بنغازي 04 يناير 2017 (وال)- نفى القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر وجود خلاف شخصي مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المقترحة والتي لم تنل ثقة مجلس النواب فايز السراج ، رغم لقائه مطلع العام الماضي .
وقال المشير خليفة حفتر – في حوار أجرته معه صحيفة “كورييرا دي لا سيرا” الإيطالية – إن المشكلة ليست في السراج بل بالمحيطين به، وبأنه إن كان يريد القتال من أجل تهدئة الأوضاع في البلاد فعليه أن يشهر سلاحه وينضم لصفوف القوات المسلحة، وسيكون ذلك مرحباً منه بشكل دائم .
وبشأن رأيه بالملف السياسي، أوضح حفتر أنه منشغل في الوقت الحالي بالحرب على الإرهاب وتحرير البلاد من الإرهاب، وعدم وجود أي مجال للخوض في السياسة، فيما سيتم العودة للحديث عن الديمقراطية والانتخابات بعد الانتهاء من محاربة الإسلاميين المتطرفين وحفظ البلاد من خطرهم .
وأضاف حفتر أن مرحلة ما بعد إسقاط نظام القذافي،توقع الليبيون حلول السلام والأمن والتحول للديمقراطية، فيما نشأت القوى المتطرفة المرتبطة بالإخوان، وقوى الإرهاب التي ظهرت بالتزامن مع ظهور أول برلمان في العاصمة طرابلس .
وتابع حفتر “الليبيون تم دعوتهم للإدلاء بأصواتهم بعد عقود من الديكتاتورية، من دون أن يكون لديهم أي معرفة بماهية الديمقراطية ومن دون أن يكونوا مستعدين لها، ليختاروا الأشخاص غير المناسبين ممن استفادوا من ذلك للترويج لتنظيمي “القاعدة” و”داعش” وللنموذج الخطير للإسلام على حد سواء .
وتطرق المشير خليفة حفتر لعملية الكرامة التي انطلقت في شهر مايو عام 2014 ، بعد مقتل أكثر من 700 عسكري والكثير من المدنيين من الصحفيين والمثقفين والمحامين وأساتذة الجامعات والقضاة والأئمة المعتدلين، والمدافعين عن حقوق المرأة وممثلي مؤسسات المجتمع المدني، ومن الوافدين من الطائفة المسيحية، وإن أي شخص يعارض حتى وإن كان على شبكة الإنترنت، ليتم القضاء عليهم بوحشية ونشر صور جثامين لإجبار البقية على الصمت.
ويوضح المشير حفتر أن العملية بدأت بتحشيد نحو 300 متطوع من الجنود و25 من الضباط تم تجهيزهم بـ 75 آلية ، فيما أصبح عدد القوات المسلحة الآن 50 ألفاً يسيطرون على نحو 80 % من أراضي البلاد، وأهمها الحقول والموانئ في منطقة الهلال النفطي في الشرق في رأس لانوف والبريقة والسدرة، بعد أن تم وقف تهريب وسرقة الغاز والنفط ، وإخضاع هذه المناطق لسلطة القانون ليتحالف حتى الأمازيغ في جبال نفوسة وجنوب العاصمة طرابلس مع القوات المسلحة العربية الليبية .
ويشير المشير خليفة حفتر إلى أن ميليشيات مدينة مصراتة ما كان لها أن تستعيد مدينة سرت من دون المساعدة الأميركية، وبأنها تحركت فقط بعد أن شاهدت جنود الجيش على وشك الإحاطة بها ، فيما تتحالف مع بعضها ومنها كتيبة الفاروق مع تنظيم “داعش” الإرهابي، ويحمل عناصرها ذات الأفكار المتعصبة دينياً للتنظيم .
وبشأن زيارتيه إلى موسكو أكد المشير خليفة حفتر أن ليبيا لديها تاريخ طويل من العلاقات الجيدة مع روسيا، وبأن الهدف من الزيارتين : كان رغبة منه بتفعيل بعض عقود التسليح المجمدة منذ عام 2011، معلناً في الوقت ذاته تأييده لسياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهوده في محاربة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.
وأَضاف حفتر أن روسيا ملتزمة كعضو في مجلس الأمن الدولي، بحظر توريد السلاح إلى ليبيا، وهي تتحرك بشكل جاد ووفقاً للالتزامات الدولية على أن يتم تسليم الأسلحة إلى الجيش بعد رفع الحظر، فيما تعهّد الرئيس بوتين بالمساعدة برفع هذا الحظر في ظل توقع المساعدة من الجميع لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي .
ورحّب المشير خليفة حفتر بالتعاون مع : بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، في وقت اختارت فيه حكومة إيطاليا مساعدة الجانب الآخر في ليبيا عبر إرسالها نحو 250 عسكرياً بين جندي وعنصر إغاثة طبية للتمركز في مستشفى مصراتة ، متطرقاً في الوقت ذاته لتعهد إيطاليا بإرسال طائرتين لنقل جرحى الجيش المصابين إصابات بالغة، لتلقي العلاج في المستشفيات الإيطالية، وعدم وصولهما حتى الآن في ظل توقع المزيد من التعاون مع الجانب الإيطالي .
وأشاد المشير خليفة حفتر بالخطاب الأخير لرئيس الأركان الإيطالية كلاوديو غراتيسيانو خلال زيارته لمدينة مصراتة، الذي أشار خلاله إلى أن مهمة الدعم لميليشيات مصراتة لا تتعدى الطابع الطبي السلمي، متمنياً في الوقت ذاته عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا وترك ذلك لليبيين .
وبشأن رؤيته لأزمة الهجرة غير الشرعية ، أوضح المشير خليفة حفتر أنه كون ليبيا بلداً لعبور المهاجرين غير الشرعيين، وبأنه إذا ما تمكن القوات المسلحة من السيطرة على الحدود الجنوبية للبلاد، فسيتم احتواء هذه الأزمة بشكل نهائي . (وال- بنغازي ) ر ت/ ع م