درنة 19 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) – كشف رئيس قسم هيئة السلامة الوطنية في درنة، فتحي الكريمي، حقيقة المعلومات التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالأمس، والتي تفيد بوصول عاصفة جديدة إلى مدينة درنة، سيترتب عليها ارتفاع منسوب مياه البحر يومي الجمعة والسبت، مؤكدًا أن الأمر لا صحة له، وأن المعلومات المتداولة لا يوجد مصدر لها.
وسبب انتشار هذه المعلومات حالة من الهلع والخوف بين سكان درنة، الذين عايشوا أوقات قاسية في سبتمبر الماضي بسبب أهوال ما خلفه إعصار دانيال من دمار في الأرواح والممتلكات.
اجتماع عاجل لبحث الأزمة
وقال الكريمي في تصريحات لصحيفة الأنباء الليبية : إنه بعد تداول هذه المعلومات، عقد اجتماع عاجل في قسم هيئة السلامة الوطنية مع أعضاء من إدارة محطة الأرصاد الجوية درنة عبدالله أستيتة، واللواء جمال العمامي مدير الإدارة العامة للعمليات الامنية، لمناقشة مجريات ما حدث
وأكد أنه رغم عدم وجود مصدر رسمي للمعلومة، إلا أن الجهات سالفة الذكر اجتمعت على الفور، للحديث حول الأوضاع الجوية للمدينة، والإجراءات التي سيتم اتباعها في حالة حدوث أي طارئ.
لجنة لمتابعة أحوال الطقس لحظيا
وتابع أنه تم التوصل لاتفاق بشأن إخطار هيئة السلامة الوطنية، بأي طوارئ جوية ترصدها محطة الأرصاد الجوية درنة، على أن يتم تزويد الهيئة بأي تطورات وإحداثيات جوية على مدار الساعة.
وطمأن الكريمي المواطنين بأن الأوضاع الجوية الحالية مستقرة، ولا تدعو لأي قلق، لافتا إلى أن كل ما يشاع بشأن ارتفاع منسوب مياه البحر ما هو إلا محض شائعات من شأنها أن تبث الفزع والخوف في نفوس المواطنين.
أهالي درنة يخشون انهيار السد
وفي سياق متصل، قال عضو لجنة الطوارئ بدرنة، حمد الشلوى: إن المعلومات التي جرى تداولها ليلة أمس تسببت في حالة من الخوف الشديد بين السكان، الذين بدأوا في التساؤل عن مصيرهم حال تكرار الكارثة التي وقعت في سبتمبر الماضي.
وأضاف في تصريحات لصحيفة الأنباء الليبية أن أكبر مصدر قلق سببته هذه الشائعة للأهالي هو خوفهم من انهيار أحد السدود مرة أخرى، مشيرا إلى أن أهالي درنة أصبحوا يعانون فوبيا، ويتأثرون بشدة بأخبار الطقس وتطوراته.
الأوضاع في درنة لم تستقر بعد
وأشار عضو لجنة الطوارئ، إلى أن الوضع الصحي الحالي للمدينة لا يزال غير مستقر، برغم الجهود المبذولة من قبل الأطباء المحليين.
وأوضح أنه بالرغم من وفاة أعداد كبيرة من الكوادر الصحية، والتمريض إلا أن هذا القطاع لم يتوقف عن العمل رغم التحديات والمصاعب التي يواجهها العاملون في هذه المهن الحيوية.
وأردف أن التعليم حاليا متوقف، حيث تم نقل كل الطلاب لمدارس أخرى، في مناطق مختلفة، وهو ما سبب ضغطا كبيرا على باقي المدارس واكتظاظ أعداد الطلاب فيها، وخلق حاجة ماسة لتحويل بعض المدارس لكي تعمل بنظام الفترتين، حيث تحول البعض منها للعمل في أوقات أخرى للدراسة.
ونوه إلى أنه تم تقسيم الأيام بين الطلاب في بعض المدارس في محاولة للتعايش مع الوضع، ولتدارك مجريات العام الدراسي الحالي، وحتى لا تفوت الفرصة على الطلاب.
المياه ملوثة والكهرباء ضعيفة
وبخصوص الخدمات الأخرى المقدمة لأهالي درنة، قال الشلوي: إنه حتى الآن لا يوجد مياه بالمدينة، وإن وجدت في أماكن تعتبر ضعيفة جدا، ولا تلبي حاجة المواطن، باعتبار محطات التحلية لا تعمل حاليا، والآبار الجوفية جميعها ملوثة.
وأضاف أنه برغم من تركيب محطات مؤقتة لتطهير بعض الآبار إلا أن ذلك يعد حلا مؤقتا، مشيرا إلى أنه تم إصلاح العديد من الأسلاك التالفة لتشغيل الكهرباء ببعض المناطق، إلا أن حجم الإنجاز في قطاع الكهرباء يسير ببطء وليس بالسرعة المطلوبة.
وأكد أن كثير من الناجين من كارثة الإعصار موزعون في المناطق القريبة كطبرق والتميمي والبيضاء وغيرها، وبعضهم لجأ للمناطق الآمنة أو عند أقاربه، لافتا إلى أنه يتم تقديم جميع الخدمات لهم من البلديات.
ونوه إلى أنه بعد فتح بعض الطرق بين درنة وباقي المناطق شهدت المحال التجارية حالة من الانتعاشه البسيطة، مؤكدا أن الحكومة لم تقدم حتى الآن حلولا جذرية للأزمة بل كل ما تم هو مؤتمر إعادة إعمار درنة، وهو غير كافٍ لطمأنة الأهالي، على حد وصفه. (الأنباء الليبية – درنة) فاطمة الورفلي