بنغازي 24 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية)- أثارت الدعوة التي وجهها المبعوث الأممي عبد الله باثيلي، إلى بعض الأطراف الرئيسية في البلاد للتوافق حول الانتخابات، جدلا واسعا في الأوساط السياسية والاجتماعية، خصوصا وأنها لم تشتمل على الحكومة الليبية المكلفة من قبل البرلمان، وهو ما جعل عدد من السياسيين يرون أنها تكرار لمبادرات سابقة وأن نجاحها مشكوك فيه.
ووجه باثيلي الدعوة إلى القيادة العامة، ومجلسي النواب والدولة والمجلس الرئاسي وحكومة الدبيبة للاجتماع من أجل حل القضايا السياسية التي تقف في طريق الانتخابات.
وطالب باثيلي الأطراف المؤسسية الرئيسية في ليبيا بالمشاركة في اجتماع سيُعقدُ في الفترة المقبلة بغية التوصل إلى تسوية سياسية حول القضايا مثار الخلاف السياسي والمرتبطة بتنفيذ العملية الانتخابية.
الحكومة ترفض المبادرة
عقب طرح المبادرة، استنكرت الحكومة الليبية بقيادة أسامة حماد، تجاهل دعوتها لهذا الاجتماع، في الوقت الذي توجه فيه الدعوة لحكومة الوحدة الوطنية، والمجلس الرئاسي.
وقالت الحكومة إن الدعوة تجاهلت الحكومة رغم أنها مختارة من قبل البرلمان المنتخب، في حين أنها دعت الأجسام المؤقتة، والمنتهية ولايتها بقرار من مجلس النواب.
وقالت الحكومة في بيان لها، إن أي دعوة تتجاهلها لن يكتب لها النجاح، مؤكدة رفضها لأي مخرجات تشارك فيها حكومة الوحدة والرئاسي.
وأكدت أن الشعب الليبي من حقه أن يختار رئيسه دون تدخل خارجي، أو فساد داخلي.
مبعوث أممي جديد
طالبت الحكومة الليبية بضرورة تعيين مبعوث أممي جديد يتمتع بالنزاهة، وعدم الانحياز لبعض الأطراف على أن يراعى في الاختيار معايير شفافة، ويكون بإمكان هذا المبعوث إنجاز المهام المكلف بها دون تحيز.
رفض برلماني
رفض رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، حضور رئيس حكومة الوحدة الوطنية لهذا الاجتماع الذي دعا له باثيلي، مؤكدا أن الدبيبة رئيس حكومة مقال بالنسبة للبرلمان.
وأضاف في تصريحات لوكالة سبوتنك الروسية أن مبادرة باثيلي ليست غريبة ومتوقعة، هو يريد لقاء الأجسام الرئيسية كما يقول وهي رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، ورئيس مجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، والقائد العام للقوات العربية المسلحة المشير أركان حرب خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي.
وتابع أن الدعوة شملت الدبيبة، لكنه يرفض ذلك لأن الدبيبه بالنسبة للمجلس مقال وسحبت منه الثقة ولا يعتبر رئيس مجلس الوزراء.
وأوضح أنه وافق على اجتماع الأربعة على أساس أن يجدوا فعالية مع مجلس النواب ومجلس الدولة لآلية كيفية تشكيل الحكومة جديدة فقط.
وأشار إلى أنه من الضروري تشكيل حكومة جديدة، لأنه لا يمكن تصور انعقاد الانتخابات في ظل وجود حكومتين في الشرق والغرب، مؤكدا أنها ستكون حكومة مصغرة ومحددة المدة والمهام.
في سياق متصل، علق عضو مجلس النواب ورئيس لجنة الطاقة والموارد الطبيعية عيسى العريبي، على دعوة باثيلي قائلا:” إذا لم تمثل الحكومة الليبية المنبثقة عن مجلس النواب برئاسة أسامة حماد’ فإن الطاولة المستديرة التي دعا إليها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باثيلي مرفوضة”.
عضو بمجلس الدولة يرفض دعوة باثيلي
في سياق مختلف، رفض عضو المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة، دعوة باثيلي في مجملها.
وقال في تصريحات صحفية له اليوم الجمعة، إن المبعوث الأممي لا يسعى لحل الأزمة بل يريد إطالة أمدها.
وأوضح أن باثيلي يسعى “لضرب عصفورين بحجرة واحدة، بمحاولته إرضاء الحكومات الموجودة بإطالة أعمارها سنة أو أكثر، على حد وصفه.
وأكد أنه يحاول إرضاء من يريد الانتخابات بقوله نحن في إطار الحوار للوصول للانتخابات.
وطالب بن شرادة بتشكيل حكومة مشتركة بين مجلسي النواب والدولة، حسب خارطة طريق متفق عليها، تنجز خلال شهر واحد، وتقود البلاد نحو الانتخابات.
ترحيب أمريكي أوروبي بدعوة باثيلي
وعلى المستوى الخارجي رحبت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بالدعوة التي قدمها المبعوث الأممي للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي، لإنهاء الأزمة حول الانتخابات.
وقال بيان صادر عن الدول الخمس أمس الخميس، إنهم يرحبون بحرارة بالدعوة التي وجهها المبعوث الأممي للأطراف الفاعلة لإنهاء الخلافات حول الانتخابات.
وأضافت الدول أنهم يرون في هذه الدعوة فرصة يجب استغلالها لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، والذهاب نحو انتخابات عامة تنهى الخلافات بين الأطراف السياسية. (الأنباء الليبية – بنغازي) ر ت