عمان 24 مارس 2023 (وال) ـ صدر حديثًا عن دار “العائدون للنشر والتوزيع- عمّان”، كتاب الناقد المغربيّ الدكتور يحيى بن الوليد بعنوان “الكتابة وتعارُضات الهويّة: في مرجعيّة إدمون عمران المْليح”، يعالج فيه مسيرة هذا المبدع المغربيّ اليهوديّ المُناهض للصهيونيّة والإمبرياليّة والفْرَنكوفونيّة، وسيرته الثقافية والأدبية والنضالية.
وحمل الغلاف الأخير كلمة المحرّر الأوّل في “العائدون” بعنوان “المغربيّ اليهوديّ المُناهض للصهيونيّة والإمبرياليّة والفْرَنكوفونيّة”، وجاء فيها: انسجامًا مع توجّهات دار “العائدون للنشر”، وسياستها في تبنّي كلّ ما هو تقدّميّ في الفكر والأدب والنقد، فنحن هنا أمام قامة أدبيّة وفكريّة وسياسيّة/نضاليّة فذّة، تتمثّل في شخص المغربيّ اليهوديّ، الرّافض والمناهض للصهيونيّة، بل المقاتل في مواجهتها ومواجهة “خطابها” الاستعماريّ البغيض، والذي اعتبر أنّ “إسرائيلَ تستعمرُ الدينَ اليهوديَّ بعد أن غيّرت مفهومَه الروحيَّ”.
وذلك في موازاةٍ مع مواقفه المشهودة في مناصرة القضيّة الفلسطينية والشعب الفلسطينيّ وحقوقه المشروعة.
وفي كتابه هذا يقدّم لنا الناقد يحيى بن الوليد دراسة تحليلية وافية في مرجعيّات الكاتب المفكّر والمناضل المغربي اليهوديّ الديانة، الذي يصفه ابن الوليد بأنّه “بقدر ما عكس تركيبًا فكريًّا وفلسفيًّا متعيَّنًا، بقدر ما فارق ذلك الصنف من اليهوديّ المحكوم عليه، على صعيد “الأيّام والأعمال”، بإشكالات اللاتمركز والارتحال وحتى التيه إلخ.
فهو من القلّة القليلة التي آمنت، من منظور التاريخ الموضعيّ، بمواصلة العيش في بلدها المغرب بعيدًا عن وهْم “التطابق المفارق” أو “التعايش المتكامل”…”.
إنّه إدمون عمران المليح (1917 ــ 2010)، كما يقدّمه ابن الوليد “كاتب استثنائي داخل المغرب الثقافيّ، وعلامة لافتة على منجز غير مسبوق في حقل الثقافة المغربية؛ بل إنه يمثل “معلمة” في المغرب الحديث والمعاصر كما أجمع على ذلك كثيرون، برغم أن نصوصه معدودة في هذا الحقل. ومردّ ذلك إلى هويته المركّبة التي تنقسم على الوعي المتضمَّن في كتاباته؛ ممّا يمنح هذه الأخيرة نبرة متفردة لا مثيل لها بين سائر الكتّاب والمثقفين المغاربة.
هوية كاتب يهودي، لكنه لم يسقط في فخ الصهيونية؛ بل إنه ظل مصرًّا على شجبها بقوة وبـ”صوت المؤذن” كما يقال. هوية كاتب يكتب باللغة الفرنسية، ويقدّرها؛ غير أنه لم يقع في حبال الفرانكفونية، بل إنه يمقت التسمية”.(وال/عمان) ح م