بنغازي 15 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) – نفى مدير المكتب الإعلامي لإدارة البحث الجنائي، وليد العرفي، الأخبار المتداولة، عن انتشار عصابات لخطف الأطفال في بنغازي وطبرق وأجدابيا.
وأضاف العرفي في تصريحات خاصة لـ”صحيفة الأنباء الليبية”، أن لا صحة لمثل هذه الشائعات.
وأبدى العرفي تعجبه من انتشار مثل هذه الأخبار بين الناس دون دليل ملموس، أو وجود حالات فعلية تعرضت للخطف.
وأكد عدم ورود أي بلاغات أو شكاوى رسمية، لإدارة البحث الجنائي أو مراكز الأمن بالمدينة، تفيد بخطف أطفال، أو اختفاء خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن الفترة التي انتشرت فيها هذه الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم نتلق أي بلاغات تخص الشائعة.
وشدد على أن هذه الأخبار زائفة، وتهدف لإثارة وزعزعة الأمن داخل مدينة بنغازي وباقي المدن.
ودعا العرفي المواطنين، إلى استيقاء الأخبار من المؤسسات الرسمية، والتبليغ الفوري في حالة وقوع أي محاولة خطف أو اختفاء لأي طفل، مشددًا على ضرورة التوجه فورًا لأقرب مركز شرطة أو الحضور لإدارة البحث والتبليغ عن مثل هذه الحالات.
وحذر مسؤول المكتب الإعلامي المواطنين من السير خلف هذه الشائعات، لما لها من أثر سلبي على الشارع، منوهًا إلى أن الوضع الأمني في بنغازي ممتاز.
بداية الإشاعة
وسادت حالة من القلق بين أولياء الأمور، بعد انتشار شائعات تفيد بوجود عصابة إجرامية تخطف الأطفال أثناء عودتهم من مدارسهم، بغرض الاتجار في أعضائهم.
وانتشرت الشائعة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وراجت بشكل واسع في مدن “طبرق وبنغازي وإجدابيا”.
وتعددت الروايات المزيفة المتعلقة بعصابة خطف الأطفال، دون الوصول لمصدر هذه الشائعات، ولا لحالات حقيقية تعرضت لمثل هذه الوقائع، ومن بين الروايات الأكثر انتشارا أن العصابة الإجرامية تخطف الأطفال في سيارة تحمل على زجاجها الخلفي صورة لسكين، وبداخلها امرأة ترتدي نقابا أسود، ويرافقها طفل يقوم باستدراج الضحايا نحو السيارة، في محاولة لإرغامهم على الصعود إليها.
الشائعة تؤثر سلبيا على الأطفال
وفي سياق متصل، وقد حذرت الخبيرة النفسية، والمتخصصة في الإرشاد والعلاج النفسي، هبة الجازوي، من مثل هذه الشائعات لما لها من أثر بالغ الخطورة على الأطفال.
وقالت الجازوي، في تصريح خاص لـ “صحيفة الأنباء الليبية”: إن الشائعات تؤثر على الأطفال بشكل كبير، لأن الصغار لا يستطيعون التمييز بين الحقيقة والكذب، وتتشكل مشاعرهم بناء عليها.
أعراض نفسية محتملة
ونوهت إلى أن مثل هذه الشائعة قد تصيب الصغار بالحزن والغضب والشك، وهو ما ينتج عنه الانكفاء والشعور بالوحدة حين سماع أي خبر يخص الشائعة.
وأكدت أن هذه الشائعات تؤثر سلبيا على نفسية الأطفال، وعلى مستواهم الدراسي، كما قد تؤدي إلى تراجع التحصيل العلمي.
وتابعت قائلة: “قد يظهر على الأطفال علامات تشير إلى مدى تأثير الشائعات عليهم، كالتبول الليلي، وأن يسيطر على تفكيرهم وسلوكهم تخيلات مخيفة عما يمكن أن يحصل لهم”.
وحذرت الجازوي من تعرض الأطفال لضعف التركيز، والتوتر، وما قد يترتب عليه التمرد وعصيان الوالدين والمعلمين، نتيجة الخوف الزائد الحادث بسبب الشائعات.
وأكدت أنه إلى جانب التأثير النفسي قد تظهر على الطفل المتأثر سلبا من الشائعة، بعض الأعراض العضوية مثل “الصداع وآلام المعدة”.
وتنصح الخبير النفسية الوالدين ومقدمي الرعاية أن يتجنبوا تعرض أطفالهم لأي نوع من أنواع الاستغلال النفسي، الذي قد يضر بسلوكهم، وصحتهم النفسية على المدى البعيد.
سبب انتشار الشائعات
وعن سبب انتشار مثل هذه الشائعات بالمجتمع، قالت “الجازوى”: أن انتشار مثل هذه الشائعات، بوابة لظهور شخصيات غير موثوقة في الإعلام، أو في الحياة الواقعية، الذين يعملون على الاستفادة من الأزمات، عبر توظيفها لخدمة مصالحهم الضيقة.
وأكدت أن تحرى الدقة، والسؤال عن مصدر المعلومة من أهم الأسلحة التى تحارب الشائعات، وخصوصا في وقت الأزمات.
وأشارت إلى أنه يوجد كثير من الدوافع التي تجعل بعض الأشخاص يتطورون في نشر الشائعات، من بينها “التباهى” التي يلجأ إليها بعض الأشخاص حين يشعرون بعدم التقدير، ولذا يحاولون نشر أخبار زائفة رغبة في تحدث الناس عنهم.
وأوضحت أن رغبة هؤلاء الأشخاص في إلحاق الضرر أو إيذاء غيرهم، يدفعهم لنشر الشائعات ضد بعض الأشخاص، لإلحاق الضرر بهم.
شائعات إيجابية
واختتمت الجازوي تصريحاتها قائلة: “توجد شائعات إيجابية وهي تستخدم في أوقات الأزمات والضغوط النفسية، لرفع الروح المعنوية، كأن يروج البعض لشعارات تحفيزية بغرض تحفيز الناس نحو الإنجاز وتحقيق النصر، ويمكن أن تكون بغرض المجاملة، مضيفة أنه “يمكن أيضا ترويج شائعات بغرض الإسقاط النفسى، وذلك حين يشعر الشخص بالخوف من حدث ما، ويحاول من خلال تناقل الشائعة السيطرة على مخاوفه، كما يمكن أن تكون الشائعة الغرض منها إشاعة الطمأنينة بين الناس”. (الأنباء الليبية – بنغازي) تقرير / فاطمة الورفلي