عمان 14 ديسمبر 2022 (وال) صدرت حديثًا عن منشورات “دار العائدون للنشر والتوزيع” (عمّان) طبعة جديدة من رواية “الطريق إلى عين حارود” للروائيّ الإسرائيلي عاموس كينان، بترجمة عربية سبق أن أنجزها الكاتب الفلسطيني أنطوان شلحت الذي كتب تعقيبًا مطوّلًا على الرواية وعلى أعمال كينان خصوصًا، والأدب العبري عمومًا، كما أرفقه بتقديم الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم للرواية إبان نشر طبعتها الأولى قبل نحو 40 عامًا.
وقد كتب الناشر على صفحة الغلاف الأخير بأن “دار العائدون” لا تتبنى وجهة نظر الروائيّ، لكنها تنشر الرواية من باب “اعرف عدوّك”، فضلًا عن كون الروائيّ من “التقدميّين” الإسرائيليّين، وممّن يعترفون ببشاعة المجزرة الصهيونية بحق شعبنا الفلسطينيّ. وجاء في تعقيب المترجم شلحت: بدأ الأدب العبري في إسرائيل ينحو منحى رؤيا القيامة أو النهاية الفنائيّة، بصورة يمكن اعتبارها واضحة كفايتها، في أوائل ثمانينيات القرن العشرين الفائت.
وتعتبر هذه الرواية من النماذج الأولى التي في مقدورنا تأطيرها ضمن خانة هذا “الجانر” من الأدب، بل وشكّلت إرهاصًا به.
ويضيف للتعريف بالرواية: تحكي رواية “الطريق إلى عين حارود” قصّة شخص إسرائيلي، يُفترض أنه الكاتب ذاته، ومحاولته العسيرة المُشبعة بالعثرات والمغامرات للهروب من مدينة تل أبيب والوصول إلى عين حارود في الشمال، وهي البقعة الوحيدة الباقية المحرّرة من نير حكم الجنرالات الذين انقلبوا على نظام الحكم في إسرائيل وأخذوا يرتكبون موبقات مماثلة لما يرتكبه جنرالات “العالم الثالث”، من تعطيل للبرلمان وإغلاق للصحف وعزل للدولة عن العالم الخارجي، ناهيك عن فرض نظام حظر التجوال على السكان.
ويدرك هذا الإسرائيلي الساعي إلى “نقطة الضوء الأخيرة”، في وعيه التام، أنه لا يستطيع بلوغ عين حارود إلا بمساعدة شخص فلسطيني، كونه صاحب البلد، ويعرف مسالك الطرق، من ضمن أشياء أخرى مهمة.
ويوضح المترجم: كانت هذه الرواية بمنزلة “نبوءة” عاموس كينان في عام 1984 عن إسرائيلٍ ما، بدا وقتئذٍ أنها مبنيّة للمجهول، غير أنها بنظرة راهنة النبوءة التي تحققت جوانب منها، بهذا القدر أو ذاك، بدءًا من عام 2001، وهو العام الذي أصبح فيه أريئيل شارون، بعد أن حدث كل ما حدث، وبعد أن أدين من طرف لجنة تحقيق إسرائيلية رسمية من جراء دوره في الحرب على لبنان عام 1982 وفي مجزرة صبرا وشاتيلا، رئيسًا للحكومة الإسرائيلية.
وليس هذا فحسب وإنما أيضًا أصبحت إجراءاته غير الديمقراطية (باللغة الملطّفة) مسوّرة أيضًا بـ “جدار واقٍ” من شبه “إجماع قوميّ” أصمَّ يشكو من ندرة أصحاب المواقف الليبرالية أو، على الأصح، يشكو من ندرة تأثير أصحاب هذه المواقف الليبرالية في المناخ السياسي الرائج وما يستجرّه من موبقات تطول أيضًا الأوضاع الإسرائيلية الداخلية العامة برشاشها.
ومن أبرز ما جاء في كلمة الشاعر سميح القاسم: إن اختيار هذه الرواية للترجمة إلى اللغة العربية جاء بسبب موقف موضوعي من العمل بحد ذاته.
فإلى جانب الأهمية الفنية للرواية، هناك أهمية بالغة الخطورة للمضمون الذي بنيت الرواية به وفيه ولأجله.
وفي صعود نجم الرابي الفاشي مئير كهانا، وفي اتساع رقعة السرطان العنصري بين خلايا بلادنا المنكوبة، نجد المصداقية الكافية لناقوس الخطر الذي يقرعه عاموس كينان في روايته هذه.
فلسنا هنا أمام قصة من قصص الخيال العلمي،نحن نتعامل الآن مع ضوء أحمر قانٍ يستمد مبرّره الحاسم من حمرة الدم المسفوك في بلادنا، وفي منطقتنا، على أيدي “المارينز العبريّين”، بحّارة أكبر حاملة طائرات أميركية “تدعى إسرائيل”، على حد تعبير مناحيم بيغن.
تقع الرواية في 220 صفحة، بغلاف يحمل لوحة للمى سخنيني.(وال/عمان) ح.م