طبرق 19 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) – شهدت ليبيا هزتين أرضيتين بالقرب من ساحل طبرق بفارق شهور قليلة بينهما، وتراوحت قوتهما ما بين 3 إلى 4 درجات بمقياس ريختر، دون أن يشعر بهما أحد من السكان.
وبحسب المركز الليبي للاستشعار عن بعد، سجلت الهزة الأرضية الأخيرة في نوفمبر الجاري في ساحل طبرق (3.4 درجات) على مقياس ريختر، بينما سجلت الهزة الأولى في شهر سبتمبر الماضي (4.6 درجات) على مقياس ريختر وذلك وفقا لمرصد الزلازل العالمي الأورومتوسطي.
وعن التفسير العلمي لأسباب الهزتين الأرضيتين قال رئيس قسم الطقس بمؤسسة رؤية لعلوم الفلك رشيد الصغير لـ”وكالة الأنباء الليبية”: إن أغلب الهزات الأرضية في ليبيا طبيعية ، مشيرًا إلى أن الهزات التي تحدث بشكل متكرر وبوتيرة خفيفة ليست ضارة.
الهزات الأرضية الناتجة عن تداعيات إعصار دانيال ليست ضارة.
الأمطار الغزيرة أثرت في مسامات وطبقات التربة وأدت لتجاويف في باطن الأرض.
وعن ساحل مدينة طبرق قال “يعتبر الساحل ذا خاصية تختلف عن باقي المناطق قليلاً، لقربه من جزيرة كريت الواقعة على خط الزلازل الدائم وهو الخط الفاصل بين “الصفيحتين الإفريقية من الجنوب، والأوراسية من الشمال”، وبالتالي يعتبر ساحل طبرق والجبل الأخضر قريبين من خط الزلازل الدائم، ونلاحظ أن البحر المقابل للسواحل الشرقية يشهد هزات بشكل متكرر وطبيعي.
وعن أسباب الهزة الأرضية الأخيرة بساحل طبرق في 16 نوفمبر الجاري، قال الصغير : بحسب الرابط النسبي والتقريبي ما بين وقوع الأعاصير والهزات الأرضية، فإنه عند تعرض أي منطقة خصوصا المناطق ذات التكوين الجيولوجي الهش، والتي تكثر فيها الصخور الجيرية فإنها تتعرض للذوبان نتيجة تسرب مياه الأمطار، والمنطقة الشرقية تعرضت لأمطار غزيرة تجاوزت 400 ملمتر وهي كمية غير مسبوقة على الأقل في التاريخ المناخي الحديث.
وأكد رئيس قسم الطقس بمؤسسة رؤية لعلوم الفلك أن الأمطار الغزيرة أثرت في مسامات وطبقات التربة الأرضية، والذي يسبب ما يعرف بالحفر الكارستية، وهو ذوبان هذه التربة وتؤدي إلى حفر وتجاويف كبيرة في باطن الأرض تتسبب في حدوث انهيارات داخلية بين طبقات الأرض وهبوط، وبالتالي الهزات الأرضية الناتجة عن تداعيات وآثار الأعاصير، طبيعية وخفيفة وغير ضارة، وهذا ما حدث في ليبيا عقب إعصار دانيال الذي ضرب شرق البلاد ، مشيرا إلى أنه ربما الهزات التي شهدتها ليبيا مؤخرا هي امتداد لهزات أرضية واقعة بالحوض المتوسط ، لافتا إلى أن من فوائد هذه الهزات الأرضية هو “التنفيس” على الضغط في باطن الأرض، وبالتالي التركيب الجيولوجي. (الأنباء الليبية – طبرق) فاطمة الورفلي