طرابلس 10 مارس 2023 (وال)- يواجه المواطنون الليبيون قبل حوالي أسبوعين من حلول شهر رمضان المبارك ارتفاعًا للأسعار أخذ أبعادًا مثيرة للقلق خاصة فيما يتعلق باللحوم ، وبعض المواد الغذائية الأمر الذي قد يضغط على القدرة الشرائية للمواطنين.
وأرجع الكثير من المواطنين الذين استطلعت وكالة الأنباء الليبية آراءهم الارتفاع الكبير في الأسعار إلى زيادة مرتبات الموظفين بعد تطبيق نظام توحيد المرتبات بدون اتخاذ اجراءات كفيلة تضبط السوق، وتكبح جماح السماسرة وبعض التجار الجشعين.
وتجولت مراسلة لوكالة الأنباء الليبية في عددٍ من الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية والخضروات واللحوم، حيث استطلعت آراء المواطنين والتجار حول مدى توفر السلع وأسعارها للوقوف على بعض أسباب ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق وبشكل يومي خصوصا ما يتصل ببعض السلع الأساسية واللحوم.
وصرح أحمد مسعود (65 عاما – متقاعد، أب لعائلة من 6 أفراد) التقته مراسلة (وال) في سوق الحي الإسلامي – أحد أكبر الأسواق الشعبية في طرابلس – أن الأسعار ترتفع بشكل يومي تقريبا والأمر لا يتوقف على سلع محددة بل الارتفاع طال كل شيء”، موضحا “أن ما ينفقه على شراء متطلبات أسرته يفوق الخيال ويفوق قدرة المواطن العادي الذي فرح بزيادة المرتبات لكنه تفاجأ بأن هذه الزيادة لا معنى ولا قيمة لها إذ قابلها ارتفاع كبير جدا في الأسعار”.
ولاحظت مراسلة (وال) أن حوالي 90 في المائة من الباعة في سوق الخضار هم من المصريين والسودانيين ومن بعض الجنسيات من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وصرح محمد سيد علي (30 عاما وهو مصري الجنسية) ردا على سؤال عن سبب ارتفاع الأسعار هذه الأيام فقال ” إن الأسعار مرتفعة من المصدر في سوق الجملة وأرجع سبب ذلك إلى قلة المعروض في بعض الأصناف من الخضار والتي يعتمد في انتاجها في هذا الوقت من العام على الصوبات الزراعية مثل الطماطم والفلفل والخيار، مشيرا إلى أن الفترة من يناير إلى مارس عادة ما ترتفع فيها الأسعار قبل أن تنخفض في أشهر الصيف.
وعند سؤاله عن سبب ارتفاع أسعار(البصل) الذي وصل إلى 8 دينارا للكيلوغرام الواحد قال إن الإنتاج المحلي الليبي لا يغطي السوق وإن الكمية التي يتم تخزينها في موسم الإنتاج صيفا لا تكفي لتغطية موسم الشتاء علاوة عن مصادرة واتلاف البصل المصري هذا العام من قبل السلطات المختصة بالرقابة على الأغذية.
ورصدت مراسلة (وال) في سوق بيع اللحوم والدواجن في منطقة (أبو ستة) ارتفاعا غير مسبوق في سعر لحوم الدواجن تراوح بين ( 12 و14 ) دينارا للكيلوغرام الواحد في حين بلغ سعر لحم الخروف 58 دينارا والبقر ما بين ( 35 و50 ) دينارا والقعود ما بين ( 55 و60 ) دينارا والماعز( 60 ) دينارا.
وربط محمد الشريف (صاحب مجزرة في سوق أبو ستة) ارتفاع أسعار اللحوم بارتفاع سعر الأعلاف الحيوانية بمختلف أنواعها بحسب قوله.
وتجولت مراسلة (وال) في بعض محلات بيع المواد الغذائية حيث أكد عدد من التجار الذين التقتهم أن هناك فعلا ارتفاعا للأسعار من المصدر لكنهم أكدوا أن هذا الارتفاع غير مبرر لأن أغلب السلع الغذائية تدخل البلاد عبر المنافذ الرسمية ومن خلال الاجراءات الجمركية والاعتمادات المصرفية وعبروا عن اعتقادهم بوجود تلاعب مقصود في الأسعار من كبار الموردين قد يكون مرتبطا بزيادة المرتبات.
ورأى سليمان الحراري (38 عاما صاحب سوق صغير لبيع المواد الغذائية في منطقة حي الأندلس) أن هناك ارتفاعا في الأسعار لبعض المواد يمكن تبريرها وأخرى غير مبررة موضحا على سبيل المثال أن ارتفاع أسعار الدقيق نوع (الفاخر) ومنتجات شركة (الجيد) غير مقبول لأن هذه المنتجات تصل البلاد عبر عمليات استيراد رسمية مقابل اعتمادات مصرفية وتقوم الشركات المعنية بتوريدها إلى السوق المحلي إلا أن أسعارها سجلت في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا.
يشار إلى أن الظرف الاقتصادي العالمي الذي يتسم بالحرب الروسية-الأوكرانية فاقم الوضع في الأسواق الدولية، حيث أدى إلى اضطراب سلاسل التوريد من هذين البلدين المصنفين ضمن أكبر منتجي القمح الذي يأتي منه الدقيق المستخدم في صناعة الخبز والكسكسي وغيرها من المعجنات التي تحتل حيزا هاما في العادات الغذائية لليبيين.
رغم ذلك لم تسجل ليبيا ندرة في المنتجات، بما يشمل المواد الغذائية الأساسية، بخلاف الكثير من دول الجوار، ولم تخل رفوف المحلات التجارية في المدن الليبية كافة من المنتجات الغذائية رغم أن معظمها مستورد من الخارج.
لا شك أن من يسمون بتجار الأزمات يتعمدون استغلال المناسبات من بينها شهر رمضان للمضاربة بالأسعار وإخفاء بعض السلع لزيادة الطلب وبالتالي ارتفاع سعرها، ويظل المواطن الليبي البسيط الضحية الأولى والأخيرة لجنون لهيب الأسعار ولا يمكنه إلا أن يتساءل أين الأجهزة الرقابية وأين مأموري الضبط القضائي وعلى رأسهم الحرس البلدي ولسان حاله يقول هل قامت الحكومة بدورها في ضبط الأسواق ومنع استغلال المواطنين حتى يكون لزيادة المرتبات التي أقرتها معنى ولو محدودًا. (وال)