بنغازي 09 أبريل 2023 (وال) ـ تشهد مدينة بنغازي هذه الفترة العديد من أعمال إعادة الإعمار، بعد الدمار الذي خلفته حرب دامت لسنوات، فتعد هذه الفترة ذهبية لنهوض المدينة ، فمن خلال أعمال الإعمار للمدينة تمت عمليات إزالة لمباني تعد معلم يعبر عن ملامحها التاريخية، وهذا ماجعل الأهالي يعبّرون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لما يحدث من عمليات هدم وإزالة لمباني لها قيمه تاريخية في المدينة.
وأن عمليات الهدم الممنهجة للمباني كان بالإمكان ترميمها يعد مؤشر على خطة مُعدّة لتغيير تاريخ المدينة ـ بحسب التعليقات ـ، كما أن مراقبة آثار بنغازي والعديد من الجهات والمنظمات، طالبت بشرح وتوضيح خطة إعادة الإعمار تحقيقاً للشفافية واستجابة لمناداة أهالي المدينة المتكررة أي هل سيتم إعادة بناءها أم أن عمر المدينة التاريخي قد انتهى .
فخلال الأعمال الجارية الآن التي تضمنت حملات إزالة للمباني المتهالكة، ومنها مباني تاريخية بمنطقة وسط البلاد، وجهت اتهامات لمراقبة آثار بنغازي بالتقصير في أداء أعمالها وحفاظها على هذا الإرث، مراقبة آثار بنغازي قامت بدورها إدارياً بمراسلة عميد بلدية بنغازي ولجنة إعادة الإعمار الاستقرار بنغازي تستوضح من خلاله برنامج الإعمار وأهدافه موضحة أن الآلية المتبعة في الهدم وبهذا الأسلوب ستسبب بخسارة هذا الإرث العمراني التاريخي .
كما أوضحت مراقبة آثار بنغازي موقفها في بيان تم نشره من خلال الموقع الرسمي لها مفاده : “نحن كمراقبة آثار بنغازي لم تتواصل معنا أي جهة معنية بهذا الخصوص ولقد أوردنا توصياتنا بالمحافظة على هذا الإرث وأن تؤخذ كل التجارب السابقة عالميا كنماذج لإعادة هذه المباني التاريخية، كما كانت عليه مع المحافظة على النسيج العمراني التاريخي للمدينة التاريخية ، لابد من تكاتف الجهود من كل الجهات ذات العلاقة مصلحة الآثار وجهاز المدن التاريخية والشرطة السياحية ومكتب الآثار بالخبرة القضائية والمؤسسات العلمية و توجيه مذكرات توضيحية بالقيمة والأهمية وكيفية معالجة الأمور، ونحن كمراقبة آثار بنغازي ندعو كل هذه الجهات المعنية لإعداد مذكرة ومقابلة من لهم علاقة ببرامج إعمار بنغازي لتفادي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ووضع برنامج علمي لإعادة إحياء هذا الإرث العمراني التاريخي والمحافظة على قيمته وأهميته ” .
وبين مراقب آثار بنغازي لوكالة الأنباء الليبية السيد “ناصر الحراري” أن الموروث بصفة عامة في قانون رقم 3 لسنة 1995 تم إنشاء جهة اختصاص وهي مصلحة الآثار وجهاز إدارة المدن التاريخية ، ومنطقة وسط البلاد تعتبر من اختصاص جهاز إدارة المدن التاريخية ، ولأن المدينة القديمة قيمتها الاجتماعية كبيرة جداً لسكان المنطقه توجد مباني منذ 250 عام وأكثر ، نحن مراقبة آثار بنغازي تفاجأنا بعدم تواصل الجهات المختصة بأعمال الإعمار والإزالة معنا، وهذا الموضوع تسبب في ضجه كبيرة من قبل المواطنين والبعض حملنا المسؤولية .
وقال ” الحراري” أنهم لا علم لهم بالخطة التي سوف يتم إعمار المدينة من خلالها ، فهل سيتم إعادة إنشاء المباني القديمة مثلما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية وغيرها من الدول ، نحن كمراقبة خاطبنا عميد بلدية بنغازي ولازلنا ننتظر في الرد ، نحن لسنا ضد الإعمار ولا يوجد مواطن ضده، ولكن أتمنى بأن يكون بطرق مدروسة ، فبعض الأشخاص استغلوا الوضع في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سلبي .
ونبه ” الحراري” أن جميع المباني وسط المدينة مهمة جداً ، أصبح دورنا في الوقت الحالي هو التوعية، والمنطقه تهمنا لأنها امتداد لمدينة “برنيكي” الأثرية وإعادة الإعمار في هذه المنطقه هي فرصة لبحاث الآثار؛ نظراً لوجود العديد من المقتنيات الأثرية خلال عمليات الحفر في فترة الحكم العثماني والإيطالي وفي فترة سبعينيات القرن الماضي .
وختم ” الحراري” كلامه وقال “نرجو من الجهات المسؤولة التواصل معنا ، ولكن ربما تمت الاستعانه بجهاز إدارة المدن التاريخية.
وحول هذا الموضوع فقد قال المكتب الإعلامي لبلدية بنغازي أنه قام كل من المجلس التسييري لبلدية بنغازي وصندوق إعمار مدينتي بنغازي – درنة، بالقيام بزيارة ميدانية تضمنت جولة تفقدية لبعض مواقع منطقة وسط البلاد، والتي جاءت في إطار مُتابعة أعمال الحِفاظ على الأسواق والمباني التاريخية، التي تمس الهوية الوطنية والموروث الثقافي لمدينة بنغازي، على سبيل المثال لا الحصر: ميدان البلدية – سوق الربيع – سوق الحوت – شارع عمر المختار – ميدان الخالصة – قصر المنار – البرلمان التشريعي البرقاوي – بالإضافة إلى بعض المنازل التاريخية مثل حوش الكيخيا . هذا وتم التأكيد من خلال هذه الزيارة على حرص البلدية والصندوق على إعادة ترميم وتأهيل وتطوير المباني المُتضررة و إعادة بناء المباني المُدمرة كُلياً، طِبقاً لمشروع تحديث المُخطط العِمراني العام لمدينة بنغازي الجاري تنفيذه، وكذلك المعايير التخطيطية والنمط المعماري للمدينة القديمة التاريخية. كما تم التأكيد على أن هناك بعض المباني التاريخية سيُعاد بناؤها بنفس ما كانت عليه في السابق كسوق الحوت وسوق الربيع مثلاً، حفاظاً على هوية المدينة التي تتميز بها . (وال ـ بنغازي) ن ع