بيروت 06 مارس 2023 (وال) _ صدر حديثًا عن دار النهضة العربيّة في بيروت كتاب “الاستبداد والديمقراطية والحركة الوطنية في إيران” للكاتب الإيراني محمد علي همايون كاتوزيان، وقد نقله إلى العربية محمد حمادي.
ومما جاء في تقديمه
نحن ننتمي إلى مجتمع لا يزال فيه معظم الذين ينخرطون في السياسة يتجاهلون السياق الحقيقي للمساعي السياسية، ولا يعرفون شيئًا من العمل السياسي سوى الإفراط في الانتماء إلى الفرقة. المجتمع الإيراني مجتمع عانى الاستبداد لقرون، والاستعمار لقرن ونيف، الأمر الذي سلب عامة الناس الشعور بالثقة، ولم يخلف وراءه من السياسة سوى آثار الخديعة والاحتيال ولم يرتق علم السياسة كثيرا بين طلابنا عن حدود المؤامرات الداخلية والخارجية المتكررة، ولم يسمعوا شيئا أفضل من أن ثمة حيلة في الأمر. الهدف من هذه الإشارات السريعة إلى مصير الديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران الماضي والحاضر هو حصرا تأكيد هذه النقطة الرئيسة، على الرغم من الرواج الأخير لفكر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان في مجتمع المتعلمين الإيرانيين، إذ تقع على عاتق المناصرين الجديين والملتزمين هذه القيم الاجتماعية مهمة جسيمة للغاية، تنفيذها ليس بالأمر السهل على الإطلاق، تعد هذه القيم من بين أكثر القيم الإنسانية تطورا حيث إن حذفها من أي فكر وعمل سياسي آخر في مجتمع متخلف (بما فيه المتعلم والأمي) سيكون أمرا صعبا للغاية. ولهذا السبب يبقى السؤال غير الواضح هو التالي: هل ستترك الديمقراطية وحقوق الإنسان خاصتنا سجلًا أفضل من السجلات السالفة، إذا ما هبت قريبًا رياح الخريف العاتية عليّ وعليك والتي ستجرف في طريقها كل ذي حمل خفيف؟
محمد علي همايون كاتوزيان: عالم اقتصاد، وكاتب، وبروفيسور، ومؤرخ، وناقد أدبي من إيران. ولد في طهران عام 1942. تعلم في جامعة برمنجهام، وUniversity of Kent، وجامعة لندن. (وال _ بيروت) ح م