بنغازي 01 مايو 2023 (وال)- يصادف اليوم الإثنين الأول من مايو “عيد العمال” العالمي، الذي يُعد عيدًا سنويًا يحتفل به العمال في مختلف دول العالم، وقد تم اختيار الأول من مايو تخليدًا لذكرى من سقط من العمال والقيادات العمالية، التي دعت إلى تحديد ساعات العمل بثمانية ساعات يوميًا، وتحسين ظروف العمل.
ويعزى أصل هذا العيد إلى الإضراب في مدينة شيكاغو في أمريكا عام 1886، حيث تطورت الولايات المتحدة، ودول أوروبية عديدة في ذلك الوقت من الرأسمالية إلى الإمبريالية، واستمرّ الرأسماليون في زيادة وقت العمل وقوّته لتحفيز تطوّر الاقتصاد بسرعة شديدة، واستغلّوا العمال بصورة قاسية.
فكان العمال يعملون من 14 الى 16 ساعة كل يوم، وينالون أجورًا قليلة، أثار هذا الاضطهاد الشديد غضب العمال، وأدركوا أن اتحادهم وكفاحهم ضد الرأسماليين من خلال الاضرابات، هو الطريقة الوحيدة لنيل ظروف معيشية معقولة، وطرحوا شعار الإضراب، وهو “نظام العمل لثماني ساعات”.
وفي عام 1877، بدأ أول اضراب في أميركا، ونظّم العمال مظاهرة كبيرة، واندفعوا الى الشوارع، وطالبوا الحكومة بتحسين ظروف العمل، والعيش.
وفي أكتوبر عام 1884 اجتمعت ثماني نقابات كندية وأمريكية في شيكاغو الأميركية، وقررت الدخول في اضراب شامل في الأول من مايو عام 1886، لأجل اجبار الرأسماليين على تطبيق قانون العمل لثماني ساعات وتوقف في الأول من مايو 350.000 عامل في أكثر من 20.000 مصنع أميركي عن العمل، وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرة ضخمة، وشلت هذه المصانع الكبيرة، وحاولت الحكومة قمع المظاهرة بالقوة، الأمر الذي أشعل نيران كفاح العمال في أنحاء العالم، ودخل العمال في أوروبا، والقارات الأخرى في اضرابات واحدا تلو الآخر، وبعد شهر اضطرت الحكومة الأميركية إلى تنفيذ قانون العمل لثماني ساعات بفعالية.
وفي يونيو عام 1889، افتتح مؤتمر النواب الإشتراكيين الدولي في باريس الفرنسية، وقرّر المؤتمر تحديد الأول من مايو كل سنة عيدًا مشتركًا لجميع البروليتاريين في العالم، وفي هذا اليوم من عام 1890 بادر العمال في أميركا وأوروبا بتسيير مظاهرات كبيرة للاحتفال بنجاح كفاح العمال، وهكذا ولد “عيد العمال العالمي”. (وال)