طرابلس 12 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) – ردا على قرار الاتحاد الليبي لكرة القدم، بشأن إضافة نص إلى لائحة الجزاءات، بمعاقبة أي نادٍ يصدر عن جمهوره هتافات عنصرية أو سياسية أو دينية أو رفع شعارات مسيئة، أصدر خميس آدم محمد النائب الأول لرئيس الاتحاد بيانا يوضح فيه موقفه من القرار قال فيه:
وصلني من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي صدور القرار رقم (87) لسنة 2023 والمتضمن إضافة نص إلى لائحة الجزاءات صادر عن رئيس مجلس إدارة الاتحاد الليبي لكرة القدم، وهنا أوضح خلفيات القرار وموقفي المهني منه تأسيسا على صفتي بمجلس الإدارة.
أولا، القرار غير قانوني لأنه لم يصدر بناء على اجتماع مجلس إدارة الاتحاد، وفقا للنظام الأساسي للاتحاد الليبي حيث أن القرارات تصدر بناء على اجتماع فعلي لمجلس الإدارة، كما أن القرارات المكملة للوائح والقوانين إما تصدر عن اجتماع الجمعية العمومية أو اجتماع مجلس الإدارة.
ثانيا، تواصل معي رئيس مجلس الإدارة وعرض بيان موجه لإدارة نادي الأهلي بنغازي بشأن الشعارات والعبارات التي رفعها الجمهور بمباراته الأخيرة ضمن الجولة الثانية أمام فريق التعاون بالدوري الممتاز ، حيث رفعت شعارات ضد مجلس إدارة الاتحاد والتعبير عن لغة الجماهير واستيائها من مجلس الإدارة. وأبلغت رئيس الاتحاد بعدم موافقتي على البيان أو التهديد بالعقوبات بشأن ذلك. وقناعتي الخاصة توجب تقبل النقد، وتقبل الاستياء، وعدم الرضا، والتعامل مع الشأن العام وخاصة كرة القدم تحتم على الذين يتولون المسؤولية تقبل كل نقد وتعبير شعبي وخاصة أن الشعارات لم يكن بها سب وشتم شخصي أو عائلي أو قبلي وجهوي.
الجمهور الرياضي يمكن أن يرفع الشعارات ضد اللاعبين والمسؤولين والمدربين للفريق الذي يشجعونه في حال تردي النتائج، فما بالك والجمهور الرياضي مستاء من نتائج المنتخبات الوطنية ومن تردي ترتيبها وتصنيفها القاري والدولي؟ بل إن الأمر وصل لدرجة التراجع عن الترتيب والمستويات السابقة، كما أن التعامل مع الجمهور يتطلب الحكمة والعقل وليس التصعيد والمناكفة.
موضوع رفع الشعارات والتعبير عن عدم الرضا وتوجيه رسائل الاحتجاج والاستياء لا يمكن معايرتها أو وضعها في مصفوفة تقييم.
ثالثا، ورد بالمادة رقم (1) من القرار نص ” بألفاظ نابية أو عنصرية أو سياسية أو دينية أو قيامهم برفع شعارات مسيئة” والصياغة بهذا الشكل فضفاضة وغير قانونية وتقبل التفسيرات المختلفة والمتناقضة، والمزاجية في التفسير والتطبيق.
كما أن القول “أو سياسية أو دينية ” هنا أحيل رئيس الاتحاد لتفاعل الجمهور الرياضي مع الأحداث السياسية ولعل آخرها حالة العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والتي كانت قوية حتى في الدول التي تدعم الكيان الصهيوني. فهل حالة التضامن للجمهور الليبي تندرج تحت ذلك؟. وهل الأغاني والأهازيج الشبابية في المدرجات التي تتغنى بالوطن والأمل والتنمية، تندرج تحت هذه المادة؟ .
كان الأحرى أن تكون العقوبة موجه لردع الهتافات والشعارات العنصرية والجهوية والقبلية والمسيئة للدين والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وشعارات الفتنة والدعوة للحروب، والشعارات التي تمس الوحدة الوطنية …. الخ).
كما أرفض أن تكون الهتافات والشعارات ضد اتحاد كرة القدم في سياق أي نص بشأن ذلك، فالجمهور يعبر عن شكره ورضاه للمؤسسات حال النجاح وتحقيق أفضل النتائج، وذات الجمهور سيعبر عن عدم الرضا ويعبر عن إدانته في حال الفشل وعدم تحقيق النتائج، بغض النظر عن الظروف والإمكانيات.
رابعا: – تمت مخاطبة رئيس مجلس الإدارة أكثر من مرة بضبط وتنظيم حضور الجمهور للمباريات، وكذلك التنسيق مع الجهات ذات الاختصاص والعلاقة بالموضوع، ولكن حتى اليوم الأمر يسير بشكل عشوائي، ويتم رمي التهم بالتقصير على الشركاء في الشأن في ظل عدم وجود شراكة وطنية في ذلك.
واقترحنا عليه مثلا حضور الجمهور يكون للفريق صاحب الضيافة لتحديد المسؤولية، ومن أجل منع تصادم جماهير الفرق المتنافسة، كذلك تحديد العدد المسموح بحضوره وفقا لسعة كل ملعب.
وعدم حضور الجمهور للمباريات ذات الطبيعة الخاصة المباريات التي يكون طرفاها فريقين من الفرق الأربع ذات الشعبية الكبيرة، ولكن لا حياة لمن تنادي.
أخيرا.. القرار بهذا الشكل ستكون إما غير قابلة للتطبيق، أو أن يكون هناك انحراف في التطبيق وتعدد لتفسير النص القانوني وتطبيقه.
ختاما.. أكرر رفضي القاطع والتام للقرار وأتبرأ منه، ومن أي قرار لا يصدر وفق الإجراءات والاختصاصات القانونية.
كرة القدم تمول من الخزانة العامة من أموال الشعب، فمن الأولى أن تكون مصدر فرح وترفيه للشعب.
وفي الختام أسجل تقديري واحترامي لمجموعات وروابط المشجعين والتي كانت في قمة المسؤولية والوطنية ورفع الشعارات الدينية الحق والصادقة، وأجدد الدعوة للجمهور الرياضي بالاستمرار بالتصالح والوحدة والرقي، ونبذ الخلافات والفرقة، والتحلي بالروح الوطنية والرياضية.
كان الاتحاد الليبي لكرة القدم، أصدر قرارا بإضافة نص إلى لائحة الجزاءات، بمعاقبة أي نادٍ يصدر عن جمهوره هتافات عنصرية أو سياسية أو دينية أو رفع شعارات مسيئة بأي شكلٍ من الأشكال، حيث يوقف الحكم المباراة لمدة 15 دقيقة، وإن لم تتوقف الهتافات يعلن انتهاء المباراة لصالح الفريق الخصم بنتيجة ( 2- صفر).
ويجيز النص بمعاقبة النادي الذي يقوم جمهوره بالإساءة بأي شكلٍ من الأشكال إلى اتحاد الكرة أو أشخاص بغرامة مالية قدرها (3000) دينار، وإذا تكرر الفعل سترتفع إلى (6000) دينار، والمباراة التي تليها تقام دون حضور الجمهور، وإذا تسببت الجماهير في تأخير بدء المباراة أو إيقافها في نفس الموسم، ستتضاعف الغرامة وتنقل مباراتان خارج ملعبه إذا تكرر الفعل إلى (9000) دينار، وتنقل 3 مباريات خارج ملعبه دون حضور جمهور. (الأنباء الليبية – طرابلس)