طرابلس 07 سبتمبر 2023 (وال) – احتضن بيت نويجي للثقافة، أمس الأربعاء، الفنان والإعلامي علي أحمد سالم في حوارية أدارها الإعلامي أحمد النايلي، ضمن نشاطات ليالي طرابلس الثقافية .
تحدث الفنان خلالها عن تجربته في مجال المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما، مستعرضًا مراحل تكوينه التي ساهمت في تشكيل شخصيته الفنية، منذ مرحلة التعليم الابتدائي وانجذابه إلى اللغة العربية، وبداياته الفنية التي استقاها من نشاطه أثناء الدراسة في المسرح المدرسي، ما ساعده في تذوق جماليات الفن وممارسته لاحقًا.
وأشار إلى نشأته في مصر حيث رأى في الإسكندرية وشوارعها مسرحًا مفتوحًا يجسده الباعة المتجولون وهم ينادون على بضائعهم، فكان يستمع إليهم ويقلدهم ويحاكي حركاتهم، وبعد انتقاله إلى بنغازي، لمس زملاؤه موهبة التقليد والمحاكاة والإلقاء، فنصحوه بالانتساب إلى المسرح الشعبي تحت إدارة إبراهيم العريبي.
وفي سياق اهتمامه بالتثقيف المسرحي، أشار إلى بعض المؤلفات التي أفادته، ومنها كتاب (إعداد الممثل) لـ«ستانيسلافسكي» و(الإخراج المسرحي) لـ«نزويرث»، إضافة إلى استفادته من خبرة الفنان المصري عمر الحريري في فن الإلقاء، وفهم كيفية التنفس عند الأداء ومعرفة ما إذا كان الوَقْف كاملًا أم لا.
وذكر سالم نماذج من أعمالٍ مسرحيةِ قُدّمت بأسلوب التأليف الجماعي مثل مسرحية «عائدون» التي تناولت القضية الفلسطينية، إضافة لمسرحية «الحلاج» لصلاح عبدالصبور، مستدركًا أنه مع احترامه للعامية لكنه يحب التمثيل بالفصحى لشعوره بإضافة شيء جديد للمشاهد.
انتقل سالم إلى الحديث عن مشواره الإذاعي الذي بدأه عبر برنامج «رسائل» لفرج الشويهدي، حيث كان أول عمل أخرجه مسموعًا من تأليف الكاتب سالم فيتور، وبرنامج «وِسع بال».
وفي مجال التلفزيون توقف عند تجربته مع الشاشة الصغيرة من خلال عمله مذيعًا ثم ممثلاً ومعلقًا على الكثير من البرامج الوثائقية منها «عش البلبل»، ووثائقي عن جمعية الكفيف الليبي ببنغازي وغيرها من البرامج التي لم تسعفه الذاكرة في الإشارة إليها.
وتناول سالم منعطف صعوده من المحلية إلى العالمية عبر السينما وتحديدًا فيلم الرسالة، مؤكدًا أن اختياره جاء تزكية من زملائه الفنانين في طرابلس، فيذكر أن المخرج مصطفى العقاد حين استوفى جل الشخصيات الرئيسة في الفيلم ولم يتبقّ إلا شخصية «بلال»، قال زملاؤه للعقاد: «بينك وبين ما تريد ألف كيلومتر» والمقصود بنغازي حيث يقيم سالم.
وفي اختبار القبول طلب العقاد من علي سالم قراءة نص «دعاء الطائف»، ليصبح لاحقًا ضمن شخصيات الفيلم، مضيفًا أن التراكم الذي حققه في المسرح مكّنه من أداء دوره بنجاح إلا أن الجديد بالنسبة له العنصر التقني واحتكاكه بكادر فني يمتلك خبرة ورصيداكبيرا في التمثيل على المستويين العربي والأجنبي، كما أن العقاد أعطى للممثلين حرية التعبيرعن حالة الشخصية دون تدخل من مراقب النص ما ساعد على رفع حالة الاندماج مع الشخصية بالصورة المطلوبة.
ويشير سالم إلى ما قاله العقاد عند رؤيته لأداء الممثلين الليبيين «لو كنت أعرفكم من قبل لأعطيتكم أدوار النسختين في الفيلم».
ليختتم الفنان الحوارية منتقلاً من السينما إلى الشعر هذه المرة حيث ألقى قصيدة «يا ليبيا» للشاعر إبراهيم المسماري. (وال – طرابلس)