الجفارة 31 أكتوبر 2023 (وال) – اختتمت اليوم الثلاثاء سلسلة محاضرات بجامعة الجفارة ضمن ندوة “التراث المعماري التقليدي والصحراوي في ليبيا” التي استمرت يومين.
انطلقت الندوة صباح أمس الإثنين والتي نظمتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع اللجنة الليبية للتربية والثقافة والعلوم وجامعة الجفارة.
تناولت الندوة في يومها الأول موضوعات الخصائص المعمارية، والإنشائية للعمارة المحلية التقليدية، وأساليب الحفظ والاستدامة لمباني التراث المعماري التقليدي والصحراوي وأهم المخاطر والتحديات التي يتعرض لها التراث المعماري التقليدي والصحراوي، وطرق حمايتها والحفاظ عليها.
ومن تونس ألقى بلال العبيدي محاضرة تناول فيها دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إنشاء أرشيف ثقافي يحفظ التراث والتاريخ، ومساهمتها في تعزيز التبادل المعرفي والثقافي بين المجتمعات البشرية، وأكد أنه بواسطة التكنولوجيا يمكن حفظ وتوثيق التراث بطرق جديدة ومبتكرة كالوسائط المتعددة والتقنيات الرقمية لتوثيق الأعمال الفنية والمباني التاريخية والمواقع الأثرية ، كما يمكن بواسطة التكنولوجيا أيضا الوصول الأوسع إلى المعلومات والموارد المتعلقة بالتراث، مثل الأرشيف الرقمي والمكتبات الافتراضية، وتعزيز تجارب الزوار والسياحة الثقافية من خلال تطبيقات الهاتف المحمول.
وأوضح العبيدي أهمية التراث في المساهمة والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي من خلال الاحتفاظ بالعادات والتقاليد والممارسات التراثية، والهوية الثقافية ومنح الأجيال القادمة فرصة لفهم تاريخهم وجذورهم.
ثم أعطى العبيدي أمثلة على التقنيات والأدوات التي يمكن استخدامها في الحفاظ على التراث الثقافي، ومن بينها” التصوير والتسجيل الرقمي لتوثيق المواقع التاريخية والآثار والمتاحف والتراث الثقافي، وحفظها في شكل رقمي ، وبرامج التصميم ثلاثي الأبعاد لتصميم نماذج دقيقة للمباني والآثار والمقتنيات الثقافية” ، إضافة إلى المحاكاة الافتراضية حيث يمكن للمستخدمين الدخول في محاكاة وتجوال فيها والتعرف على التراث الثقافي، وأيضا الرسوم المتحركة والأفلام الوثائقية، والتطبيقات المحمولة التي تتيح للمستخدمين الاطلاع على المعلومات الثقافية والتاريخية والسياحية للمناطق والأماكن الثقافية، مما يمكنهم من الحصول على مزيد من المعرفة حول التراث الثقافي.
وتناول د. مصطفى الحوّات، من كلية الآثار والسياحة بجامعة المرقب أنواع وتصنيفات التراث ، وحماية التراث المعماري من التهديدات وأشكال الحماية ، وتصنيفات التشريعات المتعلقة بالتراث المعماري ، وأنواع التهديدات التي يتعرض لها التراث المعماري “طبيعية أو بشرية أو مشتركة معا، ومنها المباشرة وغير المباشرة” ، وأساليب وآليات التصدي للتهديدات المؤثرة على التراث المعماري وهي” التقليل من مسببات الحرائق ، والتقليل من تهديدات العوامل الطبيعية ومن عوامل الهدم والتخريب والحد منها ، والتقليل من الخروقات القانونية ووقفها ، ومن الخروقات الأمنية ومنعها ، ومن المتاجرة بالقطع التاريخية والفنية على صفحات الانترنت ، والتقليل من تهريب القطع التاريخية والفنية إلى الخارج ، ومن عمليات التنقيب غير القانوني والنبش ، والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة ودورها في حماية وتأمين التراث المعماري ،ووقف النزاعات المسلحة وبناء السلام ودورهما في حماية التراث.
وتحدث د. عبد القادر دحدوح من الجزائر عن أنماط العمارة التقليدية والصحراوية من حيث الشكل ومن حيث الوظيفة، وضرب مثالا بالعمارة الدينية الصحراوية بالجنوب الشرقي الجزائري وشرح مجموعة من الأنماط التخطيطية المعمارية والفنية التي تتسم بها العمارة الدينية الصحراوية بمنطقة” وادي ريغ” من الجنوب الشرقي الجزائري، وتطرق إلى التخطيط المعماري لعمارة المسجد والمدرسة والزاوية والضريح بالمنطقة وما ارتبط بها من مظاهر فنية، اعتمادا على المنهج التاريخي والوصفي والتحليلي.
وعن أهم المخاطر والتعديات التي يتعرض لها التراث المعماري التقليدي والصحراوي في ليبيا وطرق حمايتها والحفاظ عليها، قدم د. ميلود المبروك سويسي، الأستاذ المساعد بجامعة الجفارة محاضرته، التي أشار فيها إلى منعطف الحرب العالمية الثانية التي اعتبرها بمثابة جرس الإنذار الأول الذي ألقى الضوء على أهمية وضرورة الحفاظ على التراث بأنواعه ، وإضافة للحرب ظهرت العديد من التهديدات من أهمها التلوث البيئي والذي أدى إلى التغيرات في الخرائط المناخية التي يشهدها العالم اليوم، وكذلك الظواهر الطبيعية مثل عوامل التآكل والتعرية، وأيضاً العديد من الكوارث الطبيعية مثل البراكين والزلازل، محذرا من أنه قد تصل تداعيات هذه الأخطار إلى حد التدمير الكامل للمباني والمناطق ذات القيمة التراثية عند الشعوب. وشدد د. سويسي على أهمية حماية التراث الثقافي والحضاري الذي يعتبر من المهام القومية الملحة. (وال – سبها)