البيضاء 01 يناير 2016 (وال) – تتابع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا ، بقلق بالغ ما يتعرض له المدنيون في ليبيا من تفاقم مؤشرات الجرائم والانتهاكات الجسيمة والبشعة جراء أعمال العنف والهجمات الإرهابية وجرائم وممارسات الجماعات المسلحة.
وأكدت اللجنة في تقريرها الشهر بقلق كبير تفاقم الأزمة الإنسانية و المعيشية والصحية التي يعانيها المدنيون ، حيث تفاقمت خلال شهر ديسمبر مؤشرات الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين من جرائم الاختطاف والقتل ولاستهداف المدنيين جراء أعمال العنف والهجمات الإرهابية، نتيجة استمرار الفراغ الأمني وحالة الفوضى التي تشهدها البلاد بالإضافة إلى استمرار حالة الإفلات من العقاب وانعدام سيادة القانون.
الإصابات في صفوف المدنيين
قامت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا خلال الفترة الممتدة من 01 ديسمبر إلى 30 ديسمبر 2016 برصد و توثيق وقوع 296 إصابة في صفوف المدنيين بعموم البلاد.
وأوضحت أنه من ضمنها 76 حالة وفاة و 34 إصابة بجروح جراء الأعمال العدائية وأعمال العنف والهجمات الإرهابية والانتهاكات التي وقعت في ليبيا.
وأشارت إلى أنه كان من ضمن الضحايا 4 أطفال لقوا حتفهم و 2 أصيبوا بجروح و4 نساء لقين حتفهن و3 أصبن بجروح، كما تم رصد وتوثيق ومتابعة وقوع عدد 89 حالة اختطاف من بينهم 6 أطفال و5 نساء و 97 حالة سطو مسلح في مدن طرابلس وورشفانة وزاوية وسبها.
وسجلت اللجنة استمرار معاناة 80 معتقلاً و150 عائلة مدنية وقرابة 200 من العمالة الأفريقية يتم استخدامهم كرهائن ودورع بشرية من قبل مجلس شورى بنغازي المتحالف مع تنظيم أنصار الشريعة وتنظيم داعش الإرهابيين في منطقة قنفودة غرب بنغازي .
وسجلت اللجنة – أيضاً – استمرار معاناة أهالي مدينة درنة جراء استمرار الحصار المفروض على المدينة جراء العمليات العسكرية من قبل قوات الجيش الليبي ضد تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة المتمثلين في مجلس شورى مجاهدي درنة المسيطرين على المدينة .
ولاحظت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا ، تفاقم مؤشرات الأزمة الإنسانية والمعيشية و وزيادة تأزم الوضع الإنساني في البلاد وانهيار القطاع الصحي وتوقف عدد كبير من المرافق الطبية في ليبيا.
المرافق المدنية
اندلعت في 01 ديسمبر 2016 أحداث عنف واشتباكات مسلحة بين الجماعات المسلحة في منطقة باب بن غشير وسط العاصمة طرابلس وتم استخدام أسلحة ثقيلة بشكل عشوائي أدت إلى استهداف أحياء مدنية مكتظة بالمدنيين كما أسفر عن ووقوع 7 قتلى من بينهم امرأتين وطفل و 5 جرحى ومصاب في صفوف المدنيين.
و في 02 ديسمبر 2016 استهداف مركز بنغازي الطبي بعملية إرهابية من خلال تفجير حقائب متفجرة.
التوصيات
وحملت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا ، مسؤولية ما وقع من ضحايا ومصابين في صفوف المدنيين لأطراف النزاع في مدينة طرابلس وكذلك لتنظيمات الإرهابية في بنغازي وللجماعات المسلحة غرب البلاد.
وحملت اللجنة أيضاً مسؤولية ما يتعرض له المدنيون في ليبيا وتفاقم معاناتهم الإنسانية والمعيشية والأمنية لأطراف الأزمة السياسية جراء استمرار الصراع السياسي الذي فاقم معاناة المدنيين على كل المستويات.
وتدعو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا ، مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية بضرورة القيام بمهامهم الإنسانية والقانونية المناطة بهم اتجاه ما يتعرض له المدنيون من استهداف جراء أعمال العنف و الاختطاف والقتل الإخفاء القسري والهجمات الإرهابية ،وذلك وفقاً للقرارات الأممية الخاصة بليبيا وكذلك وفقاً لما نصت عليه معاهدة روما التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية وذلك باعتبار هذه الجرائم و الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين انتهاكات ممنهجة للقانون الدولي الإنساني ، وإنهاء حالة التخاذل و ازدواجية المعايير إزاء معاناة المدنيين في ليبيا.
وجددت اللجنة تحذيرها لجميع الأطراف من الإستمرار في استهداف المدنيين بجميع أشكال العنف والأعمال العدائية حوداث الاختطاف والقتل وكذلك استخدام المدنيين كدروع بشرية ورهائن لدى الجماعات الإرهابية وحصار المدن وتجويع المدنيين ، حيث تعد هده الممارسات والأعمال جرائم ترقى لمصاف جرائم الحرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني .
وأشارت اللجنة إلى أن أعداد الضحايا المدنيين المذكورة فقط للأشخاص الذين تعرضوا للقتل أو الإصابة في سياق أعمال العنف والذين لم يشاركوا فيها بشكل مباشر.
وذكرت أن هذه الأعداد تتضمن الضحايا الذين سقطوا كنتيجة غير مباشرة للقتال، على سبيل المثال حالات السطو المسلح و التعذيب و الاختطاف والقتل و الضحايا الذين سقطوا نتيجة للتبعات غير المباشرة للقتال وأعمال العنف والهجمات الارهابية .
وأفادت أن هذه الأعداد تستند إلى معلومات قام قسم تقصي الحقائق والرصد والتوثيق في اللجنة برصدها و جمعها ومتابعتها و التحقق منها عبر عدة مصادر منظمات المجتمع المدني وكذلك من خلال العاملين في ميدان حقوق الإنسان والشهود والمتأثرين بشكل مباشر إلى جانب التقارير الإعلامية و المصادر الطبية والأمنية.(وال – البيضاء) ع م/ أ د