بنغازي 16 أغسطس 2023 (وال) – قالت المدير الفني لمشروع ألبوم ليبيا، ريم جبريل إن فكرة المشروع بدأت بإصدار كتاب وهو عبارة عن (ألبوم) بأتم معنى الكلمة يحتوي على مجموعة صور من أنحاء ليبيا كلها لليبيين باستثناء شخصين، أحدهما عربي والآخر أجنبي عاشا في ليبيا فترة من الزمن.
وأضافت جبريل في لقاء مع وكالة الأنباء الليبية على هامش معرض صور ألبوم ليبيا الذي أقيم مساء أمس الثلاثاء في بنغازي، أن من شاركوا معنا بالصور وسرد حكاية الصورة هم أشخاص عاديون، بعضهم شخصيات اعتبارية معروفة وبعضهم أدباء وشعراء، والصور أغلبها صور شخصية تحمل ذكريات خاصة للمشاركين في الألبوم.
وأوضحت أن المشاركين بالصور سردوا حكاية الصورة والذكرى التي تحملها، مشيرة على ان الفكرة في البداية كانت للمدير التنفيذي لمؤسسة (اريتي) خالد مطاوع، و احتفظنا بها من عام 2014 إلا أننا لم نستطع العمل عليها في البداية.
وقالت: “خلال فترة كورونا اجتمعنا مع الأستاذة ليلى المغربي والأستاذ طاهر كريو وعملنا نحن الأربعة على وضع خطة لتنفيذ الألبوم ووضعنا قائمة تحتوي على 300 اسم وانتهينا إلى 85 شخصا”.
وأردفت أن بعض الأشخاص زودوا الفريق بأكثر من صورة لنفس المقالة “غير أننا لا نتجاوز الأربع صور لكل مشارك وهناك من لم يفهم الفكرة وآخرون لم يكن لديهم الوقت للتعاون معنا، وفي الأخير تحصلنا على مجموعة لا بأس بها من الصور وسرد لقصة الصورة”.
وأشارت جبريل إلى أن الفريق كان مصرا على التوازن بين العنصرين، النسائي والرجالي، بحيث لا يطغى أحد على الآخر وحاول أن يجمع صورا من المدن الليبية كافة، منوهة أنه من الجميل أن نجمع صورا لكل الليبيين بمختلف أطيافهم، وأن يصبح الكتاب جاهز للطبع مع الحرص أن تكون طبعة فاخرة وذات جودة عالية.
واسترسلت في مقابلتها مع (وال) أن فكرة المعرض جاءت بعد ذلك وأصر الفريق على أن يكون حجم الصورة صغيرا وحجم الكتاب يحاكي حجم الألبوم مثل ألبومات أمهاتنا وجداتنا، مبينة أن الصور مختلفة في الحجم بين الصغيرة ومتوسطة الحجم وألوانها الأساسية موجودة بين صور ملونة وأخرى أبيض وأسود وبعضها واضح وأخرى أقل وضوحا.
وقالت في هذا الشأن إن الصورة تعطيني انطباعا عن الذاكرة الشخصية لصاحبها وضربت مثلا بمشاركة الأديب احمد يوسف عقيلة وصورة والدته والتعليق المرفق بها حول ما كانت تخبره به والدته عن مآسي فترة الاحتلال الإيطالي والمعتقلات، وتساءلت “من منا ليس في حياته جدة تحكي له عن أيام زمان”، وملاحظة “أن كل صورة وكل حكاية تأخذك لزمان معين ولا يشعر المرء بأنها غريبة عنه”.
وذكرت جبريل “أن في الألبوم صور عشناها وعاصرناها، فليست كل الصور قديمة وقمنا بوضع رابط أرشيفي (ويب سايت) لاستكمال القصة على الرابط الموجود والذي يربط المتابع بموقع مؤسسة (آريتي)” موضحة أن كل المعلومات حول الكتاب موجودة بالموقع، وأن ما كتب كتعليق على الصورة هو جزء من قصة كاملة موجودة (بالويب سايت).
وقالت: “لو تحصلنا على التمويل المناسب لاستكمال المشروع سنعمل على استمراره ليكون ألبوم ليبيا مثل ألبوم الجدة لا أحد يستغني عنه أو يرميه ويكون جامعا لذاكرة ليبيا كلها”.
وبيًنت المدير الفني لمشروع ألبوم ليبيا، أنه شارك في هذا المشروع عديد الشخصيات منها الصحفي بشير زعبية بصورة قديمة (عنوانها في البدايات) كتب عليه التعليق الآتي (في بداية العام 1974 ومن هذا المكان حيث أجلس بدأت رحلتي في العمل الصحفي.
كنت ذلك الوقت بلغت التاسعة عشر من عمري وأوكلت إلى مهمة مساعد مصحح الأخبار بقاعة التحرير الرئيسية بمقر وكالة الأنباء بشارع الشط) موضحة أنه “لمن يرغب في معرفة القصة كاملة للصورة عليه الدخول عن طريق الكود المرفق بقصة الصورة”.
وشاركت عديد الشخصيات في المعرض منها الشاعر عمر عبد الدايم، الحقوقية جازية شعيتير، الكاتبة أم العز الفارسي، الأديبة مناحي بن حليم، الكاتبة محبوبة خليفة، الشاعرة والقاصة آية الوشيش، الكاتبة ميسون صالح، وغيرهم الكثير ولكل منهم صورة قصة وعنوان. وقالت الكاتبة والشاعرة، رحاب شنيب، إحدى المشاركات في ألبوم ليبيا، من جهتها في تصريح لـ (وال) إن الفكرة جميلة جدا ومبتكرة وبسيطة جدا ولها مردود ثقافي ورؤية جمالية كبيرة جدا.
ورأت أن ألبوم ليبيا جمع رؤية العديد من الكتاب الليبيين وهو مشروع نحن بحاجة إليه في هذا الوقت، بحسب قولها، مشيرة إلى أن مشاركتها في المعرض جعلتها تراجع ذكرياتها.
واستطردت “اخترت صورة من ألبوم العائلة وهي صورة بيت جدي في درنة والصورة لجدارية حب كتب عليها والدي اسمه واسم والدتي (عثمانو نعيمة)، كُتبت خلال فترة خطوبتها ولازالت موجودة ليومنا هذا … الصورة قديمة جدا ويظهر فيها أطفال العائلة ونفس الرسمة موجودة في برواز ببيتنا وحنيني لهم (رحمهم الله) جعلني أختار هذه الصورة التي تنبعث منها رائحة الليمون والزهر وعريشة العنب والتنور… إني سعيدة بمشاركتي فأ البوم ليبيا”. وحضر معرض صور ألبوم ليبيا الذي أقيم ضمن المشروع الذي أطلقته مؤسسة (آريتي) للثقافة والفنون، ويستمر لمدة ثلاث أيام تتخللها أمسية لقراءة النصوص المرفقة مع كل صورة، إلى جانب ندوة عن الأطروحات التي يثيرها المشروع، لفيف من المهتمين بالثقافة والفنون من بينهم الأديب محمد المسلاتى، الدكتور زاهي المغيربي، الشاعر سالم العالم، الكاتب فرج بوالعشة، الشاعرة والروائية آية الوشيش، الكاتبة ميسون صالح، الفنانة حنان الشويهدي وغيرهم من المشاركين في ألبوم ليبيا. (وال – بنغازي)