بنغازي 17فبراير 2023 (وال) ـ وضح مدير قسم الطقس بمؤسسة رؤية لعلوم الفلك “رشيد الصغير” ، بأن عملية تراجع البحر التي حدثت اليوم بشواطئ مدينة بنغازي وأمس في شمال دولة تونس وقبلها بساحل إحدي المدن في الجزائر ، و أماكن متفرقة في ساحل الشمال الإفريقي، بأنها ظاهرة المد والجزر، وهي طبيعية جدا ولا يوجد أي علاقة بينها وبين قرب حدوث أي زلزال أو كارثة طبيعية، فهي ظاهرة مرتبطة ارتباط وثيق بجاذبية القمر بالدرجة الأولى، فالقمر عند دوانه حول الأرض يحدث المد والجزر كل “12” ساعة بشكل دوري، فيحدث المد المتمثل بالارتفاع في منسوب سطح البحر، تليه الجزر وهو انخفاض منسوب سطح البحر، وهناك المؤثر الآخر والذي يأتي بالدرجة الثانية بعد تأثير جاذبية القمر، وهو جاذبية الشمس.
حيث قال ” الصغير ” لوكالة الأنباء الليبية ، أن الذي وقع اليوم والمعروف بالمد والجزر المبالغ فيه، يحدث عندما يكون الشمس والقمر على اصطفاف واحد مع الأرض، فتكون عملية الجذب مضاعفة، لهذا تحدث هذه الظاهرة غير المعتادة، ولكن تعتبر ظاهرة طبيعة و تكررت خلال السنوات الماضية، وليش له علاقة بالزلازل.
أما عن ارتباط حدوث مد وجزر بالزلازل ، التسونامي، يوضح “الصغير ” بأنه في هذه الحالة ليس للمد والجزر أي علاقة بأي زلزال قادم،فالمد والجزر الذي يحدث قبل حدوث التسونامي، يكون بعد هزة أرضية بوسط البحر تسبب في موجة مد مرتفعة جدا، وانسحاب أمواج البحر من الشواطئ بشكل مؤقت ليعقبه عملية هجوم الأمواج بعده، تسمي تسونامي.
أما بخصوص هزة مدينة المرج فقد أكد “الصغير “، بأنه تواصل مع أحد سكان المدينة والذي أكد حدوث هزة أرضية صباح اليوم ، والهزة التي حدثت في مدينة المرج منفصلة تماما عن التي حدثت في جزيرة كريت والتي كانت قوتها 3,8 علي مقياس رختر، أما الهزة التي حدثت في مدينة المرج وقعت بحلول الساعة العاشرة صباحاً, وإلى الآن لا يوجد أي مرصد أو محطة عالمية سجلت الهزة، بحدود المدينة، بغض النظر على افتقار الدولة الليبية، لأي أجهزة أو مجسات ، لقياس الهزات، .
وأشار ” الصغير” أن الهزة الأخيرة التي حدثت في المرج تسببت في تحرك خفيف بالنوافذ وتحرك بعض الأغراض من على المكاتب كما أكد بعض شهود العيان بالمدينة، الذين أكدو أيضا سماعهم لصوت شبيه بصوت لانفجار قادم من جهة البحر في الشمال ، ولكن إلي الآن لا يزال الحدث مجهولا، ولا يعرف إذا كان حقا هزة زلزالية، أو تحرك في الصدوع والطبقات الجيولوجية، والتي قد تكون ناتجة عن أمور أخري كأعمال بناء وتحطيم لمخلفات وغيره .
ويلفت “الصغير ” بأن عدم توافر أجهزة ومجسات لقياس الزلازل في البلاد أمر يؤثر سلبا في دراسة هذه الأحداث وتتبعها بشكل دقيق جدا، فعدم وجود أجهزة استشعار، ينتج عنه نقص وشح في البيانات التي تعتبر الأساس لدراسة سلوك الأرض وحركاتها، ومناطق الضعف الجيولوجي كمناطق الجبل الأخضر، فهذا الأمر مؤسف للغاية فالمعيار عندنا هو شهادات المواطنين فقط فهذه الهزة الرابعة علي التوالي وليس لدينا أي تسجيل رسمي لهذا النشاط، أو تحديد قوة هذه الهزات، فكل هذا يصب سلبا في صالح سلامة وأمن المواطنين، فلابد من وجود أجهزة قياس في البلاد، فأجهزة القياس الدولية عادة لا تقوم بتسجيل الهزات الضعيفة.(وال ـ بنغازي) ف و