بنغازي 29 أغسطس 2023 (وال) – تشهد تجارة العبور في ليبيا نموا مطردا بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي الذي تحتله البلاد كبوابة للقارة الأفريقية على الواجهة الجنوبية للبحر المتوسط.
وبرزت أهمية ميناء بنغازي في هذه التجارة المهمة كونه منطقة حرة ومعبرا لمرور البضائع للدول الأفريقية الحبيسة مثل تشاد، النيجر، بوركينا فاسو، مالي، جنوب السودان، أفريقيا الوسطى وأوغندا، ويتم من خلال هذا الميناء نقل البضائع عبر الطرق البرية الممتدة لآلاف الكيلومترات إلى الدول المذكورة بأقل التكاليف واختصار للكثير من الوقت.
واكتسب ميناء بنغازي خبرة في نقل مواد الإغاثة والبضائع المقدمة من الأمم المتحدة لإقليم دارفور جنوب السودان وجاء اختياره دون غيره من الموانئ نظرا لموقعه الجغرافي المتميز وسهولة المرور منه والوصول إلى مدينة الكفرة ومن ثم إلى حدود دول الجوار بالجنوب الليبي.
وفي هذا السياق تم تبادل عديد الزيارات بين ممثلين عن ميناء بنغازي البحري والحكومة السودانية ممثلة في القنصل السوداني والغرفة التجارية الليبية السودانية المشتركة وكذلك مع الحكومة التشادية وتم الاتفاق بين هذه الأطراف على تذليل كافة الصعوبات والعراقيل لضمان الوصول الآمن للبضائع عبر ميناء بنغازي.
وانطلقت أولى قافلات بضائع العبور من ميناء بنغازي إلى دولة تشاد في شهر فبراير الماضي مرورا بالمنطقة الحرة الكفرة وبتأمين من القوات المسلحة أعقبتها خمس شحنات لصالح شركات ملاحية وتجار، ووصلت كل البضائع بسلام ودون أضرار أو أية عراقيل إلى وجهتها، بحسب المسؤولين في ميناء بنغازي.
غير أن العمل على نقل البضائع إلى دولة السودان توقف بسبب الوضع الأمني غير المستقر الناجم عن الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في حين تم حتى الآن تصدير ست شحنات من البضائع المختلفة لصالح دولة تشاد.
وأفاد رئيس مكتب التخزين بميناء بنغازي البحري، صالح السعيطي، وكالة الأنباء الليبية أن عمل مكتب التخزين يبدأ بعد الإبلاغ عن وصول شحنة من بضائع العبور حيث يتم إفراغها بمخزن تمت صيانته مؤخرا وهو مجهز بأحدث الإمكانيات لحفظ البضائع، ثم بعد تفتيش الحاوية من إدارة الجمارك يقوم المكتب بتصنيفها وفرزها حسب الأوزان ووضعها في حاوية بحجم 40 قدما قبل شحنها وتأمينها إلى أن تصل إلى وجهتها.
وأكد حرص المكتب على سلامة الشحنة والحفاظ عليها إلى أن تصل إلى أصحابها، مشيرا إلى انه من خلال خبرة هذا المكتب في العمل نستطيع تخزين البضائع في الحاويات بطريقة سليمة بحيث لا تتضرر أثناء نقلها.
وأضاف أن البضائع الواردة للعبور مختلفة منها مواد غذائية وقطع غيار وزيوت سيارات ومواد بناء.
وقال السعيطي “نعمل حاليا على شحنة أخرى من ثلاث حاويات محملة بعدد اثنين من شاحنات كاتربلر (Caterpillar)، وقطع غيار سيارات، وهي حاليا جاهزة للتصدير تحت إشراف وحراسة مكتب الأمن والسلامة ورصد كاميرات المراقبة، حرصا من المكتب على ممتلكات العملاء”، مشيرا إلى أن المكتب يتعامل مع شركات وأفراد وليس على مستوى الحكومات.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة العابرات الليبية للنقل والتوكيلات الملاحية، عبد الحفيظ الساعدي الذي التقته مراسلة وكالة الأنباء الليبية خلال جولة لها في ميناء بنغازي: “سُمح لنا بإدخال بضائع عبور إلى ميناء بنغازي في شهر فبراير الماضي ووفرت لنا المناطق الحرة كافة التسهيلات الممكنة لإنهاء إجراءات البضائع وتحميلها على الشاحنات، ورافقتنا أثناء الطريقة الكتيبة (155) لتأمين الشحنة إلى مدينة الكفرة ومن بعدها رافقتنا كتيبة سبل السلام إلى الحدود التشادية”.
واستطرد أن الرحلة تستغرق حوالي ثلاثة أسابيع من ميناء بنغازي إلى مدينة أبشة شمال تشاد، مشيرا إلى أن البضائع المنقولة متنوعة بين السيارات والزيوت والأقمشة ومواد البناء والمواد الغذائية والمنزلية.
وأكد الساعدي أنه يتم حاليا التنسيق مع دولة النيجر لتوصيل البضائع لها، مبينا أن جميع البضائع يمكن توريدها عن طريق ميناء بنغازي في يسر وسهولة، وأن تكلفة النقل تُعتبر معقولة جدا.
وخلص إلى التركيز على أن أهم شيء هو تأمين وصول البضائع التي تبلغ أسعارها الملايين سليمة إلى وجهتها وقال “نحن مطمئنون من ناحية الإجراءات الأمنية والجمركية ومستمرون في تجارة العبور”.(وال – بنغازي)