بنغازي 13 مارس 2023 (وال)- ألقي بمركز الوهبي البوري الثقافي بمدينة بنغازي مساء اليوم الإثنين، محاضرة علمية بعنوان “السيميائية بين فلسفة اللغة واللسانيات”، بإشراف مختبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب وبحضور العديد من الشخصيات المهتمة بهذا الشأن.
وقال مدير مختبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب محمد عبد الحميد المالكي- لمراسل وكالة الأنباء الليبية – إن “هذه المحاضرة العلمية اليوم خاصة بالسيميائيات الحديثة، وما تطرحه هذه السيميائيات بإعتبارها تجاوزت المرحلة التاريخية، فالمستقبل أقرب مما نتوقع، والبشرية على وشك تدشين دهر مفاهيمي جديد، يختلف على كل القطائع الإبستمولوجية السابقة، فهذا التحديث الذي لحق بهذا العلم سيحدث التغيير التام في الخريطة السياسية والثقافية في العالم”.
وأوضح المالكي بشأن محاور محاضرة اليوم قائلا: “تطرقنا لعدة عنوانين هامة منها، السيميائيات الابستمولوجية والسيميائيات الإنقلوساكسونية، ومنها السيميائيات البيولوجية، والسيموزيس ومنطق بنية المجموعات (بيرس)، والسيميائيات التداولية (من بيرس وموريس إلى السيميائيات العرفانية مرورًا بمدرسة أكسفورد)، المؤتمر التأسيسي للرابطة الدولية للسيميائيات.
وتابع المالكي: “ثم السيميائيات الفرانكفونية، ومنها سيمولوجيا دو سوسير والشكلانيين الروس (1921 – 1933)، وما بين الحربين: من بروب الى جاكبسون واشتراوس، و تأسيس علوم النص (بارت 1952- غريماص 1966)، ثم سيميائيات البو الفيزيائية والرياضية، مدرسة تارتو والسيميائيات البيولوجية، سيميائيات بيولوجيا الكوانتم، وسيميائيات الكارثة والكياس (الفوضى Chaos).
من جهته، قال عضو مؤسس بمختبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب – رئيس تحرير مجلة سيموسيج “سيرورة العلامة” التابعة للمختبر أحمد النائلي، إن “هذه المحاضرة اليوم تأتي ضمن نشاطات مختبر بنغازي، وهو مؤسسة علمية ومستقلة انشأت عام 2003، ومن ضمن نشاط المختبر نسعي من خلالها التعريف بعلوم السيميائيات والمجال المعني به والمناهج، ليتم تقديم رؤية تاريخية ونظرة للسيميائيات من خلال المحاضرة”.
وتابع النائلي : “استهدفنا من خلال هذه المحاضرة العلمية طلاب الجامعات وطلبة الدراسات العليا بمجال الإعلام وبعض المهتمين بهذا العلم”.
وعن المجلة التي قريبًا ستصدر عن مختبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب، قال النائلي : “بدأنا نعد أنفسنا لإصدار العدد الأول من هذه المجلة العلمية محكمة بها قامة من الأساتذة من مختلف المناطق العربية كمصر وتوني والجزائر، وهي تعني بالبحوث السيميائيات وبحوث تحليل الخطاب، أيضا بنشر المقالات العلمية وهي تهدف إلي أن تكون بقعة ضوئية للمنطقة العربية للتعريف بهذا العلم”.
وعن علم السيمياء يوضح النائلي قائلا: “أنها علم أو نضرية مهتمة بالعلامات، فنحن نعيش في عالم من العلامات سواء علامات لسانية والكلمات والأحرف أو علامات غير الكلامية، كالصور والأشكال والعلامات الصوتية، فكل ما في الوجود محيط بالعديد من العلامات التي تثير المعاني ولا تثير معاني محددة، بل تعدد لا نهائي لهذه العلامات، فلا يمكن أن نقرأ نص أدبي بمعني واحد بل كل شخص سيصل إلى معنى مختلف بفارق الزمان المكان، فهذا التعدد في المعني يجعلنا نذهب للتأويل والقراءة المتعددة، ولكن السيميائيات عندما تسعى إلى فهم آلية التأويل وآلية تعدد المعني تريد أن تفهمه بمنطق تبريري، فهي علم يدرس المعنى وكيفية انبثاقه وكيف يستمر هذا المعنى وهل لهذا المعني حدود”. (وال) ف و/ ر ت