بنغازي 21 يناير 2023 (وال) – انطلقت في بنغازي صباح اليوم السبت، أعمال مؤتمر ليبيا الدولي للأمن السيبراني الذي ينظمه مجلس الأمن القومي برئاسة المستشار “إبراهيم بوشناف”، في الفترة من 21 وحتى 23 يناير الجاري في المدينة.
وحضر حفل افتتاح المؤتمر ـ الذي أقيم بقاعة المؤتمرات بفندق تيبستي ـ عضو مجلس النواب “يوسف العقوري”، ووزير الاتصالات والمعلوماتية “سالم الدرسي”، ومدير إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة اللواء “خالد المحجوب”، إضافة إلى مسؤولين من سوريا والعراق وتونس ومصر وليبيا.
ورحب مستشار الأمن القومي المستشار “إبراهيم بوشناف”، بالقامات العلمية والسياسية والقانونية، المشاركة في المؤتمر من داخل الوطن وخارجه، مؤكدا أن هذه المناسبة عقدت بدافع الوعي المتنامي؛ لضرورة إعارة اهتمام أكبر بالتحديات القائمة في مجال الإنترنت؛ ولضرورة إضافة الأمن السيبراني إلى قائمة الأولويات القومية، في استراتيجية الدولة.
واعتبر أن “ما قد يشكله التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من مخاطر على أمن المواطنين والمجتمع والدولة، وسعي بعض الدول إلى الهيمنة على الفضاء السيبراني، هو ما يعرقل ضمان الأمن المعلوماتي في مواجهة حملات التضليل والتخريب والأنباء الكاذبة والتحريض على ارتكاب أفعال محظورة قانونا”.
وقال إنه “لتعزيز سيادة الدول أو الدولة الليبية تحديدا التي يمثلها مجلس الأمن القومي، نقترح دراسة إنشاء فضاء عربي وإقليمي آمن لتداول المعلومات الموثوق بها، ومنع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على كل ما يمس الأمن القومي بالسعي إلى تحسين البنى التحتية الخاصة بالمجال المعلوماتي”.
وأشار إلى أن ذلك يتأتى من خلال تكثيف التدريب والتأهيل والتطوير لوسائل، وأساليب ضمان الأمن السيبراني، مشددا على ضرورة السعي إلى خلق تكنولوجيا محلية تكسر احتكار الشركات الدولية العملاقة.
ودعا المستشار “إبراهيم بوشناف” خبراء الأمن السيبراني إلى إنشاء المركز العربي للتعاون في مجال الأمن السيبراني.
من جهته، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب “يوسف العقوري”، أن الأمن السيبراني أصبح قضية هامة جدا، مؤكدا على ضرورة حماية الأجيال القادمة من الاخلاقيات الهدامة والاستغلال بأنواعه فيما يتعلق بالفضاء السيبراني.
وأوضح ” العقوري” أن القانون الصادر عن مجلس النواب رقم “5” لسنة 2022 ميلادي، بشأن مكافحة الجرائم الإلكترونية هو أساس قانوني صلب يمكن الاعتماد عليه في ردع كل من تسول له نفسه استغلال الوسط الرقمي لتحقيق مكاسب شخصية أو الإضرار بالغير.
بدوره، ثمّن وزير الاتصالات والمعلوماتية بالحكومة الليبية المهندس “سالم الدرسي” مجهودات الخطوة، مؤكدا على أهمية المؤتمر في هذا الوقت.
وأوضح “الدرسي” أن “التقدم التقني المتسارع الذي أنتج عالما افتراضيا رقميا هو امتداد فعال لمختلف التوجهات والاقتصاد والاهتمامات الموجودة في العالم الواقعي، وأن ما يحدث في عالم الواقع قابل للحدوث أو يحدث فعلا في العالم الافتراضي”.
وأضاف ” الدرسي” “وفقا لهذه المتغيرات ومع التطور الهائل في تقنيات ومعدات الاتصالات والتطبيقات ذات العلاقة انتهت الجرائم والحوادث الى العالم الافتراضي على مستوى استهداف الشبكات ومعدات الاتصالات وعلى مستوى استهداف الأفراد أيضا، لتصبح جريمة سيبرانية أشد تعقيدا وغموضا وأصعب ملاحقةً وإثباتا جنائيا وأكثر سرعة وعبورا لحدود العالم الواقعي”.
وقال إنه “على الرغم من عدم وجود ضمانات مطلقة للحماية من الجرائم الإلكترونية، إلا أن هناك خطوات وقائية وتدابير أمنية سيبرانية يمكن اتباعها استنادا لبيئة تشريعية مختصة، إضافة إلى الإرشادات التوعوية والتثقيف المستمر؛ بغية تحقيق حد معقول من الحماية والسلامة لمستخدمي الإنترنت خاصة والتكنولوجيا بشكل عام”.
يشار إلى أن المؤتمر سبقته على مدى الأيام الثلاثة الماضية ورش عمل مهنية علمية متخصصة حول آخر ما توصلت إليه آليات الأمن السيبراني. (وال – بنغازي) هـ ش