درنة 06 نوفمبر 2023 (وال) – قبل الرابع من سبتمبر الماضي، كان الليبيون يعرفون وادى الظهر الأحمر، كأحد وديان مدينة درنة الخضراء، يقصده الناس في أوقات الربيع للتنزه، ويلجأ إليه محبي الهدوء لقضاء وقت ممتع، لكنه بين ليلة وضحاها تحول لأكثر أماكن المدينة قسوة وتجهمًا، بعدما أصبح مستقرا ومستودعا لجثامين ضحايا إعصار دانيال الذي ضرب درنة وعدد من مناطق الشرق الليبي في التاريخ سالف الذكر.
الوادي الواقع في جنوب المدينة وتسكنه عدد من القبائل الليبية أبرزهم قبيلة الشاعري، تعمل فيه حاليا الفرق المساندة التابعة لمركز طب الطوارئ والدعم، والذي يستخرج منه يوميا جثامين تعود للمفقودين الذين دفنوا في الإعصار دون التعرف على هوياتهم.
وترغب السلطات من هذه العملية للتعرف على أصحاب الجثامين الموجودة بالوادي لحصرها، لذا تجرى عليها عمليات تحليل وتدقيق علمي للتعرف على أصحاب الجثامين ومن ثم إعادة دفنها مرة أخرى، تحت إشراف النيابة العامة.
خلال الإعصار الذي دمر المدينة وخلف ورائه آلاف القتلى والمصابين، كان طريق الظهر الأحمر هو المخرج الوحيد للهروب من الإعصار، وهو ما يفسر وفق عدد من المراقبين وجود كثير من الجثامين بالقرب منه، والتي دفنت في أقرب مكان آمن وقت الكارثة.
وفي وقت سابق أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين عن بلوغ إجمالي الجثث المستخرجة من مقبرة الظهر الأحمر في درنة 622 جثة؛ حيث يأتي هذا الإعلان بعد استخراج 74 جثة منها مساء أمس السبت بتكليف من مكتب النائب العام.
وأشارت الهيئة إلى أن إجمالي عدد العينات المأخوذة من الجثث المستخرجة وصل إلى 1536 عينة. كما تم دفن 512 جثة في مقبرة الفتائح بعد استكمال إجراءات الدفن الشرعية والقانونية .
وخلال الأيام الماضية احتضنت مدينة درنة مؤتمر إعادة الإعمار التي أطلقته الحكومة الليبية، بتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، والذي حضره عشرات الشركات الدولية، وممثلين عن حكومات ومنظمات دولية كبرى، بهدف المشاركة في إعادة إعمار المدينة التي تحتاج وفق تقديرات غير رسمية إلى 7 مليار دولار لكي تعود للحالة التي كانت عليها قبل الإعصار.
وفي وقت سابق أقر مجلس النواب ميزانية طوارئ لصالح إعادة إعمار درنة بقيمة 10 مليارات دينار ليبي، لمعالجة آثار الفيضانات في المناطق المتضررة على أن تودع في حساب في مصرف ليبيا المركزي، إلى جانب بقية المخصصات أو المعونات المحلية والدولية. (وال – درنة)