فريق (وال) في درنة
درنة 15 سبتمبر 2023 م (وال)- في كل لحظة تمر تتضح معالم مروعة للكارثة التي حلت بمدن ومناطق الشرق الليبي جراء الإعصار المدمر الذي أصبح يعرف محليا بـ ( إعصار درته ) وتسبب في فيضان أو طوفان دمر السدود وتدفق المياه بقوة لا يمكن تصورها اقتلعت كل ما كان أمامها من مباني وعمارات وسوتها بالأرض في فاجعة أكبر من أي زلزال الذي نلحظ فيه آثار الدمار وانهيار المباني .. أما في مدينة درنة وفي احيائها الأربعة المنكوبة معظم مبانيها لا آثار لها ومعظمها مكان فضاء لا يوحي بوجود أي شيء تدل على أن كان فيها مباني أصلا َهي الآن رمال والأرض مستوية.
وحسب ما رصده فريق وكالة الأنباء الليبية، وما استقاه من معلومات من الناجين ومن فرق الإنقاذ فإن أحباء مدينة درنة الأربعة المنكوبة .. أصبح بعضها مناطق مغلقة ولا يسمح بالدخول إليها ولا يتواجد فيها إلا فرق الطوارئ والإنقاذ من عدة دول لإخراج الجثث الذي يزداد عددهم كل ساعة، وقد يبدوا الذهاب إليها أساسًا لا فائدة منه لأنها بدت أطلال وكأبة الموت تلفها إلا لمن كانت لهم مهام فنية في البحث وانتشال الجثث، وأصبحت موبوءة ومصدر للأمراض … وكل من في تلك الأحياء أصبحت في عداد الأموات … وهي بالمناسبة منطقة عسكرية مغلقة ولا يتواجد فيها إلا فرق انتشال الجثث من ليبيا وعدة دول ولا يسمح بالدخول إليها ..
– أماكن في درنة يمكن الذهاب إليها وهي الأكثر أهمية لوجود عائلات عالقة وتنتظر الإنقاذ .. ففي الأحياء المنكوبة غرب المينة وهي مناطق “رأس الهلال ولثروم” المئات من العائلات عالقة ومحاصرة ويتم إمدادها عبر البحر والجو، وأخيرًا برًا بعد فتح إحدى الطرق الجبلية المدمرة وإصلاحها لإخراج كل العالقين هناك.
– مدن ومناطق أخرى منكوبة … الكارثة كانت في مدن ومناطق أخرى وإن كان ضحاياها أقل، فمدينة سوسة شرق مدينة درنة لازال لم يعرف بعد عدد الضحايا ولا زالت فرق الاتقاد تبحث عن الجثث.
والكارثة بسوسة التي تم أمس الخميس فقط ربط وإصلاح إحدى الطرق الجبلية ليتم إدخال المواد الغذائية الإغاثة والمواد الطبية بعد حصار لمدة ثلاثة أيام عانى فيها سكانها الأمرين وكان الإمداد يأتيهم من البحر.
ومن المعروف إن مدينة سوسة توجد بها منتجعات سياحية على البحر، وهو ما زاد من حجم وعدد ضحايا الكارثة، خاصة إذا ما عرفنا من شهود عيان إنها كانت جميعها تعج بالسياح من داخل ليبيا ومن خارجها .. وجميعها ومن فيها لا يعرف ما حل بهم إلى اليوم ولا يعرف معظمهم من هم.
المصادر الطبية بمدينة سوسة تقول إن المدينة بحاجة ماسة إلى الأطقم الطبية والمستلزمات الطبية وثلاجات حفظ الموتى …. الخ وخاصة بعد أن فتحت الطريق التي تربطهم بدرنة.
وفي منطقة “المخيلي” التي ظلت طيلة الأيام الأولى محاصرة، فلا يوجد بها ضحايا من أهل المنطقة وإنما عدد سائقي الشاحنات المصريين الذين لازالوا مفقودين.
فمنطقة “المخيلي” معظم سكانها على أسطح المباني ويتلقون المساعدات من الجو عبر الطيران العمودي.
وأما منطقة “الوردية” شرق مدينة البيضاء فهي قصة مأساة أخرى وكارثة ولو كانت أقل من كارثة درنة وهي منطقة عدد سكانها قليل ولا تتجاوز 40 منزلا، لكن الكارثة إن جميع مبانيها غرقت وهدمت على السكان بيوتهم والآن فيها فرق الإنقاذ من الهلال الأحمر للبحث عن الجثث وانتشالها ويمنع الدخول إليها.
والأمر ينطبق على مناطق “البياضة” و”قصر ليبيا” شرقي مدينة البيضاء، لكن تم إخلاء كل سكانها وسقوط عدد 11 قتيلا بهما. (وال – درنة)