بنغازي 10 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) – على الرغم من الخلافات السياسية المتجذرة بين الأطراف السياسية في البلاد، إلا أنه في وقت الأزمة ظهر الشعب الليبي على قلب رجل واحد، خصوصًا وقت أن كانت الأزمة محلية وتمس قطاع كبير من أبناء الوطن، أو عندما تعلقت الأزمة بأحد ثوابت الأمة الليبية المتفاعلة مع قضاياها القومية والدينية.
“غزة ودرنة” أزمتان ظهرت فيها لحمة الشعب الليبي، فمنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، لم تغب عن شوارع ليبيا شرقًا وغربًا وجنوبًا، مظاهر الدعم للأشقاء الفلسطينيين، لاسيما في ميدان الشهداء بطرابلس الذي شهد على مدار أيام الجمع الماضية، كما شهدت مدن سبها وبنغازي مواقف مشابهة.
التضامن الإلكتروني
لم يقف الدعم على حد الدعم عبر التظاهر والوقفات الاحتجاجية، بل ظهر نوع آخر من التضامن الإلكتروني عبر عشرات التدوينات والمقاطع المصورة التي يدعم فيها الليبيين أشقائهم في غزة، وهو ما يظهر أن المزاج الشعبي الليبي لا يزال يعتبر أن فلسطين هي قضية العرب الأولى، وأنه مهما تفاقمت الأزمات على المستوى الداخلي إلا أن هذا الشعب ملتحم مع قضايا أمته وقت الأزمات.
لم تكن غزة وحدها هي القضية التي اجتمع عليها الليبيون، ففي سبتمبر الماضي، وبينما الإعصار يضرب منازل العالقين في درنة وما حولها من المدن، كانت قوافل المتطوعين تهرع من مدن الغرب والجنوب متجهة إلى الشرق، لكن هذه المرة ليست من أجل الحروب التي أنتجتها الخلافات السياسية، ولكن من أجل إنقاذ الليبيين العالقين في مناطق الإعصار التي دمرتها المياه.
توحيد الشعب الليبي
وخرجت من طرابلس قوافل إغاثية وطبية لأهالي درنة، حتى أن الأمر أصبح لافتًا على المستوى السياسي ما جعل كثير من المحللين السياسيين يرون أن الأزمة التي ضربت شرق البلاد مطلع سبتمبر الماضي، رغم قسوتها وكثيرة خسائرها البشرية والمادية، إلا أنها أثبت أن الشعب الليبي متوحد مع قضاياه، وأن الخلافات السياسية مهما طال الوقت فهي إلى زوال.
وظهرت اللحمة الليبية في الوفود التي قدمت إلى درنة وقت الأزمة، خصوصا وفد الفنانين الليبيين الذين جاءوا إلى مدينة بنغازي قادمين من الغرب، حيث استقبل المركز الطبي بنغازي، لفيف من الفنانين، جاءوا للاطمئنان على حال المودعين بالمستشفى رافعين شعار “على قلب رجل واحد”. (الأنباء الليبية – بنغازي)