الشارقة 18 نوفمبر 2022 (وال)- صدر حديثًا عن دار المدى كتاب “دراسات اجتماعية من العراق” للباحث العراقي الدكتور لاهاي عبد الحسين.
تتصدر الكتاب ثلاث دراسات رئيسية تناول فيها الباحث الإسهامات النظرية والمنهجية للدكتور علي الوردي، إذ سجل الوردي بجهوده العلمية بداية ظهور علم الاجتماع في العراق في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وساهم مساهمة لا يمكن تجاوزها بشأن التعريف بهذا العلم، وتقديمه في العراق. ولم يكن قد مضى على ظهور علم الاجتماع كعلم معترف به عالميًا أكثر من عشرين عامًا عندما ظهر علي الوردي في العراق. فقد ساهم الأميركي تالكوت بارسونز، والروسي بيتريم سوروكن، في تأسيس أول قسم لعلم الاجتماع في العالم في جامعة هارفارد الأميركية عام 1924.
أثارت كتابات الوردي ودراساته وآراؤه ومحاضراته آنذاك نقاشات حامية على مستوى الحياة العامة في العراق، وشجعت كثيرين على الدخول في مضمار العلم الجديد بدراسته والتخصص فيه. استمرت هذه الجدالات حتى يومنا هذا.
يقول المؤلف: “وجدت أنّ المسؤولية الأدبية والأخلاقية تجاه الأستاذ الذي عرّفنا بعلم الاجتماع وشجعنا بصورة مباشرة وغير مباشرة على التخصص فيه أنْ أسجل موقفي منه ليس على مستوى التعبير عن موقف سياسي يبدأ وينتهي بحكم عليه كونه تقدميًا، أو رجعيًا، ديموقراطيًا تحرريًا، أو ثوريًا راديكاليًا، وإنّما بالتوضيح علميًا وتوثيقيًا بمساهمته العلمية التي لا تزال تحظى بالاهتمام حتى الوقت الحاضر بغية وضع حد لهذا الجدل والاتفاق على مكانته الريادية في تأسيس علم الاجتماع في العراق خصوصًا، والعالم العربي عمومًا. ومما لا شك فيه أنّ الوردي ساهم بتنوير العقل العراقي، ونجح أيما نجاح في إثارة الوعي الاجتماعي وتوجيهه للتعرف على أهمية القوى الاجتماعية المؤثرة ذات الفعل والفاعلية في الحياة العامة”. (وال) ح م/ ر ت