طرابلس 12 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) -تفقد مدير إدارة السدود بوزارة الموارد المائية بحكومة الوحدة الوطنية، اليوم الأحد، رفقة وفد من شركة “كنترول ماتك” التركية المتخصصة في مجال “الكهروميكانيك” سد وادي “المجينين” الذي يقع جنوب العاصمة طرابلس، بمسافة (64) كيلو مترا. حيث اطلع الوفد التركي على المعدات “الكهروميكانيكية” داخل برج السد، ومدى حاجتها للصيانة، والوقوف على مشاكل الكهرباء داخل النفق، وتأتي الزيارة في إطار تفقد أوضاع كافة السدود في البلاد وإعداد تقارير مفصلة بذلك لاتخاذ الإجراءات حيالها.
وكان رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب “أسامة حماد”، قد قرر تخصيص مبلغ وقيمته (200) مليون دينار ليبي للبلديات والمدن والمناطق التي تضررت من جراء السيول والفيضانات التي خلفتها العاصفة المتوسطية، وذلك لمواجهة الأضرار الواقعة بمناطقهم ومدنهم.
-سدود معرضة للتخريب
يوجد في ليبيا (16) سدا، موزعة على مدن مختلفة بشرق وغرب البلاد، وتعرض معظمها للتخريب والإهمال وسرقة المضخات منذ عام 2011، كما تتبدد معظم المياه المحتجزة خلف السدود دون الاستفادة منها رغم شح المياه.
وقال مراقبون: إن معظم شبكات المياه المرتبطة بالسدود معطلة منذ نحو (20) عاما بسبب غياب الاستقرار السياسي والإداري، وعدم جود مخصصات مالية لعمليات الصيانة لأنابيب المياه والشبكات المرتبطة بالسدود.
وأشار تقرير لديوان المحاسبة الليبي عام 2021 إلى صرف ميزانيات منذ عام 2007 لصيانة السدود منها ميزانية مخصصة لسد درنة، إلا أن تلك الميزانيات صرفت دون أن يتم إنجاز الغرض منها.
ونصحت دراسة أكاديمية متخصصة بضرورة إنشاء “السدود الحجرية والسدود التعويقية”، للحد من تدفق مياه الأمطار، وانجراف التربة، والعمل على زراعة أشجار لتكون “مصدات للرياح” للحد من حركة التربة وانجرافها.
-الوديان في ليبيا
يذكر أن أكبر الوديان في ليبيا هو سد “وادي القطارة الخرساني”، الذي جرت صيانته عامي 2002 و2004، وأجريت عملية توسعة لحوض الوادي، ليتسع لكميات أكبر من المياه تصل إلى (125) مليون متر مكعب من الماء، وهو حاليا في حالة جيدة، وبه (6) ملايين متر مكعب، ويعد آمن في حالة ارتفاع منسوب مياه الأمطار.
أما سد وادي “جازة” فهو صغير نسبيا، وخرساني وليس ركاميا، كما هو الحال في سدي درنة المنهارين، لكن تعرضت صماماته للعبث والسرقة، وتم فتحه يدويا باستخدام المضخات الخارجية، وفي المرتبة الثانية سد وادي “المجينين، وسد وادي درنة.
-تحذير من كارثة
يذكر أن الخبير في علوم المياه بجامعة عمر المختار الليبية “عبد الونيس عاشور”، نشر بحثا في عام 2022، قال فيه: إن تكرار الفيضانات يهدد السدود المبنية في وادي درنة، وحث على إجراء أعمال الصيانة بشكل فوري، وكتب: إذا حدث فيضان ضخم، ستكون النتيجة كارثية على سكان الوادي والمدينة، وحذر من أن العواصف التي ضربت المنطقة في العقود الأخيرة، مستشهدا بفيضانات مدمرة عام 1959، وقال: إنها يمكن أن تؤدي إلى انهيار السدود وإغراق درنة، واصفا الوضع “بالخطير”. (الأنباء الليبية – طرابلس) م ج / ع ع