بنغازي 13 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية)- تراجعت نبرة الأوروبيين المنحازة بقوة إلى الاحتلال الإسرائيلي منذ أحداث “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي، وما تبعها من مجازر إسرائيلية بحق المدنيين العزل في قطاع غزة.
بعد تصدير إسرائيل رسائل مزيفة للعالم عن أنها الضحية والفلسطينيون هم الجناة، بدأت الدوائر السياسية الغربية سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو في العواصم الأوروبية، في التأييد المطلق لما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم في غزة تحت ذريعة “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، إلا أنها تراجعت في أحاديث القادة الغربيين إزاء الحرج البالغ أمام شعوبهم، بعدما خرجت مظاهرات حاشدة في دول أوروبية ترفع شعارات تندد بالمواقف المخزية لحكوماتهم المؤيدة لقتل أطفال ونساء أبرياء في فلسطين، ما جعل زعماء أوروبيين يتراجعون عن مواقفهم الداعمة لإسرائيل بل أدانوا القتل واستهداف المدنيين والمستشفيات في غزة.
آخر تطورات التراجع في المواقف الأوروبية، تصريحات مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي أعلن أن وزراء خارجية الاتحاد يعارضون الحصار على قطاع غزة، ويدعون إلى فتح الممرات الإنسانية من أجل السماح للراغبين بالمغادرة.
وأشار إلى أن معظم الوزراء يدعمون استمرار التعاون مع السلطة الفلسطينية، واستمرار تقديم الدعم المالي، مؤكدا أن أفعال إسرائيل في غزة تتعارض مع القانون الدولي.
ودعا إلى هدنة إنسانية فورية في غزة، وزيادة طاقة المعابر الحدودية حتى تتمكن المساعدات الإنسانية من الوصول إلى السكان بأمان وإنشاء ممرات إنسانية، بما في ذلك ممر بحري خاص.
وشدد على ضرورة حماية المستشفيات والمواد الطبية والمدنيين داخل المراكز الطبية في القطاع، وتزويد المستشفيات بالإمدادات الطبية الأكثر إلحاحا على الفور وإجلاء المرضى المحتاجين لرعاية طبية عاجلة.
تصريحات بوريل تزامنت مع تقرير صدر عن منظمة العفو الدولية اليوم الإثنين، تطالب فيه قادة الاتحاد الأوروبي، الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار لحماية المدنيين قبيل انعقاد مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي اليوم، الذي سيناقش التصعيد الحالي للنزاع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت مديرة مكتب المؤسسات الأوروبية التابع لمنظمة العفو الدولية إيف غيدي إن “العنف الذي نشهده في غزة مروعا للغاية لدرجة يصعب استيعابها، ولكن لا ينبغي أن نشيح بوجهنا عنه، ويتعين على الوزراء الأوروبيين الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار لإنقاذ حياة آلاف المدنيين، والتصدي لزيادة تدهور هذه الكارثة الإنسانية والحقوقية.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي، الذي يدعي أنه يناصر حقوق الإنسان والقانون الدولي، يواجه أزمة مصداقية خطيرة في أعين الناس حول العالم، حيث يؤدي القصف الإسرائيلي المتواصل إلى مقتل حوالي 300 فلسطيني كل يوم، وكثير منهم من الأطفال، ويتسبب الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل في معاناة إنسانية لا توصف، لذلك فإنه من غير المفهوم أن بعض قادة الاتحاد الأوروبي لا يعرقلون دعوة الاتحاد الأوروبي لوقف إطلاق النار فحسب، بل يزودون إسرائيل بشكل نشط بالأسلحة والدعم السياسي، فضلا عن أنهم يقومون بإسكات حتى اعتقال المتظاهرين الذين يدافعون عن حقوق الفلسطينيين.
الجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي أخفق إلى حد كبير في التوصل إلى موقف توافقي، يتماشى مع القانون الدولي أو في الدعوة الصريحة إلى وقف إطلاق النار، لكن هناك بعض الدول الأعضاء، بما فيها إسبانيا وإيرلندا وبلجيكا، انتقدت انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل.
وترى منظمة العفو الدولية، أن منع بعض الدول بما فيها ألمانيا والتشيك والنمسا، الدعوة إلى وقف إطلاق النار أو التنديد بانتهاكات القانون الإنساني الدولي التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي، ساهم في خلق مناخ من الإفلات من العقاب، وشجع السلطات الإسرائيلية على تجاهل التزاماتها بشأن حماية حقوق المدنيين.
في سياق متصل، كشف تقرير لصحيفة” الباييس “الإسبانية عن أن الانقسامات في أوروبا برزت عقب فشل الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في غزة.
وقالت الصحيفة إن إيرلندا ولوكسمبورج، تدعمان الحقوق الفلسطينية، في حين أن النمسا وألمانيا، يعتبران أن أي شيء يتعلق بإسرائيل أمر صعب دبلوماسي بالنسبة لهما، بسبب الحرب العالمية الثانية والمحرقة، كما سعت البرتغال وإسبانيا إلى إصدار قرار أوروبي أكثر قوة إزاء إسرائيل بسبب المجازر التي ترتكبها في غزة.
وأما فرنسا فقد أعربت عن قلقها العميق إزاء الخسائر الفادحة التي تكبدها المدنيون الفلسطينيون نتيجة للقصف الإسرائيلي.
يشار إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، من أشد المنتقدين للوضع في غزة، واستمرار إسرائيل في قصف المدنيين.
واقترح سانشيز على مجلس الاتحاد الأوروبي، عقد مؤتمر للسلام في برشلونة في غضون 6 أشهر، كاشفا عن مطالب بشأن وقف فوري لإطلاق النار، إلا أن عددا من الدول عارضته. (الأنباء الليبية – بنغازي) ر ت