البيضاء 16 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) – أفاد مدير مركز الرقابة على الأغذية والأدوية فرع المنطقة الشرقية، عادل بوشويرب، بوجود حالات إصابة بنزلات معوية متكررة في مدينة البيضاء، بسبب التلوث.
وقال بوشويرب في تصريحات لصحيفة الأنباء الليبية: إن حالات الإصابة اتضح أنها بسبب تلوث مياه العديد من الآبار الجوفية، مؤكدا أن الحالات التي تصل مركز البيضاء الطبي تزايدت خلال الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ.
وأضاف أن الأعداد تصل إلى حوالي “100” حالة يوميا في المتوسط، وأن المركز يستقبلهم منذ أسبوعين، وتتنوع الحالات بين الأطفال وكبار السن.
ازدياد الحالات
وأكد أن الأعداد في ازدياد خلال الأيام الأخيرة، حتى أنها في بعض الأيام ترتفع إلى “250” حالة، موضحًا أنه تم إبلاغهم بهذه الوقائع من قبل مركز طبي البيضاء، كما تم تبليغ جهات مسؤولة أخرى، وعلى الفور عقد اجتماع لبحث أعراض العدوى.
وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة من قبل مركز الرقابة، تفرعت داخل أقسام المركز واطلعت على تحاليل الحالات والتي بينت أن السبب الرئيس هو مياه الشرب.
تشكيل لجنة
ووفقا لهذه النتائج شكل مركز الرقابة لجنة أخرى، كلفت بسحب المياه من المصانع المنتجة لمياه الشرب، حيث تقوم بعض المصانع بتعبئتها من الآبار، دون معالجتها وبالتالي بيعها.
وأكد بوشويرب أنه تم تشكيل لجنة بمشاركة جهاز الحرس البلدي، لمتابعة جودة المياه من هذه المصادر وفي حال ثبوت أي تلوث داخل المصانع سيتم غلقها، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدها.
ولفت إلى أن أغلب الإصابات المتضررة من تلوث مياه الشرب، من سكان الأحياء الفقيرة والمناطق التي تستهلك في المياه الجوفية.
“6” آبار ملوثة
ونوه إلى أن عمليات التسمم تتم معالجتها بشكل اعتيادي، وليس هناك خطورة في العدوى إلا بأعراض خفيفة، ولكن مع استمرار تعرض الشخص للتسمم على المدى البعيد سيشكل لديه تأثيرات أخرى كالأمراض في الكلى وغيره.
وأكد أنه تم رصد “6” آبار بضواحي مدينة البيضاء، تبين أنها ملوثة بنسبة كبيرة بمياه صرف الصحي، وملوثات خطيرة غير قابلة للمعالجة.
وأضاف أن شركة المياه والصرف الصحي ستقوم بإغلاقها بشكل نهائي، مشيرا إلى أن مستوى التلوث وصل لقاع البئر.
وقال: إنه رصد الآبار الملوثة تم بعد إجراء أكثر من “70” عملية تحليلية في مختلف آبار مناطق الجبل الأخضر .
مياه الصرف الصحي
وتابع أن حي “54”، وحي آخر واقع في نطاق مستشفى الأصيل، بمدينة البيضاء من أكثر المناطق تضررًا، حتى أنه بالكشف الظاهري على المياه في المنطقتين تستطيع تمييز رائحة مياه الصرف الصحي داخلها.
ولفت إلى أنه تم تشخيص هذا التلوث من قبل مركز الرقابة على الأغذية والأدوية، والذي خاطب كافة الجهات المسؤولة كشركة العامة للمياه والصرف الصحي، والمجلس البلدي وهيئة الرقابة الإدارية، لمتابعة هذا الموضوع الذي يعد تهديدا للأمن القومي.
كارثة سد درنة
وفي السياق ذاته، قال بوشويرب: إنه بعد كارثة الفيضانات نفذ المركز حملات للتوجه إلى الآبار الجوفية في جزء من الأحياء داخل مدينة البيضاء وضواحيها، وداخل مدينة درنة، وتبين أن الكثير منها تلوث سواء في حوض البئر أو في قاعه.
وأكد أن عمليات التحليل نفسها نفذت بعد كارثة انهيار سد درنة، حيث تم سحب عينات من المياه المخزنة قبل أن تحدث عمليات التلوث داخل الخزانات وتم إخضاعها للتحليل بالمعامل المركزية، وظهرت نتائج المياه سليمة وخالية من التلوث.
انهيار الشبكة
وأشار إلى أنهم طالبوا بعمل محطات لضخ هذه المياه عبر شبكات تُغذى عن طريقها المدينة، خصوصا وأن الشبكة القديمة انهارت واختلطت بمياه الصرف الصحي ولوثت بسبب انتشار الجثث.
ومضى بوشويرب قائلا: إن مياه البحر تعاني حاليا من احتمالية تلوثها بشكل كبير، بعد أن جرفت السيول إليها العديد من المخلفات، لذا تم التواصل مع مركز الأحياء البحرية المعني بالبحث داخل الحياة البحرية، ومركز البحوث الزراعية للبدء في إجراء دراسات علمية دقيقة لمعرفة خطورة التلوث. (الأنباء الليبية – البيضاء) تقرير / فاطمة الورفلي