم تلك الرقصة كعرض للأحتفال، وتعبيرًا عن السعادة بالوئام والصلح الذي حدث، مشيرًا إلى أن رقصة “الكاسكا” من الممكن اتخاذها رمزًا للسلام.
من جهته، شرح الباحث “محمد العوامي” ورقة بحثية بعنوان” الذاكرة الحية لعمر المختار لإحلال السلام الدائم”، وإمكانية توظيف شخصيته كرمز للسلام، وذلك لأن شيخ الشهداء عمر المختار الذي يتفق كافة الليبين على حتمية بطولته وكفاحه ضد الاستعمار، ووقوفه ضد الهيمنة الفاشية كان أكبر راع للسلام، وذلك لحفاظه على أسرى العدو وعدم تعريضهم للتعذيب، وكذلك لأنه رغم عدالة قضيته حاور المحتل وحاول أن يجد مخارجًا لشعبه من هول الحروب، إضافة إلى إعطاءه الفرصة تلو الأخرى للمحتل الإيطالي كي يراجع حساباته ويخرج من الأرض الليبية.
وقال مدير إدارة البرامج في مؤسسة السلام الدائم الحسن فتحي بكار- في كلمة لمراسل وال – إن مؤسسة السلام الدائم تسير بخطى ثابتة نحو السلام الدائم والتماسك الاجتماعي، وأن المؤسسة وشبابها قطعوا العهود على الاستمرار في بث السلام بالتعاون مع القوى الشبابية والمنظمات الدولية وصناع القرار والمنظمات المحلية، وشعاره “من الشباب وإلى الشباب”.
وتابع بكار: “رغم قصر عمر جدول أعمال المؤسسة والتي تأسست في عام 2020 م، وفي مواجهة ظروف صحية سيئة عصفت بالعالم أجمع وهي تفشي وباء كورنا، إلا أن المنظمة استطاعت أن تحقق رسالتها”.
وأضاف بكار أن المنظمة كانت قد نظمت منتدى برنيتشي للسلام والذي أنظم إليه 35 شابًا وشابة من كافة المدن الليبية احتضنته مدينة بنغازي، والذي نتج عنه تقديم المحتويات العلمية في هذه الأمسية، مما يؤكد على أن الوعي أصبح أكثر انتشارًا وإن المؤسسة تعمل بخطى ثابتة.
وأكدر بكار أن المؤسسة لها جناح علمي وأكاديمي متخصص في السياسات الدولية، مما يجعل للمؤسسة مستقبلا واعدًا ويجعلها أداة لتحقيق السلام الدائم. (وال) ع م/ ر ت