بنغازي 07 نوفمبر 2023 (وال) – ينطلق قريبًا مركز الأبحاث والتغير المناخي لنشر وزيادة الوعي بقضية تغير المناخ، بالإضافة لإجراء بحوث ودراسات التغير المناخي، كما تقام للمرة الأولى في ليبيا محطات لقياس جودة الهواء وتغير المناخ.. هذا ما كشفه مدير مركز الأبحاث والتغير المناخي فرع المنطقة الشرقية، فراس فتحي في حديثه لصحيفة الأنباء الليبية.
أضاف فراس: نحن بصدد إطلاق مركز الأبحاث والتغير المناخي إذ تم إنشاءه حديثا عن طريق مدير عام الهيئة والبحث العلمي فيصل العبدلي، ويهدف المركز إلى نشر وزيادة الوعي بقضية تغير المناخ بين المواطنين وصناع السياسات، بالإضافة لإجراء البحوث والدراسات العلمية ذات صلة بالتغير المناخي وطرق التكيف مع التغيرات، وتوطيد الشراكة والتعاون المحلي والإقليمي والدولي بين المؤسسات البحثية والجامعات والمنظمات الأخرى.
محطات سويسرية
وتابع : تحصلنا على خمس محطات من شركة سويسرية هي الأكبر في العالم في محطات قياس جودة الهواء وتغير المناخ ، وأوضحت لنا الشركة أن ليبيا خارج المنصة العالمية الخاصة بجودة الهواء وتغير المناخ، ولابد قبل توفير محطات لقياس جودة الهواء، أن يكون الاستلام من قبل جهات رسمية ، أو باسم جامعات ومنظمات، وتم تسليمهم لمركز ليبيا للأبحاث وتغير المناخ، وتم تركيبهم في أماكن متفرقة حسب الكثافة السكانية لكل منطقة ، وكذلك حسب النشاطات البشرية، وأول محطتين تم تركيبهما في المنطقة الشرقية في بنغازي ومدينة البيضاء ، و محطتين تم تركيبهن في المنطقة الغربية في طرابلس وفي مدينة زليتن، والمحطة الخامسة تم تركيبها في منطقة الواحات.
وأوضح مدير مركز الأبحاث والتغير المناخي فرع المنطقة الشرقية أن المركز لن يكتفي بتركيب هذا العدد، فقط من المحطات إذ يسعى لتركيب محطة جديدة في طبرق ومحطة في مدينة درنة ومدينة المرج والبريقة ومدينة سرت لتغطية الحدود الشرقية والغربية بالكامل.
مميزات المحطات
وأشار فراس فتحي إلى أن من مميزات محطات قياس جودة الهواء التي تم تفعيلها في فبراير الماضي، أنها تعمل على جهتين، أولا قياس بيانات خاصة بالأرصاد الجوية، كقياس درجات الضغط الجوي ودرجة الحرارة والرطوبة واتجاه الرياح وسرعتها، وكمية الأمطار المتوقعة بنسب مئوية مختلفة حسب التوقيت، المتوقع واليوم، بالإضافة إلى تتبع حركة الهواء الخاصة بالأعاصير، لإعطاء تنبؤات جوية لمدة أسبوع قادم.
والقسم الثاني هو قياس بيانات خاصة بجودة الهواء ومدى تلوثه، كقياس الجسيمات الدقيقة الموجودة في الهواء الجوي بحجم واحد ميكرومتر، وقياس جزيئات دقيقة ذات حجم 2.5 ميكرومتر، كذلك جزيئات دقيقة بقياس 10 ميكروجرام على 1 سم مكعب، إلى جانب قياس هذه المحطات لتركيز ثاني أكسيد الكربون وقياس مجموع المركبات العضوية المتطايرة مثل البنزين بأنواعه، وقياس نوع غاز سام موجود بالهواء الجوي، بالإضافة إلى غاز الأوزون وغاز النيتروجين، حسب تقييم يومي يظهر على شكل قراءات معينة عبر المحطة.
التقسيم الأمريكي
وأضاف “بحسب قراءات التقسيم الأمريكي الذي تقوم هذه المحطات باعتماده من ناحية جودة الهواء وخلوه من التلوث فهو عن طريق تصنيفات من صفر إلى 100 تعتبر جودة الهواء جيدة، ومن 51 إلى 100 معتدلة ومن 101 إلى 150 تعتبر غير صحية، ومن 200 إلى 300 تصبح غير صحية للغاية وقياس 300 إلى 500 تعتبر الجودة هنا خطيرة للغاية، حسب قياس كل منطقة يوميا.
وشدد مدير مركز الأبحاث والتغير المناخي فرع المنطقة الشرقية على أن افتقار مدينة بنغازي للغطاء النباتي جعلها تسجل معدلات عالية من تلوث الهواء الجوي، لافتا إلى أنه بحسب قراءات المحطات لجودة الهواء هذا العام فشهر فبراير من أسوأ المعدلات تلوثا في مدينة بنغازي، حيث وصل القياس لـ 160 وبمقارنته بالمعدل الطبيعي للجودة حسب منظمة الصحة العالمية فهو يعد رقما من المستوى الرابع من مستويات تدني الجودة، أي خطير، وبالنسبة لشهري 3 و4 كانت الجودة معتدلة ولكن شهر 5 كان الأعلى تلوثا نتيجة التأثر بغبار صحراوي من دولة نيجيريا تمركز في الجنوب الشرقي للبلاد ، أما في شهور و 6 و7 و8 فكانت الجودة معتدلة ولكن شهر 10 أعطى مؤشرا بعدم الجودة نتيجة تأثر مدينة بنغازي لعدة موجات غبارية نتيجة لافتقار الغطاء النباتي.
ويؤكد فراس فتحي أن هذه المعلومات التي تتحدث يوميا عن الطقس تعطي قراءات مهمة يمكن عن طريقها تجنب تعرض الأشخاص للأضرار بسبب تغيير المناخ في ليبيا من أعاصير وعواصف ترابية وامطار غزيرة تؤدي غالبا إلى إغلاق الطرق وتشكيل ازدحام مروري.
قاعدة بيانات خاصة
وأضاف أدى تركيب هذه المحطات إلى إدخال ليبيا للمنصة العالمية الخاصة بجودة الهواء والتغيير المناخي، ليصبح لدينا قاعدة بيانات خاصة، إضافة لمعرفة البيانات المتعلقة بالدول الأخرى وخاصة المجاورة. موضحا أن قراءة البيانات بها متاحة لعامة الأفراد للاطلاع عليها قبل قيامهم بأي نشاطات يومية معينة.
وعن سبب اختيار المنصة لتركيب محطات قياس جودة الهواء في ليبيا قال: قارة إفريقيا مقارنة بالقارات الأخرى فقيرة من ناحية قاعدة البيانات الخاصة بجودة الهواء والأرصاد الجوية، وعدد الدول التي تملك خاصية قياس جودة الهواء محدود جدا، ووصل العدد بعد دخول ليبيا وربطها بالمنصة العالمية إلى 14 دولة في إفريقيا، وبالتالي ليبيا واحدة من 144 دولة عالمية تملك هذه المحطات وهو ما نعتبره إنجازا، بربط بيانات دولتنا بهذه المنصة العالمية العلمية المهمة.
تركيب خمس محطات
وبالنسبة لدول الجوار التي تمتلك هذه المحطات أضاف “مصر ثلاث محطات، والسودان محطة واحدة، والجزائر أيضا محطة واحدة، ما يعني أنه مقارنة بليبيا التي قامت بتركيب خمس محطات سيكون ذلك فارقا لدينا من ناحية الدقة في قياس البيانات.
وختم مدير مركز الأبحاث والتغير المناخي فرع المنطقة الشرقية حديثه قائلا : سنقوم بعمل مقارنة ما بين قراءات جودة الهواء في عام 2023 والعام القادم حتى يتسنى لنا اعتماد نتائج بحثية حسب إحصائيات دقيقة وتقييم التلوث ومدى ارتفاعه وأي شهور يكثر فيها التلوث ومعرفة العوامل المؤثرة ودراسة أنواع الملوثات ومعرفة مسبباتها إن كانت طبيعية أو بشرية، وبالتالي مخاطبة الجهات المسؤولة في حالة رصد أي تحذير جوى معين لأخذ الإجراءات المناسبة فنحن جهة خاصة بالبحث العلمي فقط ، بينما اتخاذ الإجراءات اختصاص الجهات مسؤولة أخرى. (وال – بنغازي) حوار / فاطمة المبروك