القاهرة 11 يناير 2023 (وال) _ صدر حديثًا عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر كتاب “الإسلاميون والعلمانية: قراءة جديدة في ضوء نظرية بشارة في العلمنة” للدكتور سهيل الحبيِّب.
في هذا الكتاب اشتغل المؤلف على رصد ودراسة تطور الرؤية والموقف عند عدد من الإسلاميين تجاه العلمانية، ومقاربة هذه التصورات في ضوء نظرية المفكر العربيّ عزمي بشارة عن العلمانية وأنماط التدين والتي أنتجها في كتابه “الدين والعلمانية في سياق تاريخي”.
وجاء في تقديمه:
إن هذا الكتاب، في وجهٍ من وجوهه، هو محاولة تقصّي راهنية منجز عزمي بشارة المعرفية التأريخية في علاقة بشطر آخر مهم من سرديات العلمانية الغربية التي هيمنت على الفكر الأيديولوجي العربي المعاصر، ونعني بهما السرديتين اللتين كرّستهما خطابات الإسلام السياسي، كما سنرى ذلك تفصيلًا في متن الكتاب. في هذا المستوى سنرصد مرة أخرى أهمية ذلك الجهد الكبير الذي بذله بشارة، حين تتبّع بالبحث والتحليل والتمحيص والتفسير ظواهر التديّن والتعلمن على مدار عدة قرون، وفي سياقات عديدة من التاريخ الغربي الحديث والمعاصر والراهن.
إن غاية هذا الجهد التأريخي التحليلي هي الوصول إلى الفهم التاريخي لظاهرتَي الدين والعلمانية وما اكتنفهما من صيرورات في التديّن (تحوّلات في أنماط التديّن) وصيرورات في التعلمن (أنماط وأشكال تاريخية، نظرية وتاريخية مختلفة من العلمانية). وسنتبيّن في مواضع مختلفة من هذا الكتاب (في الفصلين الثاني والرابع خصوصًا)، أهمية منجز بشارة من جهة كونه يعيد بناء معرفة الفكر العربي بصيرورات العلمنة التي عرفها الغرب الحديث؛ كما سنكتشف أن سردية العلمانية ومتخيّلاتها عند الإسلاميين العرب، كما شأنها عند العلمانيين العرب، تفيد بأن الأمر كان يستدعي كل هذا المجهود المعرفي من أجل تصحيح الوعي التاريخي بالمجريات التي قادت إلى ظهور العالم الحديث داخل سياق فكري وأيديولوجي عربي معاصر يتوفّر على أنماط مخصوصة من الوعي.(وال _ القاهرة) ح م