الجبل الأخضر 16 نوفمبر 2023 ( الأنباء الليبية) – تحتضن غابات وجبال وأودية الجبل الأخضر مختلف أنواع الحيوانات التي يدرج أغلبها ضمن قوائم الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ، ومنها علي سبيل المثال لا الحصر ، الحيوانات المفترسة مثل (الضبع المخطط – الذئب الذهبي الإفريقي – النمس الإفريقي – الهر البري”السنود” – الثعلب) والثديات والطيور مثل (البومة الفرعونية – عقاب بنولي – النسر الذهبي – سقاوة الأوراسية – حداه حمراء – باز شمالي – الحجل – عقاب قصر الأصابع) والزواحف مثل (الحرباء – البايثون الإفريقي – السلحفاء المصرية – السلحفاء اليونانية) والنباتات مثل (البخور مريم “الركف” – الكلغ – الشماري – نبات الودش”الرينش”) .
وأوضح مدير عام منظمة الحياة لحماية الكائنات البرية والبحرية صالح بورزيقة لـ “الأنباء الليبية” أن الحيوانات المهددة بالانقراض في الجبل الأخضر هي (البومة الفرعونية -عقاب قصر الأصابع – عقاب بولني – النسر الذهبي – الهر البري) ، مؤكدا أنه بعد تعرض الجبل الأخضر للسيول أجرت منظمة الحياة دراسة على الغطاء النباتي بالمنطقة الذي يقدر بمساحة مليون و700 كيلو متر مربع أي نسبة 1% من نسبة الغابات.
التعدي على الغابات
وأضاف من عام (2011 إلى عام 2016) فقدنا 100 ألف هكتار نتيجة التعدي على الغابات الطبيعية، وأصبحت الأشجار والطيور مهددة بالانقراض.
وأشار مدير منظمة الحياة إلى أنه لا يتم دعم المنظمة من أي جهة، لافتا إلى أنها عضو غير حكومي في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة lucn) ) وتعمل على حفظ الموارد الطبيعية في ليبيا بجهود تطوعية، لافتًا إلى أن المنظمة أعدت العديد من الأبحاث عن الحياة البرية.
النباتات والحيوانات النادرة
وأوضح أن الجبل الأخضر يحتوي على العديد من الأودية مثل “وادي الناقة، وادي الكوف، وادي مرقص، وادي بوضحاك، منطقة الهيشة، منطقة الجشة، جنوب درنة”، مؤكدا أنه لا توجد في ليبيا محمية، سوى محمية “وادي الناقة” التي تضم العديد من النباتات والحيوانات النادرة، وتعمل المنظمة مع السكان والإدارة المحلية وفق خطة متكاملة لإدارة هذه المحمية التي تبلغ مساحتها 50 كيلو مترا مربعا، و5000 هكتار وبها 14عين مياه.
وأكد مدير منظمة الحياة أنه يجب وضع قوانين رادعة ضد الصيادين والمهربين وكذلك معاقبة كل المتجاوزين الذي يقومون بحرق الغابات، وقطع الأشجار، وإشعال الحرائق، وكذلك إنشاء مناطق محمية تحت إشراف مشترك من منظمات المجتمع المدني والجهات المعنية بحماية الطبيعة ومؤسسات الدولة ، وإعادة إطلاق مجموعة من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض ، وإعداد قاعدة بيانات تحتوي على معلومات عن شمال مناطق الجبل الأخضر ، وإقامة حملات لإعادة التشجير وزراعة النباتات مثلا (الخروب- بلوط -عرعار- الزيتون – شماري) والابتعاد عن النباتات الدخيلة.
الأضرار البيئية
وعن الوضع البيئي لمنطقة الجبل الأخضر بعد عاصفة دانيال، أوضح بورزيقة أنه من خلال متابعة وزارة البيئة ومنظمة الحياة لحماية الأحياء البرية والبحرية لمناطق المحميات الطبيعية والوديان بمنطقة الجبل الأخضر ذات الأهمية البيئية والسياحية والعلمية، والمواقع الأثرية ومناطق التنوع الحيوي تبين أن الأضرار البيئية التي لحقت بمنطقة الجبل الأخضر أدت إلى تقطع سبل عيش المزارعين ومربي الأغنام والمواشي من ناحية، ونفوق الأغنام وخلايا النحل وانهيار الطرق الترابية المؤدية للمزارع، وتدمير الموارد الطبيعة التي يقتات منها الناس في محمية وادي الناقة حيث جرفت السيول الغابات والعديد من الأشجار كالبلوط والخروب والزيتون والنباتات الطبية العطرية والرعوية مما أدى إلى تدهور النظام البيئي للمنطقة، وانجراف مساحات كبيرة من الأراضي والوديان .
وأوضح أنه في حصيلة أولية لمنطقة وادي الناقة تبين تدمير أكثر من 200 شجرة زيتون يزيد عمرها عن 1000 سنة و250 من شجر الخروب و 100 شجرة بلوط، ونفوق أعداد كبيرة من الأحياء البرية والطيور.
زيادة التلوث البيئي
وتابع مدير منظمة الحياة حديثه عن الضرر البيئي المباشر الذي سببته الفيضانات قائلا: إنها أدت إلى زيادة التلوث البيئي حيث تسببت في تلوث المياه، متوقعا ظهور تغير في النظم الايكولوجية لمنطقة الجبل الأخضر، كما يوجد أكثر من 15صيدلية تقريبا جرفتها السيول للبحر وتضم أدوية كيميائية تؤثر على البيئة البحرية.
وانتقد بورزيقة الممارسات الزراعية السيئة مثل إزالة الغابات واستخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية، مؤكدا أنها وراء تدهور البيئة الطبيعية، لافتا إلى أن النشاط البشري غير المنتظم يؤدي إلى الإضرار بالبيئة، فضلا عن عدم الأخذ بجدية بشأن النتائج والدراسات العلمية التي قام بها عدد كبير من الباحثين في المجال البيئي.
الحفاظ على البيئة
وطالب بتحسين الوضع البيئي وتعزيز التوعية البيئية من خلال التثقيف بأهمية الحفاظ على البيئة وكيفية التعامل مع الأزمات ووضع خطة للطوارئ والتدريب عليها، وتطبيق القوانين البيئية من خلال فرض العقوبات على المخالفين للقوانين البيئة، والقيام بدراسة شاملة لوضع الحياة بالبيئة الطبيعية للمناطق المتضررة وإجراء التحاليل لعين قزوان لمعرفة تركيبتها الكيميائية والبيولوجية ودراسة (ظاهرة الموت في الطبيعة) والتي أدت لنفوق الكائنات البرية المرتفعات في محمية وادي الناقة والتي لم يصلها السيل حيث أن هناك عددا كبيرا من الكائنات الحية والنباتية والحيوانية مدرجة ضمن القائمة الحمراء للكائنات المهددة بالانقراض، محذرا من أن حجم هذه الكارثة يتطلب استجابة فورية ومنسقة، ليس فقط على المستوى الوطني ولكن أيضا من المجتمع الدولي.
هواية الصيد
يشار إلى أن منظمة الحياة لحماية الكائنات البرية والبحرية تأسست من قبل ممارسين لهواية الصيد وعشاق الطبيعة الذين لاحظوا تناقصًا ملموسا في أعداد الكائنات البرية والبحرية بشكل كبير ينذر بكارثة.
و تأسست هذه المنظمة عام 2005 وتم فتح فروع في (الزنتان، غريان، وبلدية طبرق) وتهدف إلى تعزيز الوعي البيئي، ورفع مستوى المشاركة الشعبية، وتقديم الإرشاد في مجال المحافظة على الكائنات البرية والبحرية، وإعادة توطين الكائنات الحية والمهددة بالانقراض، ومكافحة التصحر وإعادة تشجير الغابات، ومنع ما تتعرض له من جرف وحريق، وحماية الموروث الثقافي لمواقع السياحية. (الأنباء الليبية – الجبل الأخضر) تقرير : بشري الخفيفي