غزة 23 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) – سيطرت حالة من القلق على الأوساط السياسية والعربية بعد تراجع إسرائيل عن وقف إطلاق النار على قطاع غزة، وتأجيل الهدنة مع حركة حماس التي كان مقرراً بدؤها اليوم الخميس إلى غد الجمعة.
وأعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي مساء أمس الأربعاء أنه لن يتم إطلاق سراح أي من الرهائن المحتجزين في غزة قبل الجمعة، فيما كان من المنتظر بدء سريان الهدنة وانطلاق أولى عمليات الإفراج اليوم.
وتوصلت إسرائيل وحماس بعد وساطة مصرية وقطرية لاتفاق يقضي بإطلاق سراح 50 امرأة وطفلاً من بين الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل “هدنة إنسانية” مؤقتة في القطاع والإفراج عن 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.
الإفراج عن الأسرى
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن العمليات الحربية سوف تستمر في قطاع غزة اليوم الخميس كالمعتاد.
وقال مسؤول إسرائيلي، إن سبب تأجيل إطلاق سراح المحتجزين من غزة يعود إلى “تفاصيل تنفيذ بسيطة إلى حد ما”. ونقلت شبكة “سي إن إن” عن المسؤول قوله: إن سبب التأجيل هو عدم تلقي إسرائيل بعد أسماء المحتجزين الذين ستطلقهم حماس.
و ذكر رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد بارنيا، إن قطر أبلغته أن حماس ترغب في إجراء تغييرات على مشروع الاتفاق، وإن الدوحة تتابع الموضوع.
أما الخارجية القطرية، فقالت في بيان اليوم الخميس، إن المحادثات حول الخطة التنفيذية لاتفاق الهدنة في غزة تسير بشكل إيجابي، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأفاد مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين وإقليميين بأن عملية الإفراج المقررة عن 50 أسيراً محتجزون في غزة إلى جانب 150 سجيناً فلسطينياً، ووقف القتال قد تأجلت قبل ساعات من الموعد المقرر أن يبدأ اليوم الخميس.
وكشفوا أن هذا التأخير لمدة يوم على الأقل، يرتبط بقائمة الأسماء التي قدمتها حركة حماس للمسؤولين الإسرائيليين.
إلا أن مصدراً مطلعاً على المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس أوضح: إن عقبات فنية في صفقة تبادل الأسرى أدت لتأخير تنفيذها إلى غد الجمعة، مضيفاً أن حماس أعادت طرح مسألة وقف إطلاق النار وطلبت توضيحاً لكل ما هو متفق عليه وإدراج كل التفاصيل في الاتفاق مع إسرائيل، متوقعاً تذليل العقبات التي طرأت في المفاوضات بين الجانبين خلال الساعات القادمة.
و أضاف مسؤول أمريكي في البيت الأبيض: إنه في حين قدمت الحركة الأسماء والجنس والجنسية لمعظم الأفراد، كان هناك نقصاً في المعلومات عن بعض الرهائن الخمسين، ما أدى إلى تعقيد وتأخير إطلاق سراحهم.
كما أوضح: أن الأطراف المشاركة في صفقة إطلاق سراح الأسرى تعمل على وضع “التفاصيل اللوجستية النهائية” لليوم الأول من تنفيذ الاتفاقية، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
وقف إطلاق النار
وفي إطار الضغوط الدولية للوقف الدائم لإطلاق النار، اعتبرت الرئاسة الفرنسية أن الاتفاق بين إسرائيل وحماس ينبغي توسيعه، والاستفادة من “الهدنة الإنسانية” التي ينص عليها من أجل العمل على “وقف دائم لإطلاق النار”.
كما دعت الصين مجلس الأمن إلى تكثيف الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتفادي كارثة إنسانية أوسع. وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي: علينا تكثيف الجهود للمساهمة في وقف إطلاق النار فورا، مشيراً إلى أن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة يعتبر الخطوة الأولى نحو وقف إطلاق النار وتخفيف حدة الوضع.
ودعا إلى تنفيذ القرار بشكل كامل من أجل تفادي كارثة إنسانية أوسع. وأضاف المندوب الصيني أن على إسرائيل وقف أي عمليات عسكرية ضد المستشفيات والمدارس وغيرها من المواقع المدنية.
ورحبت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل باتفاق الهدنة الإنسانية الذي جرى التوصل إليه بين إسرائيل وحماس، لكنها قالت إنه لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به.
وتابعت راسل في كلمتها أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد زيارتها جنوب قطاع غزة: من أجل بقاء الأطفال على قيد الحياة، ومن أجل بقاء العاملين في المجال الإنساني وتقديم الخدمات بشكل فعال؛ فإن التوقفات الإنسانية ليست كافية ببساطة… اليونيسف تدعو إلى وقف إنساني عاجل لإطلاق النار من أجل وضع حد فوري لهذه المذبحة.
الموقف اللبناني والإيراني
وعربيا، دعا رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، إلى تكثيف الجهود من أجل تحقيق وقف شامل لإطلاق النار في منطقة الشرق الأوسط.
وقال ميقاتي خلال لقائه في العاصمة بيروت، مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان : يجب التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في المنطقة، من أجل المضي قدماً لإيجاد سبل التوصل إلى تسوية سلمية مستدامة للصراع العربي الإسرائيلي.
بدوره، أشار الوزير الإيراني عبد اللهيان، إلى أنه إذا لم تؤد الهدنة في قطاع غزة بين إسرائيل والقوات الفلسطينية إلى إنهاء الحرب، فإن الأحداث في المنطقة برمتها ستخرج عن السيطرة.
يذكر أن لبنان، تقدم بشكوى ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي، يتهمها فيها بتعمد قتل الصحفيين، وذكرت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان، أن تقديم الشكوى جاء “عقب قتل إسرائيل المتعمد للمراسلة الصحفية فرح عمر والمصور ربيع المعماري، العاملين بقناة الميادين، إضافة إلى المواطن اللبناني حسين عقيل”.
بدورها، أكدت جامعة الدول العربية، أهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد يعبر عن الإرادة العربية – الإسلامية المشتركة، بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة، تستوجب توحيد الصف العربي والإسلامي في وجه هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم. جاء ذلك في كلمة للأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية السفير علي بن إبراهيم المالكي. (الأنباء الليبية – غزة) ع ع / هــ ع