بيروت 2023 (وال) _ صدر حديثًا عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر كتاب “صعود الوحشيّة المنظمة: سوسيولوجيا تاريخية للعنف” للباحثة سينيشا مالشيفيتش، بترجمة عومرية سلطاني.
وجاء في تقديمه:
“لا يمكن تجاوز حجم الدموية والوحشية الموجودة في التاريخ القديم والوسيط للعالم؛ المذابح الجماعية، والتعذيب الشديد، والحروب المستمرة، والنزاعات الدموية، والمجازر البشعة التي طاولت الأفراد والجماعات والأعراق والأديان. ينصبّ التركيز عند دارسي التاريخ وعلماء الاجتماع على شيوع الممارسات الوحشية والسلوك اللاإنساني في التاريخ، من الصين القديمة والهند وأفريقيا والعالم العربي إلى أوروبا، وصولًا إلى قسمَي القارة الأميركية، وإن ثمة تناسبًا طرديًا بين التحضّر والحداثة وتطور المجتمعات، وبين تراجع مستوى العنف والتوحش في العالم. في هذا الكتاب، يحاول المؤلف استكشاف الكيفية التي يتغيَّر بها العنف المنظم على طول التاريخ البشري. ويُحاجج في أنَّ القسم الأكبر من أشكال العنف المنظم، وبدلًا من القول بانحسارها الشديد، خبرت تحولًا اجتماعيًا هائلًا كانت نتيجتُه قدرةً تنظيميةً وأيديولوجية على العنف. ونعني بذلك أن العنف تحوّل إلى قوة تنظيمية وأيديولوجية اكتسبتْها المنظمات الاجتماعية، التي صارت أقدر على الاستفادة من التضامنات الجزئية المتنوعة واستخدامها لتوسيع نطاقها وشرعيتها. ويسعى المؤلف إلى تطوير مقاربة ذات أرضية سوسيولوجية وتاريخية تهدف إلى تحليل التحول الاجتماعي للعنف المنظم في سياقاتٍ تاريخيةٍ وجغرافيةٍ مختلفة، وذلك بالتشديد على اشتغال ثلاث عمليات تاريخية مترابطة، هي: البقرطةُ التراكميةُ للقسر، والأدلجةُ المركزيةُ الطاردة، وتطويقُ التضامنات الجزئية. وهدف إلى تقديم تحليلٍ سوسيوتاريخيٍ منهجيٍ يقتفي أثر الديناميات الاجتماعية للعنف المنظم عبر الزمان والمكان”. (وال _ بيروت) ح م