بنغازي 12 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) – يعد المدرب التونسي فراس فياله من المدربين القلائل الذين نجحوا في تحقيق بطولات عدة خلال موسمين متتاليين مع الفئات العمرية بنادي النصر لكرة السلة، ولم يسبق لمدرب تولى تدريب الفئات السنية بالنصر فعل ذلك.
فراس البالغ من العمر الـ 32 ربيعاً والمتحصل على العديد من الدورات التدريبية، نال عشر بطولات كانت على مستوى المنطقة الشرقية، وعلى صعيد الدولي الليبية، وذلك بفئتي تحت 18 عاما، وتحت 20 عاما.
وكالة الأنباء الليبية ” وال ” استضافت المدرب التونسي، وتحدثت معه عن مسيرته، وأبرز المحطات الرياضية، وعن رأيه بكرة السلة الليبية، فلكم الحوار في سطور.
“وال” من هو فراس فياله؟
” فياله ” أولاً أشكركم على هذه الاستضافة الكريمة، وممتن جداً لهذه المصافحة، فراس فياله مدرب عادي مثلي مثل المدربين الآخرين، من شبان القيروان، فقد أبصرت النور في يوليو من العام الـ 1991 متخصص في مجال الرياضة، وتحديداً في كرة السلة، أطمح دائماً لتطوير ذاتي، وأعمل دوماً على البقاء ضمن كوكبة الأقوياء.
” وال ” حدثني عن بدايتك وإنجازاتك المحلية والخارجية؟
” فياله ” أنا من أبناء شبيبة القيروان، و أعتز لكوني من أبناء هذه المؤسسة العريقة، فهذه المؤسسة كان لها الدور الأكبر بعد الله عز وجل فيما أنا فيه الأن، بدأت فيها لاعب كرة سلة وتمكنت من خلالها من الوصول إلى الفريق الأول، بعد أن تدرجت في جميع الفئات السنية، لكن عند وصولي إلى الفريق الأول وجدت صعوبة كبيرة بين التدريبات والدراسة، وعند أتممت الدراسة الجامعية التحقت فوراً بعالم التدريب، ومنها كانت الانطلاقة الفعلية، فقد حققت مع شبيبة القيروان عدة بطولات، أهمها تحقيقي للمركز الثاني في بطولة أفريقيا والتي أقيمت في أنغولا.
“وال” كيف تقيم تجربتك مع الفئات العمرية بنادي النصر؟
“فياله” تعد تجربتي مع نادي النصر بالفئات العمرية مميزة جداً في مشواري التدريبي، وأعتز بهذه المحطة كثيراً، لاسيما أن مؤسسة النصر تبحث دائماً عن الألقاب، فقد حققت مع فئات النصر تحت 18 و 20 عاماً على مدار عامين عشرة بطولات، كانت على مستوى المنطقة الشرقية، وعلى صعيد الدولة الليبية، هذه البطولات التي حققها اللاعبون خلال عامين لم تأتِ وليدة صدفة أو ضربة حظ، إنما جاءت بعد جهود وتعب وتكاثف كل الجهود، فهذه الروح الواحدة جعلت النصر متسيداً للمشهد السلاوي على صعيد الفئات العمرية.
“وال” كيف تعاملت مع محطة النصر؟
“فياله” مؤسسة النصر دائماً ما تكون مهتمة بدرجة كبيرة بالفئات السنية، فكان التركيز مع النصر على الفئات السنية، فهذه المرحلة تعد من المراحل الصعبة وهي أن تربي لاعبا على الألقاب منذ الصغر، والأهم من ذلك هو وصوله إلى الفريق الأول، فالحمد الله لدينا لاعبون صغار يلعبون بالفريق الأول بالنصر منهم من لعب نهائيات ليبيا لكرة السلة و عمره لا يتعدى الـ20 عاماً.
“وال” ماذا تعني لك تتويجاتك العشرة مع النصر؟
“فياله” في اعتقادي الشخصي أن تتويجاتي العشرة مع النصر من أهم المحطات الرياضية في حياتي، فأنا فخور وسعيد بتلك التتويجات، أنها لحظات جميلة للغاية، مع مؤسسة تبحث دائماً عن الصعود لمنصة التتويج، الأمر الذي زادني سعادة هو افتكاك البطولات من خارج الديار، فهذي النقطة ستنعكس على أداء لاعبي النصر، وهي تربية الشبان على حصد البطولات من أي مكان كان، فهذه تظل راسخة في مخيلة اللاعب حتى يصل إلى الفريق الأول.
“وال” ما الذي يميز تجربتك مع فئات النصر عن المروج الذي دربته فيما سبق لفترة قصيرة؟
“فياله” تجربتي مع المروج ليست سيئة بالفئات السنية، وحتى وإن كانت قصيرة جداً استفذت منها الكثير، بقيت مع المروج حتى الدور النصف نهائي من البطولة، ومن ثم انسحب المروج من النهائيات لأسباب خاصة بالنادي، أما من ناحية التميز، فالنصر دائما متفانٍ وتنافسي على كل البطولات، ودائماً ما يبحث عن الصعود لمنصة التتويجات.
“وال” من خلال مشوارك داخل أروقة السلة الليبية كيف ترى مستقبلها؟
“فياله” بطبيعة الحال لقد تجولت كثيراً في ليبيا، فشاهدت أن هناك محبيين ومغرمين للباسكت الليبي، وهذا ما يشجع الشبان على لتوجه نحو كرة السلة، فليبيا في الفترة الاخيرة شهدت نقلة نوعية كبيرة، وذلك من خلال التطور الملحوظ الذي يشهده الدوري الليبي، فأصبحت كرة السلة في ليبيا منافساً كبيراً لكرة القدم، فضلاً على أن الجمهور الليبي متيم إلى حد كبير، فالسلة الليبية أصبحت محط أنظار الدول العربية، ناهيك على أنها بها أسماء مميزة.
“وال” تحدث على أن كرة السلة الليبية تطورت، ما الذي تحتاجه حتى تتطور أكثر؟
“فيال” بكل أمان أن كرة السلة الليبية تطورت كثيراً عن الأعوام السابقة، فهي في كل موسم تأتي بالجديد وتدخل قلوب الجماهير لأن اتحادها يعمل دائماً على النهوض بها أكثر، لكن ينقصها شيء حتى تواكب دول الجوار، وهي تفتقد إلى التسويق الإعلامي أكثر، والاحترافية في التصوير في كيفية النقل الخارجي، إضافة إلى ضعف المراكز الإعلامية عند بعض الأندية، فعملية البث المباشر له مردود إيجابي على اللاعبين، فالأشياء المنقوصة إذا توفرت تجعل السلة الليبية منافسة بقوة وبكل المقاييس مع الدوريات العربية.
“وال” هل بإمكانك أن تخبرنا عن أهم معايير اختيار لاعبي كرة السلة؟
“فياله” بكل تأكيد كرة السلة تعتمد على مواصفات هامة، منها البنية الجسمانية القوية، والطول المميز، إضافة إلى مهارة القفز ومهارات التواصل مع المجموعة، زد على ذلك رغبة اللاعب وقبوله للعب “الباسكت” لاسيما أن من المعايير المهمة هي أن الفرصة تعطى لطفل طوله غير مناسب، لعل إمكانياته في المستقبل يكون صانع ألعاب بارعا.
“وال” ما هي العوامل الرئيسة التي جعلتك تتصدر المشهد؟
“فيال” لكل نجاح عوامل وأسباب رئيسة، فمن أهم العوامل التي في هذا المكان، فبعد الله عز وجل هو للاعبين الذين أبدوا انضباطهم ورغبتهم في الوصول وتحقيق النجاح، بالإضافة إلى إدارة النادي الحكيمة التي تقف على مسافة قصيرة مع اللاعبين واحتياجاتهم وقامت بواجبها على أكمل وجه اتجاه اللعبة خاصة الفئات السنية وهي الفترة الأهم في اللعبة، ولا أنسى قطاع السلة بالنادي المهتم كثيراً بالفئات العمرية ودائماً ما يبحث عن الجديد.
“وال” هل ملاعب كرة السلة في ليبيا مطابقة للمواصفات الدولية؟
“فياله” القاعات الرياضية في ليبيا ليست بالقاعات السيئة، فهناك قاعات كبرى صالحة للعب، وهي ذات مواصفات دولية، صحيح بأن القاعات الممتازة قليلة نوعاً ما، لكن الحاجة تستدعي عددا أكبر من القاعات، وفي حالة وجود قاعات كثيرة يكون الإقبال على اللعبة أكبر.
“وال” كيف رأيت عمل الاتحاد الليبي في الأونة الأخيرة؟
“فياله” أعتقد أن الاتحاد الليبي لكرة السلة يسير بخطى ثابتة وصحيحة في تنظيم بطولات من الكبرى إلى الفئات السنية على مستوى ليبيا، فالاتحاد الليبي الأعوام الماضية شهد نجاحاً كبيراً، فالنقاط الإيجابية واضحة للعيان أهمها هو قرار عودة الجمهور الرياضي إلى المدرجات، الحق يقال إن الاتحاد الليبي لكرة السلة عرف كيف يتعامل مع ظروف البلاد، وعرف كيف يسير بمسابقاتها إلى النجاح، أتمنى النجاح الأكبر للاتحاد الليبي الذي في فترة بسيطة وضع كرة السلة محط أنظار الدولي المجاورة.
“وال” جمهور الباسكت يختلف كلياً عن كرة القدم، برأيك ما هي أوجه الاختلاف؟
“فياله” صحيح أن هناك ختلافا واضحا بينهما، فالاختلاف يكمن في فهم الجمهور لقوانين وقواعد اللعبة، فجمهور كرة السلة يعي جيداً طبيعة وقوانين اللعبة المختلفة، تماماً عن كرة القدم، بينما جمهور كرة القدم على المستوى العربي دائماً ما يكون أكثر تعصباً، فالجماهير في كل الأحوال هي محبة ومتيمة بناديها إلى حد بعيد.
“وال” هل يعاني لاعبو كرة السلة من قلة فرص الاحتراف؟
“فياله” كرة السلة في ليبيا في تطور ملحوظ، وهناك أسماء عديدة بها ممتازة، فرص الاحتراف في مصر وتونس ولبنان متساوية، تختلف عن ليبيا، فالأمر يحتاج في ليبيا إلى مشاركة المنتخب الليبي خارجياً في عدة مناسبات، وبهذه الصورة إلى جانب التسويق الإعلامي للدوري الليبي أكثر تبرز المواهب الليبية خارجياً، وتكون مصدر انتباه الدول العربية ، ليبيا في القريب ستخوض لقاء التصفيات الأفريقية مع المغرب ، وفي حال استضافة المغرب للحدث الأفريقي، تتأهل ليبيا مباشرة إلى النهائيات، وهنا تكون فرصة الاحتراف للاعب الليبي كبيرة، من ناحية ظهور اللاعب الليبي بشكل مميزة.
“وال” هل ليبيا من ضمن مخططاتك المستقبلية؟
“فياله” الاستمرارية في ليبيا من ضمن خططي المستقبلية ليبيا بلد مريح وحلم يراود العديد من المدربين الأجانب والعرب وأرى أن لعبة كرة السلة ستتقدم وتتطور في ليبيا أكثر مما عليه الآن وسيكون لها مستقبل مهم هي فقط محتاجة للتسويق والتصوير الاحترافي والاستديوهات التحليلية و البث المباشر من الأندية جميعها، خطوات ستحقق فارقا حقيقيا في اللعبة فالإعلام ركيزة من ركائز نجاح اللعبة. (الأنباء الليبية – بنغازي) حورته / بشري العقيلي