أبو ظبي 03 ديسمبر 2016 (وال)- أكدت مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” إيرينا بوكوفا السبت، على الضرورة الملحة لاتخاذ إجراءات فاعلة وعملية، لحماية التراث والآثار العالم المهدد بالخطر .
وقالت بوكوفا – في الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر الدولي “الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر” الذي استضافته العاصمة الإماراتية “إن التراث الثقافي الذي يتعرض للدمار في منطقة الشرق الأوسط حالياً، طالت تبعاته المجتمع الدولي ، ونحن في منظمة اليونسكو بدأنا فعلياً في التحرك على نطاق عالمي ، من أجل حماية التراث الإنساني في مناطق الصراعات” .
وأضافت بوكوفا – بحسب وكالة فرانس برس – أن عملية حماية التراث لا تنفصل عن حماية حياة البشر ، إذ لا يمكن أن ينتظر العالم أكثر من ذلك .
ورفع الإرهاب من درجة تأهب العالم في تعزيز حماية التراث العالمي من التدمير والتخريب ، بعد أن عاث الإرهابيون في الأرض فساداً بقتل الأرواح ، وتحطيم وسرقة وبيع الآثار الإنسانية في عدة دول ، بسبب الصراعات الدائرة فيها .
وشهد العالم عبر مختلف وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة ، مشاهد مروعة في كل من سوريا والعراق وليبيا ، حيث أطلق الإرهابيون معاولهم لهدم كنوز من الحضارة الإنسانية بقيت لآلاف السنين دون أن تمسها يد .
وكشفت تقارير عدة أن الإرهاب دمر وسرق وباع كل ما وقع تحت يده ، مستفزاً العالم ومتحدياً الإنسانية .
ونتيجة للمخاطر التي تتهدد التراث العالمي ، من تدمر إلى تينبكتو مروراً بلبدة الليبية ، أعلنت أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية وخاصة في ختام مؤتمر الحفاظ على التراث الثقافي السبت ، “إعلان أبوظبي” الذي أعلن التزام الدول بإنشاء صندوق لتمويل آليات لحماية الآثار في مناطق النزاع وإيجاد ملاذات آمنة لهذه الآثار المهددة .
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي استضافته عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة الجمعة والسبت : “نلتزم المضي قدماً لتحقيق هدفين طموحين، إنشاء صندوق دولي لحماية التراث الثقافي ، وإنشاء شبكة دولية من الملاذات الآمنة” .
وتضمن البيان الختامي الذي سمي “إعلان أبوظبي” إن الصندوق الذي لم تحدد قيمته، سيساعد في تمويل العمليات الوقائية والطارئة ومكافحة الاتجار غير المشروع في القطع الأثرية، كما سيساهم الصندوق في “ترميم الممتلكات الثقافية التي لحقت بها أضرار” .
وبالنسبة إلى “الملاذات الآمنة” فقد – نص البيان – على سعي الدول لحماية آثارها على أراضيها عبر نقلها من مكان إلى مكان أكثر أمناً ، “أو في بلد مجاور إذا كان تأمينها على المستوى الوطني غير ممكن ، أو في بلد آخر كملاذ أخير” .
وأعلن البيان أنه سيتم عقد مؤتمر للمتابعة في العام 2017 ، لتقييم “مدى التقدم المحرز في تنفيذ المبادرات المنطلقة في أبوظبي” .
وشارك في فعاليات المؤتمر ممثلون عن أكثر من 40 دولة ، بالإضافة إلى جهات حكومية وخاصة تمثل الدول التي تعرضت كنوزها التراثية للتلف أو الفقدان جراء النزاع المسلح ، والجهات المهتمة بقضايا حماية التراث الثقافي.
وأكد المشاركون – حسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام) – أن مرحلة ما بعد النزاع وتدمير الآثار ليست ظاهرة جديدة ، وأن هناك تدميراً ممنهجاً للمواقع الأثرية في شتى أنحاء العالم، مشيرين إلى حجم تهريب الآثار الذي ازداد بشكل كبير في الآونة الأخيرة .
وكانت مديرة إدارة مكافحة الجريمة المنظمة والناشئة منظمة الشرطة الدولية الإنتربول رورايما أندرياني، قد أشارت إلى أن المنظمة تولي منذ عام 1947، أولوية خاصة لحماية التراث الثقافي في خضم الأزمات السياسية والفكرية والنزاعات المسلحة التي يشهدها العالم . (وال- أبو ظبي) ر ت